مؤسسة الزواج بالمعنى المتعارف عليه الآن ، هي في الحقيقة مؤسسة دينية ، فالدين و ما يحمله من أفكار حول العفة و حفظ الأنساب و الطهارة و الحماية من الأمراض و الانحلال الأخلاقي ، هي ما أبقت الزواج موجوداً في معظم دول العالم ، فما الحاجة إلى الزواج في بلد كفرنسا؟ أو غيرها من الدول الأوروبية حيث يعيش الأزواج معاً من غير زواج .
الدين بما سلف ذكره من أفكار هو من أبقى مؤسسة الزواج حية حتى الآن ، و لولا الدين لاندثرت مؤسسة الزواج من زمن بعيد ، و عامل أخر أقل أهمية و لكننا لن نغفله و هو حفل الزفاف و أهميته لدى الفتيات .
تحول الزواج إلى مؤسسة اجتماعية أسرية مدنية لا علاقة لها بالدين ، و من هنا اسم الزواج المدني .
الزواج المدني لا زال فكرة لم تنتقل إلى حيز الوجود في مجتمعنا المتدين ، و الذي يدخل في تشكيله فكر شرقي و عادات عشائرية ، يرفض تماماً أي تواصل بين فتاة و رجل بغير الإذن الشرعي أو الديني ، و إن الدين و العادات الشرقية و العشائرية ، قد دفعت جميعها إلى إيجاد ما يسمى ( بجريمة الشرف ) في قانون العقوبات السوري ، و لما كان ما يسمى بالزواج المدني غير معترف به شرعاً ، و يعتبر علاقة جنسية محرمة أو زنا فإن أقدم والد الفتاة أو أخوها على قتلها إن تزوجت مدنياً سيستفيد من العذر المخفف لجريمة الشرف ، و قد يعفى تماماً من العقوبة .
لذلك لا بد و قبل تشريع الزواج المدني من تعديل قانون العقوبات ، و غيره من القوانين كقانون الأحوال الشخصية و القوانين التي ترعى الأحوال الشخصية للطوائف و المذاهب ، ليتمكن الزواج المدني من الوجود حقيقة في مجتمعنا كحل لمشكلة ، بدل أن يكون هو المشكلة .
و لا للزواج المدني انا لست متدينا جدا و لا تكمن أهمية الزواج الديني لانه نابع من الدين بنظري بل اهميته تكمن بمحافظته على المرأة لان الزواج ينبع عن مشاعر و احاسيس و حاجة جنسية و الرجل بعد الزواج عادة يمل الحياة الزوجية و الزواج المدني سوف يزيد حالات الطلاق التي ستفكك المجتمع و لا ننسى ان للدين فضل كبير جدا في توطيد العلاقات الاجتماعية التي تفرض مجتمعا متماسكا متحابا ، طبعا في حال كنا نفهم ديننا جيدا
السيد كاتب المقال نزعتها بآخر مقالك لما طلبت بتعديل القوانين ليتمكن الزواج المدني من الوجود بدل ان ترفض وجود هذا الاخير