syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
وداعاً سوريا ... بقلم : سوري حزين

أنتمي إلى فئة من السوريين لم تعد قادرة على بلورة رأيها رغم فصاحتها و مستواها الثقافي. و بسبب هذا الضياع و التشتت فهي لا تعرف حجمها الحقيقي و ليس لها القدرة على التأثير. 

نحن قوم لا يمكن له تأييد إرهاب الدولة و تبرير تسلط رجال أمن و جيوش لإرساء دعائم نظام أخل في التوازنات الاجتماعية و الاقتصادية و ربط المواطنة بالانتماء و التأييد.


بالمقابل لا نرى أي تحرر قادم من معارضات فنادق و مصالح، أو ببندقية متطرف يرى أن حلول مشاكل العالم تكمن بالإنصياع لممثلي سلطة إلهية.

نحن لا نؤمن أصلاً بوجوب تدخل رجالات الدين لتذكير المجتمع بضرورة تآخي الديانات، فليس هناك من داع لتحسب أخطار التطرف الديني إن كانت العامة تؤمن أن الدين هو حرية شخصية، و كباقي الحريات المحكومة بقوانين، هي تنتهي عند حدود الآخر.

لا نؤمن بنظرية المؤامرات رغم أن حروب المصالح هي أمر واقع. لا يمكننا محاربة الصهيونية العالمية أو الدفاع عن الإنسان بالدكتاتوريات و الفساد و غسل الأدمغة برموز وطنية و أبطال قومية. لا نؤمن أن إصلاح المجتمعات يمكن أن يكون نتيجة حتمية لقرارات سياسية أو لثورات.

نحن سوريون مسالمون حضاريون، رأينا خطر الزوال قائم منذ عقود لأن مسببات الوجود كانت بالأصل واهية و مصطنعة. تكلمنا في البداية من دون نتيجة، و حينما داهمنا الخطر صرخنا في عالم انشغل بتوزيع مكبرات الصوت على أطراف أخرى.

اليوم، نحن قوم صامت، تيقن أنه بات من أقليات الشرق الأوسط بموقعه و المتطرف بأفكاره.

قوم مقسوم بين حزين يائس مشرد قتيل في بلاده و آخر محظوظ يبحث عن هويته و يمارس إنسانيته في عوالم أخرى، و أحياناً يلتفت إلى الوراء ليستذكر ياسمين أجداده فيذرف دمعته و يقول " وداعاً سوريا ". و يا ليتها كانت "إلى اللقاء" لكن الجهل و التخلف و الكبرياء و المصالح الضيقة أبعدوه لأجيال إن لم يقتلوا فينا كل بصيص أمل...

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2013-11-13
التعليقات