syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
قراءات مستقبلية -5- ...بقلم : afjsa1

عملت دول البترودولار العربي - ولغاية في نفس يعقوب قضاها - من دون أن تدري على تربية الحقد الغربي ضد العرب والمسلمين في آن معاً، فساهمت في منحهم ذريعة الإفتراس بنا.


لو عدنا لمسألة إخراج قوات الإتحاد السوفيتي في أواخر القرن الماضي من أفغانستان ... لقد هيئت الدول الخليجية المتطرفين الإسلاميين، و أمدتهم بالمال ومختلف أشكال العدة والعتاد، لنصنع من رعاء الإبل مجاهدين، لا ينتمون لهذه الكلمة من قريب أو بعيد إلا بسفك الدماء والقتل والتدمير، ظناً من عديمي بعد النظر، بأنهم يبعدون الخطر الإسلامي من جهة والتمدد الشيوعي من أخرى عن ممالكهم وعروشهم الفارهة!!!

 

استغل الغرب هؤلاء المتوحشين، ووظفهم تحت مسميات عدة، حتى يستخدمهم  لسحق المنظومة الشيوعية، ومن ثم محق الأمة الإسلامية، ذلك بعد شرذمتهم بالطريقة التي يفهمها الغرب، والتي تأتي أكلها مع مثل هؤلاء الرعاع، وتحت بند استعمله من ذي قبل وحفظناه لكننا لم نستوعبه ألا وهو << فرق تسد >> !

بذلك نكون قد أجرينا على أنفسنا ما ذكره شاعرنا العربي - أوس بن معن المزني - في قصيدته التي يقول فيها :

 

فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ... ألقَّمُهُ بأطْـــــراَفِ الْبَنَانِ

أعلِّمهُ الرِّمـــــاَيَةَ كُلَّ يوَمٍ ... فَلَمَّا اسْـتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني

 

وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْـــمَ الْقَوَافي ... فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَــــاني

أعلِّمهُ الْفُتــــــُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ ... فَلَمَّا طَرَّ شــارِبُهُ جَفَاني

 

افتعلت الإدارة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد، حادثة تدمير برجي التجارة العالميين في نيويورك، معلنةً تحويل فوهات البنادق باتجاه العرب والمسلمين، الذين كانوا لها عوناً واستخدمتهم في تفتيت جمهوريات الإتحاد السوفياتي في السابق.

ومن جديد، نراها اليوم تعود لإحيائهم في سبيل إعادة استثمارهم للتصدي  لمشروع عالمي حديث، بدأ بالنمو عنوانه منظومة العالم الجديد متعدد القطبيات، بدل منظومة العالم ذو القطبية الواحدة.

 

إذاً يوجد فئة من اليشر انسلخوا من انسانيتهم، ورضوا أن ينضووا تخت ألوية من العهر العالمي، ليجيرهم الآخر بحسب مصالحه، لقاء حفنة من الدولارات تدفعها دول العهر العربي لتغيب بها عقول البقر من البشر ... لقد عمدت على تغذية عقول هؤلاء بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ...

 

و لكون البقر لا تعلم لغة البشر، تمكنت من خلالهم تحقيق ما بتنا ندعوه اليوم بزمن العجائب ... ولننظر من حولنا لترى من أهوال صنائعهم ما يندى له الجبين، وتقشعر من سوء فعالهم الأبدان!!!

 

وسط هذا الهذيان الدولي، و بعد أن أبدى محور دول المماتعة استعداده للتخلي عن ترسانته الكيمياوية - نتيجة ما بات يعرف بتجنب الضربة العسكرية - التي عملوا على تهديده بها، بعد أن لعبوا لعبتهم القذرة التي بات القاصي قبل الداني ملم بحيثياتها   يبرز السؤال التالي:

هل يعتبر هذا الإستعداد بالتخلي،  تنازلاً عن الإستمرار بالمواجهة، بعد كل ما بذل من عناء وتضحيات، أم هناك وراء الأكمة ما وراءها ؟؟؟

 

والجواب نورده بالآتي:

 

في مرحلة إعادة بناء روسيا الإتحادية على أنقاض الإتحاد السوفيتي الذي تبعثر ... لم يكن بإمكان القيادة العسكرية في سوريا أن تعتمد على حليفتها الإستراتيجية لتحقيق التوازن العسكري مع الكيان الصهيوني من دون الإتكاء على مصادر أخرى كان من أهمها أسلحة الدمار الشامل رخيصة الثمن كالسلاح الكيميائي على سبيل المثال لا الحصر!!!

 

و بعد أن عادت روسيا الإتحادية إلى موقعها الطبيعي بقيادة أبو علي بوتين ... صار من الممكن إعادة المياه لمجاريها الطبيعية، فبتعهد بوتين بأن سوريا وضعت تحت مظلة النووي الروسي .. صار بالإمكان من الإستغناء عن ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية، ووضعها تحت الرقابة الدولية، لنضع المراقبين الدوليين كدروع بشرية يمكن أن نحمي بهم الأراضي السورية في وجه أي عدوان خارجي.

 

إذاَ مظلة النووي الروسي، وقوات الردع الإيرانية، وأشاوس حزب الله، وبواسل الجيش العربي السوري في أرض الميدان ...كفلاء بتعويض الأسلحة الكيمياوية المزمع وضعها تحت الوصاية الدولية...والبعض يدعي بأن ذلك تنازل مفضوح...فما رأيكم أدام الله فضلكم ؟؟؟

 

2013-09-24
التعليقات