قبل عدة سنوات وفي رحلة عودتي من الخليج العربي وعلى متن إحدى شركات الطيران بإتجاه مدينة دمشق ..
تواجد على متن الطائرة عدد من المواطنين السوريين بالإضافة الى عدد كبير من جنسيات مختلفة .
قبل تحرك الطائرة من مطار الدوحة لاحظت تواجد عدد من الصبية السوريين يتصرفون بعشوائية غريبة ويعبثون بالأوراق الخاصة بتعليمات السلامة وبأكياس النجاة ...وكنت والجميع مستغربون أن لا أحد يردع هؤلاء اللذين تتراوح أعمارهم 12- 14سنة .. بدت مضيفات الطائرة حينها في حيرة من أمرهم ..
وإذ بأحد هؤلاء الصبية يخلع إحدى نوافذ الطائرة الداخلية مع الإطار الخاص بها..!!!
إتجه رئيس المضيفين الى المكان وكانت الطائرة تتحرك...فوقف مشدوها مما حصل ..عندها كان لابد لي من أن أتتدخل حفاظاً على السلامة فأخبرته أنني مهندس في صيانة الطائرات ويجب أن ُيعلم الكابتن فورا بما حصل قبل إقلاع الطائرة ...
وفعلا ذهب ..فما كان من الكابتن إلا أن توقف ورجع من حيث أتى ..
أدى ذلك الى تأخير الرحلة نصف ساعة وذلك للقيام بالإصلاحات اللازمة .
أخيرا أقلعت الطائرة .. بدأ بعدها بعض من الأشخاص (سوريو اللهجة للأسف ) اللذين يستظرفون أنفسهم بالتكلم مع المضيفات ( أجنبيات ) وبلغة فظة وأسلوب ومواضيع رخيصة تعكس ضحالة تفكيرهم وإنعدام أدبهم مما أثار إندهاش بقية الركاب المختلفي الجنسيات.... وتسائلت في نفسي كم ُيخسر هؤلاء ومثلهم البلاد من سمعة وتطور وإزدهار دون أن يدروا.
أثناء التحضير لعملية الهبوط في مطار دمشق فمن المعروف أنه لا بد لكل راكب من الثبات التام في مقعده مع ربط حزامه الى أن تتوقف الطائرة تماماً..
لكن بعضاً من هؤلاء اللذين يستظرفون أنفسهم لم يهتموا للتعليمات بل ولتوسل المضيفين ( وبعدة لغات) أن يبقوا في أماكنهم ولمصلحتهم....حيث أنهم بدؤا بإنزال حقائبهم !!!
أحد هؤلاء فتح الصندوق فوق رأسي فما كان من الحقائب إلا أن تهاوت فوق رأس إثنين من الجنسية اليابانية كانا بجانبي ..!! فقال وكأنه فخورٌ بنفسه .. يجر أذيال خيبته وغبائه.. أيامسوري!!!!
ضبطت نفسي إلى أبعد حد وقلت على مسمعه ومسمع زملائه .. إلى متى تعطون العالم أسوء الصور عن بلدكم وتكونون ضد التحضر ؟؟ ألم يئن الأوان بعد لنحترم القوانين والإلتزام ونتفاخر بتطبيقه دون خجل ؟
أنظروا إلى بقية الركاب كيف ينظرون إليكم والى تصرفاتكم وكأنكم من كوكب آخر ...
سمع هؤلاء كلامي وكأنهم خشبٌ مسندة .
خرجنا من الطائرة وإذا بأحد الأشخاص يحوم حوله هؤلاء الصبية المخجلين !!
عندها سألته.. هل هؤلاء الصبية من مسؤليتك ؟
فقال وكأنه يحمل إفتخاراً وليته كان يحمل ... نعم لقد كنا نمثل سوريا في أحد دول الخليج !!!
كان ما سمعته أشبه بسكين إخترقت جسدي..
قلت له وعيني تراقب أحد هؤلاء الصبية بثيابه الرثة وسماته المخجلة حتى لأصغر مواطن سوري ..كيف تقبل أن يمثل بلدك مثل هؤلاء ؟
ألم تلحظ ما فعلوه على الطائرة ؟
ألم تخجل من تصرفاتهم ؟
هل علّمتم هؤلاء الأدب ..حسن التصرف ..اللباقة...الرقي. . قبل أن يعكسو سلباً صورة بلدهم ؟
بدا هذا المسؤل مشدوهاً من كلامي الى درجة أني كنت متأكد أنه لم يسمع بهذه اللغة من قبل .
..آه ياسوريا كم آذى سمعتك مثل هؤلاء .
..آه يا سوريا كم دمرك غباء من يحملون إسمك وهم ليسوا منك إلا إسما ً.
ألم يئن الأوان ليعلم مثل هؤلاء أن هذه التصرفات المشينة تحرم الوطن من أموال هائلة ( سياحة وإستثمار) ؟
ألم يئن الأوان ليعلموا أن من يرى تصرفاتهم المشينة هذه لا يرى بدا ً أن يخبر العالم بأسره أن في سوريا خلق غريب لا يمت بصلة إلى البشر.
ليتهم يعرفوا ..
https://www.facebook.com/you.write.syrianews