syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
المسيحيون وواقع الهجرة في الشرق ... بقلم : سامي حلياني

 في الآونة الاخيرة كثيرا ما اصبحنا نسمع بفكرة هجرة المسيحيين من الشرق منشأ المسيحية (2000عام) و قد انقسمت الآراء في هذا الموضوع باتجاهين :

الاول وهو انتماء المسيحيين لهذه الارض, ارض منشأهم و حضارتهم منذ الفي عام و بالتالي من الصعب التخلي عنها و هجرها والتنازل عن الارث الحضاري والتاريخي و الوجودي للهوية المسيحية في المنطقة والذي دافع عنه آلاف الشهداء في سبيل ايمانهم
الثاني بأن المسيحي مدعوا في حياته لتقبل الكلمة و عيشها و التبشير بها كمبدأ اساسي لايمانه بالتالي ما يهم هو عيش مفاعيل الكلمة و التبشير بها في كل مكان و زمان بغض النظر عن ضرورة الالتزام بمكان محدد او بلد ما وهكذا بشر بعض الرسل


و بين هذين الفكرين اختلفت المواقف هل نبقى و نتقبل واقع الاضطهاد و الموت على حساب الحفاظ على الوجود الحضاري الفكري للدين المسيحي في المنطقة ام نتخطى هذا المنطلق لنتجرد من فكرة الانتماء للارض و التراث على حساب عيش الإيمان و الكلمة و ضمان الاستمرارية ؟


كلا الاتجاهين يملكان جزء من الحقيقة و احياناً الحقيقة تكون اختيارية بمعنى ان نأخذ ما يتناسب منها مع مصالحنا و اهدافنا لذلك بعض الناس تتمسك بالعقيدة و بعضها بالحياة و الاستمرارية لكن في النهاية علينا ان نأخذ الامر بمنظور منطقي و شامل بمعنى اذا كان وجودي مهدد بالموت و الخطر المحتم و بقائي لن يغيير الموازين او يؤثر في قلب المعايير او في حماية الآخرين فليس من الصواب البقاء لأن وجودي لا يحمل معنى التضحية او الفداء انما الانتحار و الله دعانا للحياة و ليس الموت

 

و ان كان لبقائي امل في الاستمرارية و المساهمة في النهضة و خلق التوازن من خلال انفتاح الآخر على ثقافتي و تقبل واقع الاختلاف و السعي للحوار المشترك بعيدا عن الجدل السياسي ومنطق الاقليات و الاكثريات فهنا لا بد من التضحية و تقبل حقيقة المعاناة كجزء من رسالتي و ايماني و تشاركاً للواقع بجميع مكوناته مع الآخر


بالنهاية يبقى منظوري للموضوع مجرد وجهة نظر و كل انسان سيحكم على الفكرة من حالته الخاصة و درجة المعاناة التي قد لمسها من الازمة و لكن المهم هو ان لا نختلف على ايماننا و رسالتنا حيثما ذهبنا و ان نبقى رسلاً السلام.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2013-12-06
التعليقات
وفاء الحلبي
2013-12-07 11:13:22
علينا أن لانسمح لهم بتحقيق مطامعهم
سيد سامي .......من وجهة نظري كثيرا ما اختلف الناس على المظهر ونسوا الجوهر فكل الأديان تصب في عبادة اللة الواحد ومنذ القديم وكل الأديان تعيش في تآلف وإخاءفي منطقتنا .....وعلينا ألا نسمح للأزمة بتشتيت إخاءناوالذي عمره آلاف السنين.....ونبقى يدا واحدة أديانا وطواثف.......بالتوفيق

سوريا