وقف بينهُ وبينها ذلكَ الإحساس الغامض بقدسيّةِ المكان ، اجتاحتهُ فكرةٌ أطفئت شُموعَ انتظاره :
مُحالٌ أن تكون بيوت اللة عزَّ وجل أماكن للاعترافِ بالحب ، فذلك يهزُّ عرشَ عظمتها في داخلنا ............... لن أجرؤ ............. يااللة ............. لن أجرؤ .
بادرتْ هي بالحديث ، ببريق عينيها الاستثنائي وصوتها الذي اختزلَ ضجيجَ عقلهِ ، عبّرتْ عن امتنانها لهُ فهذه أجملُ دعوةٍ تلقَّتها في حياتها ، أمّا عُصفورهُ فينقُرُ في بيدر قلبهِ حبّات لهفته الموجعة .
فكّر : ألصدقِ المشاعر ضريبةٌ غاليةٌ من الانتظار ........
( حتى الصمت لم يُجب )
جفّفَ أمنياتهُ في برّاد أفكاره ، وتبادلَ معها نقاشاتٍ امتدت بينهما حيثُ تمتزجُ الكلماتُ بعطرها الذي اختلط مع جسدها فكوَّنا عبقاً مذهلاً للون عواطفهِ .
تجوّلا في أروقة الجامع الداخلية ، كانا حافيي القدمين فالجميعُ كذلك ، وهذا مايجعلُ الناس يستمدُّون من الجامع طاقتهُ الخلاقة التي تمنحهم سكينةَ النفوس وطمأنينةَ القلوب .
في هذا المكان المفتوح للسماء لا حاجز بينهم وبين الفضاء ، يتخلّى الناس عن حقدهم وضغينتهم وسلبياتِ أفكارهم ، فيشعرون بذلك الشعور الغريب المفعم بلذّةِ التقرُّبِ من الخالق .
قاربت الساعة السادسة مساءً حينَ غادرا بوّابةَ الجامع الغربية ، وتوجّها يساراً متجنِّبين زحمةَ سوقِ الحميدية ، حيث سارا في الطريق الخلفي مروراً بسوق الفضيّات والذي وقفا مطوَّلاً عند كل واجهةِ محلٍّ على امتداده ، أخذت عفويّتها هواجسه، توقّفت لتشتري صندوقاً خشبيّاً على حوافه خيوطٌ نحاسيَّة مجدولةٌ بفنيّةٍ عالية ، وخاتمٌ فضّي بحجر كبير لامع .
وصلا بجانب مقهى النوفرة الذي يعجُّ بالسياح الذين أتوا ليتشاركوا مُتعةَ استضافة دمشق لهم ، وتأثير شوارعها ومقاهيها في الذاكرة ، وليتعلّموا من أبناءها ماهيّةَ عشقهم للأرض ودفء الوطن وأصالةِ الانتماء الذي رسمَ حدودَ أجسادهم فأصبح عنواناً لهم ................
https://www.facebook.com/you.write.syrianews