syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
لننظر إلى أعماقنا كي نعرف أسباب أمراضنا ... بقلم : وفاء شكيب الحلبي

نحن نتفق بأن لكل إنسان ظاهر وباطن ، جزء مرئي وآخر غير مرئي وكثيراً ما سمعنا عبارة  "ليكن الظاهر كالباطن " وهو ما اصطلح العلماء تسميتهما بالعقل الواعي والعقل الباطن فكل ما يجري في اللاوعي ينعكس على جسدنا المادي , ولا تخفى على أحد علاقة الأمراض الجسدية بالكوامن النفسية فالعرض المرضي هو تكيّف البدن لما هو داخلنا من المحتويات المكبوتة لأن القطب الداخلي الغير معاش خارجياً يتحقق دائماً ويثبت وجوده بشكل أو بآخر فالإسقاطات النفسية لما يتمظهر جسديّاً ضرورية للربط بين المرض وأسبابه النفسية الخفية ودوافع ظهوره عضويّاً


فلنبدأ بعلاقة الحب بمشاكلنا فإن علم النفس الحديث قد رمز للحب بالسكر أو الحلويات أو بعض أنواع الأطعمة  فنلاحظ مثلاً أن النهم والشراهة لهو دلالة كبرى على جوع الحب غير المشبع 

فالأطفال وحتى الكبار الذين يلجؤون إلى الإكثار من السكريات والحلويات لهو دليل على أنهم لا يشعرون بأنهم محبوبون كفاية

 

ولنسقط رمزية الحب السابقة على حالة مرض السكر مثلاً فالسكر عند مريض السكري يخرج مع البول ونحن نعلم بأن (السكر = الحب ) فخروج السكر في هذه الحالة لهو إجبار للجسد على إخراج الحب لأن مريض السكر لايستطيع إعطاء الحب ولم يتعلم كيف يعطي الحب فهكذا يسقط الحب عبره لذا فإن تراكم حالة عدم منح الحب في قطبه الداخلي غير المعاش يخرج على شكل مرض عضوي في القطب الخارجي

 

أما في حالة مريض الربو مثلاً فهو إنسان يتوق إلى الحب ويريد امتلاكه لذلك يتنفس الشهيق إلى درجة كبيرة ولكنّه عاجز عن منح الحب فالزفير معرقل فهو بطبعة إنسان يأخذ ولا يعطي لذا فإن ذلك يظهر عضوياً  ليعيد جسده التوازن بين القطبين الداخلي والخارجي

ونلاحظ في فترة المراهقة ظهور حب الشباب بشكل كبير والكل يعلم بحساسية هذه الفترة  لظهور الدوافع والرغبات الجنسية بشكل واضح وغالباً فإن الجنس غير المعاش يتمظهر على شكل حب شباب (وكلنا نعرف علاقة الوضع النفسي بالهرمونات وعدم انتظامها )فكل اندفاع جلدي هو دليل على شيء محجوز مكبوت وقد تكون المشاكل الجلدية عامّة ذات دوافع ترجع إلى خلل في التواصل مع الآخرين وتقبلهم والحميمية التي يحتاجها كل فردمتوازن نفسياً فالجلدهوعضوالتواصل والاتصال

 

وللضغوط النفسية الحياتية الرصيد الأكبر من أسباب مشاكلنا العضوية فأكبر مثال على تمظهر الضغوطات النفسية الدفينة هو تشنجات المعدة حيث تعجز المعدة في النهاية عن هضم هذه الضغوطات  بينما في جانب آخر كثيراً ما نقول : (وصل الأمر معنا إلى هنا )ونشير إلى أنوفنا دالّين بأننا لم نعد نتحمل الضغط وهنا يأتي فيما بعد الزكام بحيث يحاول الجسد إخراج الضغوط المتراكمة على شكل مخاط وكلما تخلصنا منه شعرنا بالراحة وانشراح الصدر وقد يحدث أن تخرج هذه الضغوط النفسية على شكل خرّاجات في الجسد فهي تفريغ للطاقة المتراكمة

 

وكثيراً ماتعترضنا المشاكل في البيت والعمل وفي حياتنا اليومية  فهنا تكمن أهمية تقبّلها ومعالجتها بشكل مقبول فمن لايتقبل هذه المشاكل منذ حدوثها ومضغها وقضمها وحلّها بإيجابية فستصاب أسنانه بالتلف مع تراكم الزمن وقد ترتبط بها في بعض الأحيان مشاكل اللثّة النّاتجة رمزياً عن نقص القدرة في التعامل مع المشاكل وبالتالي نقص الثقة بالنفس وكثيراً مانرى بعض الناس يحدثون صريراً أثناء النوم فإن هذا يرتبط بذاك

 

أما الأشخاص الذين يبالغون في النقد والتحليل حتى لأتفه الأمور فستحدث معهم مشاكل المعي الدقيق بمرور الوقت وهم من نقول لهم : لا تتعبوا أنفسكم في التحليل  فإن من حللوا الألماس وجدوه فحماً

أما من أمضى حياته في استخدام حريته بشكل خاطئ مع بيئته وجماعته وكل من حوله بشكل أناني دون مراعاة حدود غيره فقد يظهر ذلك على شكل خلايا سرطانية تعمل بشكل أناني بداخله بحرّية  فالجزاء من جنس العمل   " قانون الكارما  "

 

كم سمعنا عبارة ( اصعد السلم درجة درجة ) فإن الطموح المبالغ فيه والمحاولة الدائمة للوصول إلى أعلى بحيث يكون ذلك فوق طاقة الإنسان وقدرته تكون نتيجتها  الصداع المزمن والشقيقة والتي قد تكون بعض أسبابها أيضاً كبت الجنس أو العدوان

ولا ننسى بأن المشاكل الجسدية المتمظهرة لاترجع أسبابها فقط إلى الحب أو الضغوط النفسية بل هذه غيض من فيض من الأسباب التي علينا ألأ نغفلها والتي قد تلعب  الوراثة دوراً بها أو العدوى أو بعض الأسباب العضوية الاخرى أو حتى العادات الغذائية الخاطئة وغيرها الكثير

 

وكما أن بعض الجروح تترك آثاراً حتى بعد اندمالها كذلك هو حال بعض الأمراض المزمنة  التي تكون آثارها مستديمه في أجسادنا  

وفي النهاية فإن الجسد سيجبرنا على ترويض نفوسنا شئنا ذلك أم أبينا فهذا هو جوهر وجودنا في هذا البعد الأرضي

 

ومن هنا فلنفكر بمقولة   " لا وجود للصدفة  وراء كل حدث قانون  فالعالم الأصغر = العالم الاكبر ";

الفلسفة الهرمسية

2013-10-18
التعليقات
وفاء الحلبي
2013-11-01 16:48:39
شكرا
السلام عليكم شكراً لمروركم وملاحظاتكم...مع فائق احترامي لآراء الجميع ...ياجماعة حتى نظريات فرويد وداروين لم تثبت صحتها تماماً حتى الآن مع أنها درّست لأجيال وحتى الآن خفايا علم النفس اكثر مماظهر منه فكيف لنا نحن كأشخاص أن نحكم على افكار تقبل كل الاحتمالات ..حتى غاليلو عندما كان يساق الى الإعدام ظل يقول ولكن الأرض هي التي تدور حول الشمس مخالفا بذلك كل علم سبق حتى أُثبت صدق كلامة بعد قرون ...ورأيي أن في الحياة كل الإحتمالات ممكنة انها فن الممكن وان لا نستبعد اي فكرة مهما كانت غريبة ...

سوريا
قتيبة
2013-10-19 11:59:48
لا استغرب
المقال شيق ولكنه لا يمت الى "علم" النفس بصلة. فالمدارس التي تتعاطى مع مشاكل نفس الانسان هي كثيرة ومتعددة ولا يطلق عليها صفة العلم.ومقالك هو اكثر منه فلكي وتبصيري وليس علمي نفسي.

سوريا
دمشقي
2013-10-19 11:01:35
سوف يضحك المواطن السوري ويبكي معا عندما تنتهي مصيبته متسائلا ماذا فعلت ببلدي سوريا .
ولو أن مقالةالسيدة وفاء مختلف فإن الذي قاله السيد منتصر لا إشكال فيه فهو يعني أن الشعب العربي عموما والسوري خاصة ...هو مريض وضعيف العقل . وسوف يضحك المواطن السوري ويبكي معا عندما تنتهي مصيبته متسائلا ماذا فعلت ببلدي سوريا .

سوريا
منتصر
2013-10-18 10:17:33
العرب ضعاف العقول
تحياتي لك سيدة أو آنسة وفاء...لو أنك تقرئين ما حاء بموضوع أخذ ضجة كبيرة في عدة دول عربية وقد عنون هذا الموضوع ب " هل العرب ضعاف العقول ؟ " بإختصار شديد ...إن كل من يؤله غير الله سيصيبه بلاء كالذي تعيشه سوريا حاليا ..والسلام.

سوريا