syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
متى يفهم العرب ... بقلم : أبولودور الدمشقي

سؤال يبدو مستفزا للكثير من العرب , و من أجبروا أن يكونوا عربا , بعد ما سمي بالفتوحات الإسلامية و الغزوات التي انطلقت من أرض نجد و الحجاز محاولة القضاء على حضارات عمرها من عمر الإنسان , وبعد الجملة السابقة يبدو أن ليس السؤال وحده مستفزا , بل ما قد يأتي لاحقا


في التاريخ المعاصر , تقوم علاقات الدول على أساس المصالح , التي تخدم كل دولة واستراتيجيتها , ومن ضمنها أطماع العديد من الدول في السيطرة على منابع الثروات في العالم , وإعادة كتابة التاريخ بما يخدم نفوذها و مصالحها , لا يجهل أحد أن حلم اسرائيل ما زال في إقامة الدولة اليهودية الكبرى من النهر إلى النهر , العلم الإسرائيلي بخطيه الزرق دلالة واضحة على حلم يهودي قديم , ولا يجهل أحد أيضا أن مصالح اسرائيل تتقاطع مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بل و تقودها أيضا .

 

 وبالعودة إلى الصراع السوفييتي الأمريكي القديم و ما كان يسمى بالحرب الباردة , ومحاولة طرفي الصراع جر العديد من الدول إلى جانبها , كانت الولايات المتحدة ومعها دولة اسرائيل , الطرف الأكثر خبثا في تلك الحرب , والعرب , الجزء الأكثر غباء و انصياعا لرغبات السيد الأميركي , لن نخوض في أسباب دخول الاتحاد السوفييتي لأراضي أفغانستان , و لنتحدث قليلا عن الطريقة التي أجبر فيها السيد الأميركي , خصمه على الإنسحاب منها قامت الولايات المتحدة بتوجيه عقول العرب نحو عدو شيوعي ملحد لا يؤمن بالله و لا بالرسل , ولم تكن بحاجة للكثير حتى تقنعهم أن الخطر الشيوعي يهدد وجودهم و إسلامهم , قامت الولايات المتحدة بخلق تنظيم القاعدة سعودي المنشأ ووجهت دعوات للجهاد في سبيل الله والإسلام , و اتجه المجاهدون من كل أصقاع الأرض للدفاع عن الله و رسوله و الإسلام , يصاحبهم فكر متطرف وهابي أعمى , ولكي تقود العرب , عليك فقط أن تقنعهم أن الإسلام في خطر , واترك الباقي للسيف .

 
انتصرت الولايات المتحدة و من خلفها اسرائيل , كبرت القواعد الأمريكية في الخليج , وانتهى الإتحاد السوفييتي , و معه ( الإلحاد ) وانتصر الإسلام , كما فهم العرب , فهل انتهت اللعبة ؟ 


كان الغرب بحاجة إلى عدو جديد , كي يستطيع قيادة العرب و توحيدهم خلف أطماعه , ومع قيام دولة إيران الشيعية , التي وجد فيها الغرب أسبابه , انقاد العرب مرة أخرى نحو عدو شيعي يريد السيطرة على الشرق , و القضاء على الإسلام , وهذه المرة أيضا لم تكن أميركا بحاجة إلى إرسال قوات على الأرض , ف صدام حسين و من خلفه العربان , تكفلوا بمهمة القضاء على عدو الإسلام , قامت الحرب الإيرانية العراقية التي لم يخرج فيها أحد منتصرا , و خلالها انتعش الإقتصاد الأمريكي و الغربي , وزادت صفقات السلاح إلى دول الخليج و العرب , كما زادت سيطرة الغرب على دول العرب , أما صدام , فلم يعد لوجوده معنى خصوصا أن الغرب لن يقبل بوجود جيش عربي قوي مسلح و مدرب , انتهى العراق و صدام , بعد مغامرته المجنونة في الكويت , التي قادته إليها أميركا كما تقود عرب البعير , وضربت العرب ببعض بعد إقتناع السعودية أن صدام قادم إليها بعد الكويت .

 
زال خطر صدام , و انتهى العراق ك دولة ووجود , وما زال العرب مقتنعون بالخطر الشيعي الذي يهدد وجودهم , غاضين الطرف عن اسرائيل التي تنعم بأمان و استقرار و تمشي خطوة خطوة لتحقيق حلمها . 
عرب البعير كما بعيرهم , يشربون من بوله غباء و حقدا و تطرفا , تنحني أجسادهم القذرة أمام سيدهم الأمريكي وتتطاول لحاهم و سيوفهم , لتواجه حضارات الشرق , تلك التي سادت العالم قبل إسلامهم .

2013-08-31
التعليقات
ماجد جاغوب
2013-09-03 20:07:31
ذاكره رمليه
ماجد جاغوب/عقول رمليه / الانسان وصل درجة الاحباط من هذه الامه التي يبدو انه ليس ذاكرتها فقط رمليه بل قدرتها على الاستيعاب والتعلم من اخطاءها وخطاياها هو مثل تسرب الماء في الرمل وسط صحراء قاحله فلا نجن نتعلم من انفسنا فكيف سنستفيد من بقية شعوب وقيادات العالم

سوريا