دمشق ذاكرتي ..
 

شام سألتك كي تسألينا

ودموع بردى على ضفافه

وقفت حين هجرت مآقينا

دمشق ريح الهجر يجلدني

حتى مات الهجر بأيدينا

عطَّري بياسمينك وأشعاري

سألتك بالله أن لا تهجرينا

لازال شعرك يرتسم بأحداقي

مهفهفاً والعطر الذكي والنسرينا

أنفضي عنك حجاب الحياء

حتى في المساء نأتيك وتأتينا

تعالي نبتعد عن ضوء الصبح

ففي عينيك نوراً يكفينا

أحن إليك حتى ظننت

القريب منك في الأبعدينا

يجرني إليك الشوق يأسرني

حتى أعود إليك سجينا

مررت على بردى بكأسٍ

كأنه ريق النبي الأمينا

فكنائس الشام رفعت آذانها

والمآذن قرعت أجراسها للمصيلينا

تسحبت الشمس إلى أهضابك

الخضراء تلامس أكفِّ اللامسينا

والبدر المنير هجر السماء

حين علم بأنك سوف تأتينا

في الحسن أجمل من يوسف

رغم عيون الكاشحينا

يا جلق الشام تذكرتك

كأن الصبا أرجع الحنينا

وأيام من الدهر ذهبت

لو عادت تسكن المحجرينا

ركن السقم في جسدي

ببعدك ما عاد شيئاً يشفينا

كل البلاد أمسكت بنحري

أدركتُ أن الموت يقينا

تجرعت سم الفراق أعواماً

و الترياق صار يعد السنينا

احدودبت دموعي في التباعدِ

والعظم فيني صار يلينا

أأعود إليك بخاتمتي

كي نحملك وتحملينا

سٌألتُ مرة متى عشقتك

قلتُ منذ كنت جنينا

https://www.facebook.com/you.write.syrianews