أغمضت عيني
بعد ان تعبت من الثرثرات
و قرقعة العمال
و ضجيج المحركات
و من كثرة ما قاله
صائغ المجوهرات ..
عن بطولاته
في تحقيق الانجازات
و كيف اصبح
من اصحاب الاستثمارت
فسألته و انا اقاطع حديثه
عن مكان بائع المجلات
فقال لي بأسلوب غاضب
ستجده في احدى الساحات ..
فتابعت السير
و انا اقراء الدفتر
فوجدت نجمات تقول بالعاميه
لا تزعلي يا نجمات
ياما ببيوت الاغنياء عاشوا مشردات
و ياما بعد الشهوات صاروا خدامات
و ياما ضاع اقوى حب قدام الليرات ...
ما رح تزعل نجمات
مارح تزعل نجمات ...
وانا فهمت كل القصة من بضع كلمات
في دفتر المخذوله نجمات ..
و بعد ان وصلت الساحة
جلست على المقعد
بجانب احدى البحرات
و الناس تتسلى
بترمس و اللب و المكسرات
و ترمي القشور
على الارصفه
و بين الاقدام
و في احواض النباتات
و اخرين تجمهروا ....
على مواقف الباصات
و امامي رجل يلصق على العواميد
اوراق اعلانات
تنزيلات تنزيلات على كافة المفروشات
آه كم انا متعب
عندما أُحشر بين اوراق النعوات
و اوراق اعلانات
لا حياً ولا ميتاً
لا وقتاً...
شبيه الجسد وسط تمازج الشتات
سفينة من غير طاقم
تجرفها التيارات
الى عرض المحيطات
و عندما اتتني لحظة الشرود
و اصبح نظري يتتبع مرور الدراجات
رأيت من بعيد بائع الجرائد
و عرفته من الشبه الكبير ....
بينه و بين الصائغ
الا ان هذا يرتدي قبعة
و يتصبب عرقا من لهيب الشمس
و ينادي الزبائن لشراء الكتب و المجلات ....
فقتربت منه
و وضعت بين كفي الدفتر
و سألته هل تعرف السيده نجمات
فقال لي بحزن
نعم .. لقد كان هذا الدفتر لي...
و كنت احتفظ به
منذ ثلاث سنوات
الا ان جائني صانع حلويات
و قال انه مرسل من عند نجمات ....
لتستعيد الدفتر
فأعطيته اياه و انا حزين
و اسأل نفسي
أتفضل الفتاة صانع طعام
على من يبيع الثقافة في مثل هذه الايام
https://www.facebook.com/you.write.syrianews