syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
شخصية العار ... ولعنة (قاتل القنافذ) !!! ...بقلم : عزمي مخول

كنت طفلاً في التاسعة، حين قمت بذلك الجرم الذي لازال عاره يلاحقني حتى الآن وقد بلغت الخمسين من العمر !!!

إذ لطالما أزعجني منظر الحشائش اليابسة تحت أشجار الزيزفون الجميلة التي تحيط بإحدى جهات قطعة الأرض الزراعية التي نملكها بالقرب من بحيرة قطينة ... لذلك فقد قمت بإحراقها.


لم أدرك حينها مخاطر ذلك الفعل. إلا بعد أن رأيت قنفذاً وقد أحترق جزء من أشواكة يخرج مسرعاً من بين الحشائش التي تحترق، وقد إبتعد مسافة عن النار الملتهبة، وأعتلى تلة ترابية صغيرة وتوقف ومن ثم إتجه بنظرة بإتجاه النار...

لم يطل أنتظار - ذلك القنفذ المحترق جزئياً - كثيراً فوق تلك التلة بعدما نجا من النار وابتعد، ليعود ثانية ويدخل بين الحشائش التي تحترق من جديد. لإكتشف من بعدها وحين خَمُدت النار هَول ما فعلت وفداحة وغباء تصرفي !!!

 "عائلة من القناقذ وقد أحترقت، وذلك القنفذ الذي نجا ثم عاد ثانية ليحترق معهم، هي أم لهم، فضلت أن تحترق معهم على أن تنجو بنفسه ".

 

تصرف ولعمري كلما تذكرته، يقف شعر رأسي مثل تلك الأشواك التي كانت تحيط بالقنافذ المحترقة. ولاسيما وأن طبيعة شعري في سنين طفولتي كانت منتصبة كأشواك القنفذ. وكاف ليتوجني بلقب (شخصية العار) لما تبقى من سنوات عمري المتبقية ...

المشكلة أنني حين رويت تلك القصة وماحصل لتلك القنافذ المسكينة لأبني الصغير فيما بعد. فقد ثار وغضب ألماً على تلك القنافذ البريئة، وأطلق علي منذ ذلك الحين لقب  "قاتل القنافذ ".

 

ولاحقتني لعنة  "قاتل القنافذ " إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي كنت فيه ضحية لـ  "عضة كلب جارح ". في مكان لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المكان الذي أرتكبت فيه جريمتي الأولى بحق القنافذ. ولا زلت أحمل أثارها على ساقي حتى تاريخه.

بالنسبة لي لم تكن عضة الكلب تلك، سوى ذلك الإنتقام الإلهي لما أرتكبته من إجرام بحق تلك القنافذ البريئة.

ألم يحن الوقت لنطفئ تلك النار، التي قتلت ولا زالت تقتل من الأطفال وتحرق قلوب عائلاتهم بما يكفي ليقف (شعر روؤس بني البشر) أجمعين !!!

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-03-10
التعليقات