syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
هل يتكرر السيناريو السوري في العراق؟ ...بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

لقد فتحت أمريكا الأبواب في سوريا والعراق على مصراعيها أمام تنظيم القاعدة وداعش وغيرها لتجعل المنطقة العربية ساحة حرب، يقتل فيها الأخ أخوه، فالمتابع للمناخ المتأزم الذي يشمل المنطقة برمتها وقرع طبول الحرب، يجد أن هناك شيئاً يجمع الفرقاء المتصارعين وهو الخوف من هذه الحرب المرعبة، وتداعياتها الخطيرة على سوريا والعراق وشعبيهما وعلى المنطقة بأكملها، وهو ما يؤجج  لصراع إقليمي خطير.


وفي إطار ذلك فإن ضرب المنطقة هو جزء من المخطط الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية لتدمير دول الشرق الأوسط لصالح إسرائيل والتي بدأت بالعراق واليوم في سوريا وغداً الجائزة الكبرى في مصر، والذي من شأنها أن تزيد من وتيرة التطرف، كما هو الحال في أفغانستان ولن يتمخض سوى المعاناة والتشرد والضياع لشعوب هذه الدول.

 

وفي وقت بدت الأزمة السورية كأنها تدخل مرحلة النهايات بعدما أخذت المواجهات العسكرية مداها وجرى إتفاق دولي على إعتماد الخيار السياسي كحل وحيد للأزمة،حتى انفجرت الأوضاع في العراق مرة واحدة ومن دون مقدمات لتزيد الأزمة السورية تأججاً وإشتعالاً وترتفع درجة المخاطر التي تلف المنطقة بأسرها وتدخلها في نفق مظلم، فالذي يجري في العراق اليوم شكل إنتكاسة قوية وصدمة عميقة في كل دول المنطقة وتلك المعنية والمتأثرة بأحداث العراق، كونها أحداثاً وتطورات دراماتيكية لا تعني العراق والعراقيين في أمنهم ووحدتهم وإنما تعني كل شعوب المنطقة المهددة في أمنها واستقرارها

 

 وبالتالي يعيد هذا البلد إلى نقطة الصفر، وإلى دوامة الصراعات والانقسامات الطائفية والسياسية التي تنذر بحرب أهلية، إضافة إلى أنه يدفع بالصراع السني – الشيعي إلى مستويات متقدمة وخطيرة في ظل أجواء التعبئة المذهبية والتحريض وإثارة النعرات الطائفية.

 

ومن هذا المنطلق فان الأزمة العراقية تتجاوز في خطرها الأزمة السورية لأنها مرشحة لأن تتحول إلى أزمة بالغة التعقيد وسط تشابك المصالح الدولية، ولأن العراق ليس سوريا في الحسابات والخطط سواء لجهة موقعه الجيوستراتيجي كبوابة مزدوجة إلى الخليج والمشرق العربي على حوض المتوسط، أو لجهة ثرواته النفطية الهائلة.


في إطار ذلك يمكن القول إن كل ما يدور ويحدث على أرض العراق يبعث على القلق والخوف من إنهيار السلطة المركزية والجيش وانتعاش الكيانات الطائفية، وبالتالي إذا ما استمر الوضع على حاله في العراق فقد يصل المشروع إلى حد السعي إلى التقسيم  وتخريب العراق وإستهدافه دولة وجيشاً وشعباً، ولا أشك لحظة في أن العراقيين سيحفظونها ويدافعون عنها

 

 فالشعب العراقي موحد ولا يريد التقسيم، ولا ينبغي على الإطلاق إعطاء أي حجج للآخرين للدخول على خط تقسيم العراق، لمن يجرؤ ويطرح التقسيم حلاً للأزمة في العراق لإنه يشكل أكبر جريمة ترتكب في تاريخ الأمة، وخطر التقسيم سيهدد بالتأكيد دولاً كثيرة في المنطقة، ولذلك يجب أن ندافع عن وحدة العراق بكلّ ما نستطيع  من قوة.

 

وفي سياق متصل يتزايد إنزلاق العراق في الفوضى، ويبدو أن الحكومة العراقية مفتقدة لوسائل تحقيق الإستقرار في البلد كما أنه من غير الواضح أيضاً كيف ستتعامل الحكومة مع المليشيات المسلحة التي تتحدى الحكومة في العراق، فالميليشيات مازالت تسيطر على مناطق واسعة في المدن العراقية ورغم أن الحكومة تبدو مصممة على مواجهتها، وبالتالي أرى إن استمرار الوضع الحالي في العراق سيكون مؤشراً على زعزعة إستقرار وأمن الدولة العراقية ودخول عصر المليشيات وهو ما يهدد بدخول العراق حقبة زمنية قد تصل لعشرات السنوات من الفوضى الأمنية والسياسية يصعب الخروج منها وتتحول خلالها من دولة غنية أراد شعبها أن تدخل إلى قائمة دول التقدم والازدهار إلى دولة فاشلة سياسيا واقتصاديا.

 

 

وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن الطريق إلى وحدة العراق وإنقاذه من التقسيم وطناً وشعباً هو الحلول السياسية، الكفيلة بالمحافظة على وحدة البلاد، وتجنيبها دواعي التقسيم وإغلاق الباب على التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول التي حولت الساحة العراقية إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، لذلك يتحتم على العراقيين جميعا ساسة وشعباً الوحدة في مواجهة هذا الخطر ونبذ الخلافات جانباً للنهوض بعراق قوي متماسك قادر على مواجهة عاصفة المتطرفين التي تجتاحه وما يرافقها ويليها من إنفلات أمني وإستغلال بعض الأطراف للأوضاع لتنفيذ أجنداتها الخاصة.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-07-01
التعليقات