هي رمز للبطولة والشجاعة، هي من تستحق الاحترام والتقدير، تقاتل اليوم لتأمين حياة طبيعية لعائلتها وأطفالها على الرغم من الموت المحاصر، ما زالت تعمل لتأمين قوتها وتدرس لتأمين مستقبلها وتعيش لتبني حياتها. تلك المرأة العظيمة موجودة في كل مكان في أرجاء سورية، موجودة في العمل في العلم في المجتمع، المرأة السورية التي مازالت تكافح في بلدها تملك من الشجاعة والقوة أضعاف ما يملك رجالنا الذين سافرو بحثاً عن الأمان بدلاً من تأمينه لها وهرباً من الجوع بدلاً من القضاء عليه

بعد أن انحرفت المعاني وأصبح للرجولة معنى آخر، وأصبح للبلد أمل مستحيل وأصبح للكلام مفهوماً جديد، نستطيع سلخ لقب الرجل من الكثيرين، بل من الأغلبية ممن اشتهرو بالكلام دون الفعل، من الذين لم يكونو أصحاب موقف إلا على التلفاز ومواقع الانترنت وقاموا بتأجيج المشاكل وتأزيم الأمور هاربين بعيداً في أرجاء العالم وتاركين ورائهم شعباً غارقاً في وحل الخطر والفقر والضياع واللاأمل

شبعنا أمثال وشعارات لا تمت للواقع بصلة ولا تمت بقائليها بصلة، شبعنا أحاكم وتخوين وظلم وقتل ودم تحت اسم الدين والسياسة، شبعنا تشويه لدياناتنا وإهانتها، تعبنا بحثاً عن الحياة، لم تُقتل مبادئنا فحسب بل قتلت إنسانيتنا آمالنا أحلامنا طموحاتنا وأرواحنا ومازلنا نقتل بعض ونقتل أطفالنا وأمهاتنا ونقتل أنفسنا، مازلنا نشوه الدين الذي ندافع عنه ونقتل السياسة التي نحتمي بها غير فاهمين من الدين إلا التفرقة ومن السياسة إلا القتل.

لنعيد التفكير بالوطن الذي دمرناه وبالطفولة التي شردناها وبالأم التي قتلنا أولادها بالأرض التي أوسخناها وبالغد الذي محيناه، لنعيد الحب إلى قلوبنا وننزع السلاح من أيدينا ولنحمل أقلاماً ترسم غداً ملوناُ، لنعيد للكلمات معانيها ولنقف موقف رجل..

https://www.facebook.com/you.write.syrianews