syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
حينما تحول "المهاتما غاندي " إلى "بلطجي " !!! ...بقلم : عزمي مخول

 "المهاتما غاندي " لقب أطلقه مدير المدرسة (السوداني الجنسية) على ابني حينما جاءه شاكياً باكياً وهو في الصف الثاني الإبتدائي.
فقال له:  "بتبكي ليه، هوه في حد ضربك ؟ "
فأجابه أبني:  " ما حدا ضربني، إنما كلهم في الفصل بيضربوا ببعض !!! ".
تصوروا أن الطلاب يضربون بعضهم بعضاً في الصف وأبني يبكي لرؤيتهم في هذا الحال.
أليس ذلك ما كان يقوم به  "المهاتما غاندي " !!!


لم يطل الأمر كثيراً ليصبح إبني بعدها هدفاً للضرب وللتنكيل من قبل أحد الطلاب السيئين في الصف. وكان يعود يومياً إلى المنزل بثياب متسخة، وبحال نفسية سيئة.

طلبت منه أن يشتكي ذلك الطالب السيء إلى معلمة الصف ، ولكن بدون جدوى.
ومن ثم إشتكاه إلى مدير المدرسة، وبدون طائل.
ومن بعدها حاولت أن أغري ذلك الطالب ببعض الهدايا والكلمات الحلوة بهدف أن يكون صديقاً له، عسى أن يتوقف عما يقوم به تجاه إبني ولا حياة لمن تنادي. إذا إستمرت الحال عما هي عليه من إزعاج وضرب.

بعد الإبن جاء دور الأب، تكلمت مع والد ذلك الطفل عله يمنع أبنه عما يقوم به تجاه أبني. وبدون أي فائدة. إذ توقف عن إزعاجه لعدة أيام ثم عاد الحال لما هو عليه. إل درجة أن أبني بدأ يكره المدرسة وتسوء حالته النفسية.
عندها إتخذت قراري، وقلت لإبني:  "إسمع ... إن جئت غداً إلى المنزل بهذا الحال وسمحت لذلك الطالب أن يضربك ويسيء إليك ثانية، فلسوف أعاقبك في المنزل أيضاً وسأقص لك شعرك ".
وهذا ما حصل بالفعل حينما عاد في اليوم التالي مضروباً ومنكلاً به وقد إتسخت ملابسه المدرسية. فقد قمت بقص شعره عقاباً له. ولقد فعلت ذلك الأمر وقلبي يرتجف ألماً عليه.
لم يطل الأمر بعدها أكثرمن يوماً واحداً بعدها وجاءت نتائج ذلك بما أريد أن أسمعه. فحين جئت إلى المدرسة لآخذ إبني إلى المنزل. فإذا بأحد أصدقائي وهو والد لأحد الطلاب في المدرسة ذاتها. يخبرني بالتالي:

هل عرفت مافعله إبنك  "المهاتما غاندي " في باحة المدرسة اليوم، وجدته يتعارك مع ذلك الطالب الذي طالما أساء له. وقد ثبته على الأرض وهو يضربه بكلتا يديه إلى أن بدأ ذلك الطالب يتوسل إليه. ويعده بأن لا يكرر فعلته معه مرة ثانية.
أخيراً...
فقد كسر إبني جدار الخوف  "دفاعاً عن نفسه " وتحول إلى  "بلطجي " بفضل حكمتي !!!
وكان علي أن أقضي وقتاً طويلاً معه من بعدها كي أفهمه بأننا أضطررنا إلى رد الفعل ذلك كحالة إستثنائية، وهي ليست بالأسلوب المفضل للتعامل من الآخرين، خوفاً من تحول إبني إلى  "بلطجي " حقيقي.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

حينما تحول "المهاتما غاندي" إلى "بلطجي" !!!
2014-02-21
التعليقات
عمري الآن 36 سنة
2014-02-22 21:20:26
الرجاء من الأخوة المعلقين الفهم
بعتقد البعض ان الكاتب يقصد شيئاً اخر بهذا المقال ولكن انا عشت تجربة مماثلة لما عاشه طفلك بإحدى المدارس الأعدادية في دمشق مع فارق بسيط ان والدي متوفي ولم اكن اريد حقي كنت اريد فقط ان يتركني زميلي و يكف اذاه عني إلا ان هذا لم يحدث قمت بتجربة كل التجارب التي جربها ابنك و لم ينجح سوى اسلوب الضرب المبرح المؤذي جداً فوالله اني وجدت مدارسنا اشبه بالغابة ولا ينفع فيها إلا اسلوب واحد وهو البقاء للأقوى وهذا ما كرهني بالعلم و التعليم وجعلني افرح لترك هذا المكان الذي يسمى زوراً بالمدرسة و هي فعلاً مدرسة و ل

سوريا
اسعد
2014-02-22 18:27:45
لماذا لم يتم التعبئه بتحرير فلسطين كما يتم بسوريا
من المعيب على العرب جميعا ان يكيلوا بمكياليين تاره تحت ذريعه الحريه وتاره التغني بالعروبه المسلوبه واليوم تعامل سوريه على انها العدو الاوحد في الشرق الاوسط بينما اسرائيل تدنس الاقصى ولم تصدر فتوى واحده تخص الجهاد بفلسطين ويبدوا للناظر ان مشاكل الشرق الاوسط محصوره في سوريه والعراق واليمن ومصر وتونس الخ اليوم نقول عندما يستيقظ العرب ويجدوا انفسهم غرقى في دماء بعضهم البعض واسرائيل تداوي الجرحى واوربا تسلح وامريكا تخطط ودول الخليج تمول سنقول لهم قريبا صح النوم

لبنان
جهينة
2014-02-21 16:31:10
معك حق للاسف
هيك العرب ما بتنفع معهم الحكمة بدهن بلطجية بس عن جد للاسف كلهن طلعوا بلطجية .. الحكمة بدها ناس تفهمها وتستوعبها وللاسف العرب بعيدين عن استيعاب الحكمة ..ياريت غاندي وغيره بينفعوا عندنا اصلا مابيطلع غاندي من عندنا

الولايات المتحدة