لنَهبْ مثلاً أن لصّاً ما ذكيّاً حَذِقاً أحاطَ بكلّ ما للسّرقةِ والنّهبِ والسّطوِ والاحتيالِ والخِداعِ من فنون, وذاكَ دونَ أن يُثير غُبار الشّكّ أو الارتيابِ أو الشّبهةِ أو السّؤالِ أو الفُضولِ أو العيونِ. 

دون ريبٍ سيغدو لصّنا "الناجِحُ" هذا علماً من أعلامِ المُجتمعِ ووجهاً من وجوهِه وواحداً من مراجعهِ وحلّالا لمشاكلهِ وسيرةً من سيرهِ تُضربُ عن الدأبِ والجّدِ والحِرصِ والكِفاحِ والمُكابدةِ والصّبرِ والمُثابرة... الخ,الخ

على طرفِ النّقيضِ, لِنَهبْ أن عينَ اللصّ ضُبط مُتلبسّاً!!ولا من حيلةٍ تُنجيهِ أو كِذبةٍ تَحميهِ أو حُجّةٍ تُقصيهِ أو سَندٍ يَذود عنهُ و يقوّيه.

سَيغدو ذاتُ اللصّ _بعد أن فَشلَ في المُواربةِ_عدوّ الناسِ طَريدهم, خليقَ شَططهم وتعدّيهم, موضعَ حِقدِهم وكُرهِهم وسبّهم وشتمهم ولومهم وذمّهم لا بل واشمئزازهم وتندّرهم, وما هو إلا على ذاتِ القدرِ من اللّصوصيةِ من المثل الأول لكنه منقوصُ النّجاحِ!!

ما يوجعني حقاً أن نجاحَ بعضهُم أوصلهمْ مَبلغَ إلقاءِ الخُطب.!!