إنَّ الخلاف ينمو مثل سنبلة قمح يسقَى بمطِر الحقدِ,تترنح كفةُ الغلبة في ميزانِ الجهل بكثرةِ أوزانِ الحقد التي توضع في كل طرف.

يتصارعون على الفتات الذي كان من نصيبهم ويزجّون كل أنصارهم في معركة الخسارة حتى لو انتصروا,لم يعرف احد بينهما من وجد الطعامَ قبل الآخر وكلاهما يقول أنا الأول,بدأ التدافع بينهما أمام مرأى من مناصريهم لا من اجل فكِّ الاشتباك بل من أجل يربحوا خسائرهم لأننا في هذا المكان نعيش على خسارة غيرنا ,بداء تبادل اللكمات ,واحدة من هنا وأخرى من هناك وقطعة الطعام تهتز بينهما ,ثم يبتعدا عنها لاستجماع قواهم ويعودان من جديد.

لم يحرك حكيم ولا كبير في مجتمعهم ساكناً لحل الخلاف بل كانت تنطلقُ الصيحاتُ المشجعة لكلا الطرفين, تترنح كفةُ الميزانِ بين منتصرٍ وخاسرٍ لكن لا غالبَ ولا مغلوب, في بلاد الجوع الطعام صار صراعاً ,وتفوّقُ الفردِ في مجتمعِهم صار دماءً.
ظل السجالُ والعراكُ دائراً يكتنفهُ صوتٌ من هناك وتحليلٌ لوقائع الحدث من هنا وتبريرٌ يخرجُ من اليمينِ ولومٌ يخرجُ من اليسار

فكّرتُ أن أتدخلَ لحلِ نزاع هذا المجتمع,صحتُ بأعلى صوتي, لم يسمعوني, كان صوتُ الجوعِ والبقاءِ والحقدِ أقوى,صار يزعجُني ضجيج عراكهم التقطتُ عصاً من الأرضِ ودخلت ساحة العراكِ وضربت الهرَّين ضربة حقدً أكثرَ من كلِّ أحقادهم التي أظهروها أمامي, وأمسكتُ بقطعةِ اللحمُ التي بين أنيابِهم وأخذتها في يدي كانت المفاجأة أن النزاع انتهى بينهم وبدأ معي قبلَ قليلٍ كان موائهم "مي ياو"مي(me) بالانكليزية تعني "أنا"وبعدَ تدخلي صار مواؤهم "نا ياو"ونا بالعربية تدل على الجماعة, وكأنه تحول السجالُ من هذا طعا"مي" إلى هذا طعام"نا" وهجموا متحدين عليَّ لاسترجاع حقهم المسلوب, كيف توحدت أنفسهم أهي "ظ" الظلم التي وحدتهم؟ وكم ثقيلٍ هذا الحرفُ على هرً واحد وخفيفٍ على كليهما .

قوةُ الظلمِ موحدة, فهل لنا من بعضِ القطط توحدنا تحتَ موائها؟! وأمّا الظلم فهو موجودٌ وبوفرةٍ.

 https://www.facebook.com/you.write.syrianews