syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
العمر الحقيقي للحب ...بقلم : حسن ديب

أن العمر الافتراضي للحب هو ثلاث سنوات حيث يقول الباحث الأميركي "وليام روبسون" بأنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي وهو ثلاث سنوات يصبح نور الحب خافتا، وقد يتطلب ذلك ما يقرب من العام حتى يدرك طرفا علاقة الحب هذه الحقيقة المرة التي تغلفها الحياة المشتركة .


لذلك يجب علينا إن نعرف إذا كان هناك دواء خاصة أو عملية جراحية أو علاج وقائيا يجعل عمر الحب يطول وقد لا ينتهي إلا مع نهاية عمر الحبيبان.

إذا لا بد لنا إن نعرف أسباب مرض الحب وبعدها موته و عندما يعرف السبب يبطل العجب أي سوف نجد العلاج الوقائي من خلال تعدد الأسباب و هي التالية:

 

1-                وجود الأطفال

2-                عدم وجود الأطفال

3-                عمل الزوجة

4-                الحالة المادية وعدم مشاركة الزوجة في الالتزامات المادية كونها غير موظفة

 

5-                علاقة الزوجة مع أهل الزوج (عدم انسجامها)

6-                علاقة الزوج مع أهل الزوجة ( عدم انسجامه)

7-                عدم التقارب الثقافي ( البيئي – الإقليمي- الطائفي )

8-                إهمال الزوجان للمناسبات المشتركة بينهما ( عيد الحب – عيد الزواج – أعياد الميلاد .الخ

9-                الخروج في المناسبات وخاصة عطلة نهاية الأسبوع أو عطل الأعياد والأعطال السنوية.

     ...........الخ من الاسباب التي تتعلق بالعمر و البيئة والطائفة والعادات والتقاليد

 

فأن الحب ذو مراتب مختلفة من الشدة والضعف فإنه رابطة وجودية إذا دققنا النظر في حب ما هو غذاء كالفاكهة مثلاً: وجدناه محبوباً عندنا لتعلقه بفعل القوة الغريزية، ولولا فعل هذه القوة وما  يحوزه الانسان بها من الاستكمال البدني لم يكن محبوباً ولا تحقق حب، فالحب بحسب الحقيقة بين القوة الغريزية وبين فعلها، وما تجده عند الفعل من اللذة، ولسنا نعني باللذة لذة الذائقة .


 

ومن هنا يستنتج أن الحب تعلق خاص وانجذاب مخصوص شعوري بين الانسان وبين كماله، وقد أفاد التجارب الدقيق بالآثار والخواص أنه يوجد في الحيوان غير الانسان، وقد تبين أن ذلك لكون المحب فاعلاً أو منفعلاً عما يحبه من الفعل والأثر ومتعلقاً بتبعه بكل ما يتعلق به كما مر في حديث الأكل والفاكهة، وغير الحيوان أيضاً كالحيوان إذا كان هناك استكمال أو إفاضة لكمال مع الشعور.

 

ويستنتج من جميع ما مر أن الحب تعلق وجودي وانجذاب خاص بين العلة المكملة أو ما يشبهها وبين المعلول المستكمل أو ما يشبهه، ومن هنا كنا نحب أفعالنا لاستكمالنا بها ونحب ما يتعلق به  أفعالنا كغذاء نتغذى به، أو زوج نتمتع بها، أو مال نتصرف فيه، أو جاه نستفيد به، أو منعم ينعم علينا، أو معلم يعلمنا، أو هاد يهدينا، أو ناصر ينصرنا، أو متعلم يتعلم منا، أو خادم يخدمنا، أو أي مطيع يطيعنا وينقاد لنا، وهذه أقسام من الحب بعضها طبيعي وبعضها خيالي وبعضها عقلي.

 

أن الله سبحانه أهل للحب بأي جهة فرضت فإنه تعالى في نفسه موجود ذو كمال غير متناه وأي كمال فرض غيره فهو متناه، والمتناهي متعلق الوجود بغير المتناهي وهذا حب ذاتي مستحيل الارتفاع، وهو تعالى خالق لنا منعم علينا بنعم غير متناهية العدة والمدة فنحبه كما نحب كل منعم لإنعامه.

 

أن لزوم الشعور والعلم في مورد الحب إنما هو بحسب المصداق وإلا فالتعلق الوجودي الذي هو حقيقة الحب لا يتوقف عليه من حيث هو، ومن هنا يظهر أن القوى والمبادئ الطبيعية غير الشاعرة لها حب بآثارها وأفعالها.

يستنتج مما مرّ أن الحب حقيقة سارية في الموجوداتات.
 

2013-09-14
التعليقات