في يومِ صيفٍ كانت تتمايلُ أمامي بقدِها الممشوق تغريني بالاقتراب منها تهزُّ ذراعاً من اليمين وآخر من اليسار تكشفُ لي عن قوامها ,تغني في صمت ,تسكنُ في داخلها بيوتٌ من الحياة ...
اقتربت منها بشهوةِ المكبوت وعين المحروم, استلقيت على الأرض شعرت بنشوةِ الحياة وهي تحركُ قامتها ناثرةً شعرَها فوقي ,وقعت قطعةٌ من ثيابها كانت تحاول نزعها على وجهي أيقظتني من سكرة الانتعاش, رأيت خادمَها الذي يساعدُها على تبديل ملابسها ويصنع لها المساجَ يمرُ فوقنا يوضب ملابسها البالية وأنا مستغرقٌ بوجه الله فيها, كان النهارُ شارفَ على الانتهاء
لم اشعر بالوقت وهي تكتنفني بحنانها وصدري الذي أُثلِجَ برطوبة جسمها, صارت تبتعد عني وأنا ازحف تحتها لاهثاً أريد الاستمتاع أكثر ما يمكن ,صارت نسماتُ المساء تواسيني على فراقها ,تواعدنا ,سنلتقي غدا.
انتظرتُ إشراق الشمس وتربُعها في قرصِ السماءِ حتى أفرغُ معها كلَ هموم الحياة, باتت الشمسُ تحثني على الذهاب وأنا أحث الخطى للوصول إلى جميلتي حتى وصلتُ إلى موعدِنا الجميل.
وصلت وما وصولي إلا لأرى عيناها تبكي دونَ دموع وصراخَها يملأ قلبي دون صوتٍ
وثيابها الزاهية قد بهتُت ,اقترب الزاني منها يراودُها على نفسها, يمسك رجولَته في
يده ,يقترب منها يعاينها يتفحصُ جاريته الجديدة يطبطبُ على ساقها ينظر إلى رأسها
ويِبتسم ابتسامةَ منتصر, نزع سترته وهم لفعل اغتصابه, فاضت الصرخات في فمي وحاولت
إنقاذها أبعدني بفتوى من حاكم القرية تبيح اغتصابها .
في قريتي تستباح العذراء بقرار فالقانون فوق كل شيء, يحمي الزاني ويمجّد فحولته .
جلست على ركبتي أراقب الخطيئة, اقتربَ بوحشية ذئب بأداة زنى لديه, بدأ الجرح يكبرُ
فيها لكن دونَ دماء مثلما لو أنها تحافظ على كبريائها حتى عند الموت ,وصلت شفرةُ
منشاره إلى أكثر من نصفها عندما بدأت تهوي وبعد قليل سمعتُ تكسُّر أغصانها على
الأرض, قد ماتت مظللتي وقُطعَ شريان من جسدِ الأرضِ ومرَّ الريحُ الذي كان يخدمها
مرورَ الكرام فوقها كأن شيئاً لم يكن .
في بلادي لا نقدرُ على ظالم فنقتل المظلوم ,ندفعُ القهرَ عنا بالقهر, لا نقطع جذع
من افقدنا أخلاقنا وعلّمنا فعل الاغتصاب, بل نقطعُ جذعَ الشجر, فأي عهرٍ أبشع من
هذا العهر وأيُّ ذلٍ اكبر من هذا الذل.
والحكمة الجميلة في أفواه العامية "الي ما فيك لي حيل المنشارة عليه".
https://www.facebook.com/you.write.syrianews