syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
خوف وتخوف وقلق باتوا الحلول للأزمات ... بقلم : برهان إبراهيم كريم

يحيرنا اختيار الديمقراطية من هم غير أهل لممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وأكثر ما يحزننا ويحز في قلوبنا وصول أمثال هؤلاء إلى معظم مفاصل السلطات الدستورية.

وكم يحزننا ويدمي قلوبنا وعيوننا, أن تكون مجمل بضاعة بعض الرؤساء والزعماء هي الخوف والتخوف والقلق, التي يدورون ويتمحورون حولها. وهذه بعض ما يخيفهم ويتخوفون منها:


 -       تخوف من الانفراج الامريكي مع إيران, لأنه قد يغير قواعد اللعبة. وهذا التخوف صدر عن الفايننشال تايمز, بنشرها خبر , جاء فيه: الانفراج الامريكي مع إيران قد يغير قواعد اللعبة بعد الاتفاق الذي أبرم بين واشنطن وموسكو بخصوص السلاح الكيميائي السوري. فسوريا هي اليوم في خط المواجهة الامامية في الحرب.

 

 لذا على أوباما  اليوم إقناع إسرائيل والسعودية وأكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط والناتو بأن عليهم التوصل إلى سلام في سوريا. وهذا الخوف والتخوف اكدته صحف ومواقع كثيرة, منها weekly Standard والذي نشر خبراً, جاء فيه: التطورات السورية الأخيرة جعلت الاسرائيليين والدول العربية المؤيدة للولايات المتحدة الامريكية خائفين بعمق. ولكنهم أدركوا أيضاً أنه من غير المحتمل أن تتغير السياسة الامريكية خلال السنوات الثلاث الباقية من حكم الرئيس أوباما. ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حث الادارة الاميركية على  توخي النهج البراغماتي في إدارة المفاوضات مع إيران. فالمفاوضات  بنظره ستوفر لكل من واشنطن وطهران فرصة كبيرة للنجاح, ووضع نهاية لسياسة المواجهة بينهما للتوصل إلى صيغة تضع حدا لبرنامج إيران النووي مقابل رفع الحظر وطالب الفريقين بتجاوز خلافاتهن. و صحيفة الواشنطن بوست سارعت لنشر تصريح الرئيس الايراني, الذي قال فيه: السياسة الدولية لم تعد عبارة عن لعبة خاسر ومهزوم. بل ساحة متعددة الأبعاد, يحدث تعاون ومنافسة فيها دائماً في نفس الوقت. وزمن الخلافات الدموية ولى.

 

 -       سياسة أوباما إزاء سوريا مجرد فوضى متناقضة. وهذا الحكم أبرمه جيرمي رابكين, ونشره في ويكلي ستاندارد. حيث قال جيرمي رابكين: ثمة إجماع على أن سياسة أوباما إزاء سوريا مجرد فوضى متناقضة. فمن غير الممكن تطبيق أي برنامج دولي لنزع الاسلحة الكيمائية السورية حالياً. فلا يمكن إرسال جنود أمريكيين على الأرض. و ومن سيقوم بحراستها  من قوات دولية, لن يجازفوا بحياتهم لحمايتها. وإذا ألتزمت واشنطن ببرنامج نزع السلاح الكيمياوي السوري, ستجد صعوبة  في توجيه ضربة عسكرية للرئيس بشار الأسد, أو حتى تقديم مساعدة أكثر للمتمردين. وهذا الحكم صدقته الواشنطن بوست, بنشرها مقال أرنستو لوندونو, والذي جاء فيه:  الأزمة السورية فرضت على أوباما دوراً بدا فيه من وقت لآخر مرتبكاً, فإمكانية القيام بتدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط, اثار تذمر جيل من القادة  العسكريين الكبار المعروفين بحذرهم من الحروب. كذلك تذمر مجموعة من الخبراء الذين يشاركون تحفظاتهم الناتجة عن تجربتي الحرب في العراق وأفغانستان.

 

 -       أوباما يحاول صرف الانظار عن امكانية تحوله لبطة كسيحة وعاجزة. وهذه الحقيقة توصل إليها مركز الدراسات الاميركية والعربية, حيث قال: أوباما  يستنجد بروسيا وإيران المنافسين لسياسته في الاقليم, ليتلقف حبال النجدة, لتحريك عجلات عربة إدارته, وحل الصراع على سياسته الداخلية مع خصمه الحزب الجمهوري لعل وعسى يصرف الانظار عن امكانية تحوله إلى بطة كسيحة وعاجزة حتى نهاية عهده.  

 

 -       التخوف من تمدد الحرب السورية إلى لبنان وتركيا والأردن. وهذا التخوف أفصحت عنه صحيفة الواشنطن تايمز, بنشرها تصريح هيلاري كرينغر, والذي جاء فيه: إعلان أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول تركيز جهود الولايات المتحدة الامريكية الدبلوماسية على قضيتي الاسلحة النووية الايرانية ومحادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية بالتحول الغريب عن الموضوع السوري. مع أن الحرب السورية تهدد بالتمدد إلى لبنان وتركيا والاردن, ويبدوا أن هم امريكا هو إسرائيل. وهذا الموضوع أشار إليه موقع إسرائيل اليوم, بنشره تحليل الخبير في الشؤون الامريكية البروفيسور ابراهام بن تسفي, وجاء فيه: خطاب أوباما أمام الجمعية العمومية لأمم المتحدة كان ممهوراً بشارة تسليم الولايات المتحدة الامريكية بهبوطها من قمرة القيادة العالمية المنفردة . فأوباما بعث برسالة واضحة, تفيد بأن القوة العظمى الامريكية لم تعد بقادرة على تحمل المسؤولية عن النظام الدولي بمفردها, وأن جل طموحها أن تعمل مع المجتمع الدولي, والاعتماد على وسائل وطرق دبلوماسية.

 

 -       تخوف من أن يكون خطاب هولاند من على منبر الأمم المتحدة والذي أقر فيه بأن الحل في سوريا سياسي هو محاولة منه لحفظ ماء وجهه أمام المجتمع الدولي. وهذا الحكم أصدره دافيد روفو دالون على صفحات صحيفة اللوموند الفرنسية.

 -       الصفقة المحتملة بين واشنطن وموسكو جيدة. وهو ما أدلى به هنري كيسنجر لقناة CBS news , حيث قال: نتائج الصفقة المحتملة بين واشنطن وموسكو لوضع السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة دولية من الممكن أن يكون نتيجة جيدة جداً. وستصبح أساساً لمرحلة انتقالية في سوريا تؤدي لسلام نسبي, وفي نهاية الأمر حتى لو وصلنا إلى هذه النتيجة بشكل ملتو, فسيكون قد خدم مصلحة العالم.

 

 -       السياسة الامريكية مليئة بالأخطاء المأساوية. وهذا الكلام نشره اليوت ابرامز في weekly Standard, حيث قال: سياسة واشنطن مليئة بالأخطاء المأساوية نحو سوريا, فأوباما وكيري يتخذان مواقف متغيرة ومرتبكة, بينما بوتين ولافروف يلعبان كمحترفين. فالدرس الأكثر حكمة الآن بالنسبة للإسرائيليين هو عدم الوثوق بواشنطن. لأنهم صعقوا من تقلبات أوباما  حول الهجوم العسكري على سوريا.

 

 -       اتفاق سوريا حمل درساً لأوباما, وفحواه تحدث إلى إيران. فصحيفة الفايننشال تايمز, نشرت مقال, جاء فيه: اتفاق سوريا يحمل درساً لأوباما, وهو: تحدث إلى إيران. حيث يتعين على الولايات المتحدة الامريكية ان تستخدم جهدها الدبلوماسي في الشرق الأوسط بشكل أوسع حتى تستعيد الولايات المتحدة  مصداقيتها في المنطقة. ويجب عليها استنفاذ كل السبل الدبلوماسية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري.

 

 -       أمتعاض شديد من التفاهم الروسي الاميركي حول السلاح الكيميائي السوري. وهذا الامتعاض عبر عنه مركز السياسة الأمنية, حيث نشر تقرير, جاء فيه: الرئيس أوباما رغب بالتوصل إلى صيغة سياسية في أسوأ صيغة ممكنة. سيما وأن الأزمة السورية لن تنتهي في المدى المنظور. كما أن العقبات التي اعترضت الجهود السابقة للتخلص من الاسلحة الكيميائية ستستمر على الأرجح بفضل التفاهم الحالي.

 

 -       الخوف من انهيار أي من الدول المضيفة للاجئين السوريين. وهذا الخوف كشف عنه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بتقرير, جاء فيه: اللاجئين السوريين, وما قد تشكله تجمعاتهم ومطالبهم الحياتية من ضغوطات على المجتمعات التي يقيمون بها, قد تؤدي إلى انهيار أي من الدول المضيفة لهم. مما سيترك أثراً بارزاً في عموم المنطقة. وعلى هذا المنحى طرح مركز الدراسات الاستراتيجية سؤاله: لماذا تهمنا سوريا؟  وأجاب عليه: مسألة اللاجئين السوريين تشكل إحدى الاهتمامات الاستراتيجية الاميركية لما تتركه من تداعيات على البنى التحتية للدول الحليفة. إذ من المتوقع أن تستمر المأساة لعدد من السنين, وربما لعدة عقود بعد التوصل لتسوية سياسية ما.

 

 -       خوف وحذر من انتهاج سياسة اميركية متشددة نحو سوريا. وهذا الحذر تناوله معهد كاتو, الذي طالب الادارة الاميركية: الحذر من انتهاج سياسة متشددة تجاه سوريا بهدف كبح تطلعات إيران في المنطقة. فإيران مضت بعناد في تطوير برنامجها النووي وأضحت أشد عداء نحو الولايات المتحدة الامريكية. وهي التي اعتقدت أن باستطاعتها  احتواء إيران  بعد إطاحتها بالدولة والنظام العراقي.

 

 -        تخوف من انحسار النفوذ الاميركي والغربي في منطقة الشرق الأوسط.  وهذا التخوف كشفت عنه صحيفة الإيكونوميست بنشرها خبراً, جاء فيه: النفوذ الأمريكي ينحسر في الشرق الأوسط  كما النفوذ الغربي عامة, على غرار ما حدث للاتحاد السوفييتي في حقبة السبعينات من القرن الماضي. إن الرئيس الروسي بوتين يعرف جيداً أن أوباما في احتياج  إلى دعمه. فموسكو تتطلع إلى الوصول لمستوى التكافؤ الدبلوماسي مع واشنطن أكثر من اكتراثها ببقاء نظام الرئيس الأسد أو زواله. لذلك نرجح أن تسعى إلى إطالة  أمد الأزمة أكثر من سعيها إلى حلها.

 

 -       الخوف من أن تكون الانتخابات السورية عام 2014م في مصلحة الرئيس الأسد.  فالسيدة دو كايز  قالت لوسائل إعلام بلجيكية: وليد جنبلاط قال لي: إذا تمت الانتخابات الرئاسية في 2014م ستكون أكثر من 60%من الاصوات لصالح الأسد. لأن الناس يخافون من أن تتفجر سوريا. فهو يمثل اليوم إذا أحببنا أم لا الكثير من السوريين, لأنه يحمي الشعب من تهديد يخيفهم ويأتي من الخارج. وحتى صوت أمريكا  نقل عن محللون قولهم: أسد سوريا محظوظ في أعدائه, فثمة فوز للأسد الذي كان يواجه قبل شهر واحد احتمال ضربات صاروخية أمريكية, كان من الممكن أن تؤدي إلى ميلان كفة ميزان الحرب في سوريا ضده. وبات الأسد الآن قادراً على مواجهة معارضيه, الذين بدوا ضعفاء, ومن بينهم أوباما وهولاند.   

 

 -       الرئيس بوتين هدفه تقييد حركة الولايات المتحدة الاميركية. وهذا هو ما يعتقده معهد كارينجي, الذي نشر تقريراً جاء فيه: الرئيس بوتين يرمي إلى تقييد حركة الولايات المتحدة الاميركية بإعادتها إلى مجلس الأمن الدولي, ويضمر قناعة, مفادها:  ان الشعب الاميركي  مرهق من إسراف انتشار قواتها المسلحة. مضافاً إليها بروز قوى أخرى غير أوروبية, ستؤدي في المحصلة إلى تأسيس نمط علاقات دولية أفضل.

 

 -       تفاهم موسكو وواشنطن غير مكتمل, و أفضل الخيارات, وأقلها سوءاً, ولكنها لا تشكل نجاحاً تاريخياً. وهذه النتيجة هي ما خلص إليها معهد واشنطن.

 -       تخوف من تعرض  بلاد أوباما للإفلاس بحلول يوم 17/10/2013م. وهذا التخوف عبر عنه مركز الدراسات الاستراتيجي Grand  Strategy, بنشره تحذير وزير الخزانة الاميركية جاكوب ليو, والذي جاء فيه: الولايات المتحدة الامريكية قد تتعرض للإفلاس بحلول يوم 17/10/2013م في حال عدم موافقة الكونغرس على رفع سقف الدين الحكومي بشكل عاجل. وهذا ما سيرفع سعر الذهب, ويهوي هبوطاً بسعر الدولار الاميركي.

 

 -       الخوف من أن يكون سقوط مشروع القرار العربي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتصاراً لإسرائيل. وخاصة على ضوء  المفاوضات التي ستبدأ قريباً بين الدول الغربية  وإيران حول تفكيك أسلحة الدمار الشامل الايرانية , ووقف مشروعها الذري. فصحيفة يديعوت احرونوت, نشرت خبراً, جاء فيه: سقوط مشروع القرار العربي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتصاراً لإسرائيل.

 

 -       دهشة اسرائيل من تحول التهديد الاميركي لسوريا إلى اتفاق تسوية روسية أمريكية. وهذه الدهشة عبر عنها رئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيكا في الجيش الاسرائيلي, حيث نشر مقال في صحيفة معاريف, جاء فيه: دهش الاسرائيليين من تحول التهديد الاميركي لسوريا إلى اتفاق تسوية روسية أمريكية. فالجيش الاسرائيلي كان أعلن حالة التأهب والاستعداد القصوى, وقام باستدعاء قوات الاحتياط وفتح مخازن الاحتياط في إسرائيل. لكن الوضع حالياً أفضل وأكثر هدوءاً.

 

 -        الخوف من ما جاء على لسان بوتين ليس بزلة لسان, بل رسالة واضحة. وهذا الكلام ورد بتصريح  السفير الاسرائيلي السابق في موسكو إيلي مغين, حيث ادلى بهذا التصريح: الروس تحدثوا حتى الآن بلهجة لطيفة وإيجابية عن إسرائيل, وهذا تحول في سياستهم. لكن  ما جاء على لسان بوتين لم يكن زلة لسان, بل رسالة واضحة في مؤتمر فلداي, فقد قرر جر الموضوع النووي الاسرائيلي إلى مسألة التسوية السورية من جهة والايرانية من جهة أخرى, كرافعة ضغط ضد الأمريكيين.

 

 -       تخوف من سياسات أردوغان. وهذا التخوف أفصحت عنه صحيفة جمهورييت التركية بتحليل , جاء فيه:  فيما تنغلق تركيا على نفسها تنفتح إيران. فالغرب لم يعد يتناول الشأن التركي إلا من خلال مواضيع سوداء, كانتهاكات حقوق الانسان, ودعم المجموعات الإرهابية. بينما إيران أصبحت مثار اهتمام الغرب نتيجة مواقفها المنفتحة على الغرب, ودعمها للحل السياسي للأزمة السورية , وطرحها حوار الحضارات, وتبنيها لموقف معتدل مما يجري في العالم.

 

 -       تخوف من أن تكون  الحملة على قطر هدفها حرمانها من استضافة المونديال. فصحيفة الغارديان  نشرت هذا الخبر: قطر تستغل العمالة الأجنبية في استعداداتها لكأس العالم 2022م. فعشرات العمال من نيبال قضوا نحبهم في قطر. وثمة أدلة على استخدام عمالة بالإكراه في البنية التحتية في إطار الاستعدادات  لاستضافة بطولة كأس العالم. ورغم أن تكلفة مدينة لوسيل تصل إلى 45 مليار دولار, إلا أن العمال لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر لمنعهم من الهروب وترك العمل.

خوف وتخوف وقلق يعصف برؤساء ووسائط إعلام ومراكز قرار, باتوا الحلول للأزمات!!!

      الأثنين:30/9/2013م 

2013-10-09
التعليقات