syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
واحةٌ داخليّة .... بقلم : وفاء شكيب الحلبي

تغتصبُ منّا أيامنا ساعات وحدتنا ......

تتدخل في ترتيب البعد اللاعقلاني لكلماتنا عندما تتراجعُ واحاتُ الصمت قليلاً من دروبنا ......

تعبر غرف داخلنا وتحطّمُ قيود عبوديتنا للزمن ......


تسافر  في أوقاتنا  ليلمع بريقها العابر في عيوننا ......

فتتسلّل إلى أفكارنا أحلامُ الفرحة التي سطَّرت حياتنا لسنين مضت

ورسمت آمالنا على مهدِ الفرجة ......

 

 

تحدُّ من جموحِ لجام عواطفنا وترتطمُ بنا على صخورِ الواقع ......

تتكسّرُ حينها أحلامنا ونبكي من حرقةِ الصدمة ومرارةِ خيباتِ الأمل ......

لترشُفَ خيوط الشمس دموعنا مرّةً بعد مرّة ......

 

فثمّةَ كلام يصبحُ معهُ التحدُّث تعابير عبثٍ همجيّة ......

نخرجُ منهُ بلا جدوى ......

لا تهتزُّ أعمدةُ العاطفة في داخلنا ......

 

 

نرى حينها أنّ السكوت أبلغ من أيّ كلام وأن مرارة الوحدة تعني

وقوفنا بين أشباحِ المشاعر وصراخنا الداخلي ينزف ......

 

ثمّةَ حزن ننذرهُ لكثيرٍ من الخيبات التي نخسرها لتخسرنا

ويصبحُ الحزنُ حينها ضربٌ من الجنون ......

فالعالمُ لمّا ينتهي ونداءات الأفكار لمّا تخلُص ......

 

فالموتُ هو الكلام الأكثر تعبيراً والحزن الكثر تعذيباً ......

فهو يرسمنا وينذرنا للخوض في غمارهِ الأزليّةِ الباقية ......

                                                                             11-12-2004

 



 

 

2014-06-19
التعليقات