انتهى ذلك العام الذي فاقت غرابته وقسوته كل توقعات المنجمين والمتنبئين.

انتهى وانتهينا معه، متنا مئات المرات خلاله، ربما أمام صورةٍ لطفلٍ سوري يناشد ما تبقى في داخلنا من إنسانية.

انتهى عام 2013 أيا ليت المأساة تنتهي معه، وليذهب هذا العام بكل ما حمله لبلدي الجميل إلى الجحيم.

اعذروني أحبتي فليس لدي أمنيات لأحد في العام الجديد، سأجمع كل أمنياتي التي كنت سأتبادلها معكم جميعاً لأن هناك من هو أحوج لها منا.

سوريا لك وحدك أجمع أماني العالم لأضعها بين يديك الطاهرتين اليوم.

سوريا لك في العام الجديد أتمنى الحب، كل الحب فما أحوجك له حبيبتي.

الدفء لكل من حرم الدفء بين أحضانك.

بلم شمل أبناءك، أبناء الشتات اليوم، الذين تفرقوا في أصقاع الأرض، ففتحت البلاد الغريبة لهم أبوابها، وأغلفت أبواب البلاد الشقيقة في وجههم، بعد كان حضنك الملاذ لكل عابر سبيل، والوطن لكل مشرد منهم.

بوحدتهم بعد أن فرقتهم يد الطائفية، وعنجهية السلطة، ووحشية التطرف.

بعودة كل طفل سوري إلى بيته ومدرسته، وعودة طفولته المفقودة إليه.

 برجوع كل عائلة خرجت من منزلها، و مدينتها، وتحملت مرار التشرد واللجوء، وسياط الإستغلال، وحقارة التجارة بالمأساة.

بعودة كل سوري قطع حدودك الحبيبة هلعا،ً ليقف في طابور الذل منتظراً أن تتلقفه مخيمات التشرد والمهانة في بلاد الجوار الناكرة للجميل.

بالصبر و الكثير الكثير من الصبر لكل أمٍ فقدت ابنها الشاب الذي لطالما حلمت بأن تراه رجلاً وترى عروسه و أولاده، ثم بترت يد القاتل أحلامها بغفلة عين.

بالبسمة لوجه كل يتيم، والقوة لكل أرملة صبية دفنت شبابها مع خبر موت زوجها الذي استكثر عليها الموت حتى أن تلقي النظرة الأخيرة عليه.

بجرعاتٍ وجرعاتٍ من الأمل علها تكفي لننتظر غداً أفضل ولو بعد حين.

سوريا...

لك وحدك أتمنى أن يحمل العام الجديد الرحمة لأرضك الغالية ودماء أقل حبيبتي، دماءً أقل.

أمنيتي الأخيرة لك هي النسيان، نعم النسيان.

علنا ننسى ونسامح بعضنا وتسامحينا، لنعود ونلملم جراحك وجراحنا ونمضي يداً بيد، وبقلبٍ سوريٍ واحد من مشرقك إلى مغربك، ومن أقصى شمالك إلى أقصى جنوبك.

وعندها فقط أستطيع أن أقول كل عام وأنتم وسوريتي بألف خير..

24-12-2013

https://www.facebook.com/you.write.syrianews