syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
مغتربة من الصومال ... بقلم : سها كامل

بما أن ركوب السرفيس جزء من حياة المواطن، لكي تستمر هذه الحياة لابد للسرفيس بالدوران حول المدنية ولابد للمواطن بالدوران حول السرفيس ليصل الى بيته أو عمله في الوقت المحدد.

وبما أن اغلب شوارع المدينة أغلقت بسبب الظروف الراهنة أجبر سائقي السرافيس على البحث عن زوايا وزواريب وأزقه ينفذون منها الى طرقاتهم


هذا وقد اعتاد سكان مدينة اللاذقية على هذه الزواريب كما اعتادوا على اغلاق الطريق المؤدي إلى جريدة الوحدة نظرا لقربه من إحدى النقط الأمنية الحساسة.

لكن بعد أن قطع أحد السرافيس هذا الشارع ببضع أمتار طلبت منه إحدى الراكبات النزول تماما تماما أمام هذه النقطة الحساسة، للحق سائق السرفيس كان متعاونا ووضح للراكبه أن هذا الشارع مغلق لكنها أصرت وقالت: البارحة فقط نزلت في منتصف هذا الشارع ؟؟

 

على الرغم من موجة الغضب التي اجتاحت وجه السائق لكنه لم ينس أن يدقق في لون بشرة الراكبة السمراء.. وكانت الإجابة التالية:

 

اما ان هذا الشارع مغلق منذ بداية الازمة واما انك مغتربة قادمه من الصومال؟؟؟!!

وبما ان معظم الشباب العرب يحبون الشقراوات قررت ليلى أن تلون شعرها باللون الأشقر علها تحظى بفرصتها بفارس الاحلام.

جاء فارس الاحلام وتقدم لليلى الشقراء وهي جالسه في احدى مقاهي المدينة المزدحمة وهكذا أخذت بنصيحة ليلى الكثيرات من صديقاتها.

 

وأصبح أمام الشاب الكثير من الخيارات فالشقراوات في كل مكان.. ومغتربات الصومال تحولن أيضا إلى مغتربات من بلجيكا ..

استطاع فارس الاحلام أن يحظى بإجازة لمدة أسبوع من الخدمة العسكرية ويلتقي بليلى ويزفها عروسا له.

جاء اليوم المشؤوم الذي زفت فيه ليلى رجلها عريسا إلى الجنة بعد أن تحرك الزناد وانطلقت تلك الرصاصة لتستقر في صدره ولينشر اسمه على جدران وأعمدة المدينة الشهيد البطل.

 

 

الشهيد البطل ، الشهيد البطل كلما سار حسان خطوه يقرأ الشهيد البطل في كل شارع وفي كل حارة على الجدران والشبابيك والأعمدة تسير نعوات الشهداء خطوه بخطوه معه، حتى أن حسان امتعض من المشهد وأخذ يبحث عن نعوه لم يكتب عليها الشهيد البطل ، وفجأة بدأ الرصاص ينطلق في كل اتجاه ليرتفع فوق سماء المدينة وتعود الرصاصة فارغه على رصيفه، أه من هذه الأوطان المطرزة بالدماء في أي القيعان المعتمة للنفوس كانت تنمو كل هذه الكراهية ؟؟ ، إنه الوطن والشهيد مرة أخرى يوقظنا صباحا بصوت سيارات الاسعاف وهي تنقله إلى مثواه الأخير ويأخذ أفكارنا ودموعنا وذكرياتنا ويزيد دقات قلوبنا برصاص وداعه.

 

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-05-20
التعليقات
صديق قديم
2014-05-25 22:10:16
هل انت ميادة ؟؟
هل انت ميادة بالله عليك ؟

سوريا