صوتها ودموعها ما أوقفني لأقطع طريقي في ساحة الشهبندر بسرعة برغم أني أحب المشي به ببطئ فقط لأرى ما بها ..
فعُمرها لم يتجاوز الخمس سنوات تقف أمام محل الألعاب وصوت بكاءها يملأ الطريق وتَركت الألعاب الجميلة في تلك الواجهة وهي تنظر حولها بخوف .. وبينما انتظرُ تلك السيارة لتمر لأقطع الطريق وبمجرد ثواني وقفت سيدة أمامها لترسم على وجهها تلك اليد التي تملكها بلون أحمر !! مجرد صفعة وكلام بدأت تتمتم به بملأ حنجرتها .. .( أنا مو قلتلك بتضلي واقفة جنبي لخلص )
وتُعيد تلك الكلمة عشرات المرات والفتاة مستمرة بالبكاء ... اكملتُ طريقي وأنا أفكر لو كانت بلدنا هي الأم التي ضمتنا جميعنا هل نحن من تركنا يدها ونستحق هذه الصفعة اليوم ؟؟؟
أم أنها كذلك أهملتنا قليلاً وتستحقُ أن تخسرنا جميعاً .؟؟ . لا أدري هل العقاب عادل اليوم !! أم أن أُمنا لم تصفعنا تلك الصفعة القوية التي توقظنا لنشعر بها ونبقى معها ونحبها أكثر ... وانتهى الموضوع وأضعناها وكلٌ منا يبحث عن ملجئٍ له وهو يبكي ضياعاً كُلنا شاركنا به ونفياً وغرباء استوطنوا وطننا بينما كنا نشاهد واجهة الألعاب تلك ذاتها ولربما في أحد الأيام يعود ذاك البرنامج ( خبرني ياطير ) ويجد لنا جميعاً عائلاتنا التي فقدناها ويجمعنا بهم .. إن كنا حينها ما زلنا على قيد الحياة .. بل وعلى قيد الإنسانية ...
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
شكراً على النشر كلكم ذوق .. :)
ضمن هذا الواقع المرير الذي نعيشه عرفنا قيمة البلد اللي كان ضاممنا
حلوةكتير وبتزعل كتير كمان