في حياتي عشت الألم...
في حياتي أعيش الألم...
لا أخالط إلا من يعيش الألم...
في حيي يعيش السكان الألم...

في كل مدينة...
في كل قرية...
يعيش الشعب الألم...
لا أرى...
في كل الحياة...
إلا الألم...

*********

في شعبي...
يصير الألم...
من سمات الحياة...
في كل مصنع...
يعاني العمال...
من عمق الألم...
وفي كل منجم...
يجسد كل العمال الألم...

يعانون...
لا يذكرون...
كيف يصير الألم...
مقياسا لأشكال الحرمان...
من كل الحقوق...
وفي المزرعة...
حيث عمال المزارع...
يعانون كثيرا...

من انعدام الحقوق...
وعمق التعب...
يصير الألم...
من سمات المزارع...
اللا ينال إلا الفتات...
مما تنتجه الأرض...
من جهده...

*********

وفي كل بيت...
حيث الأطفال...
لا يجدون ما يأكلون...
لا يجدون ما يفترشون...
لا يجدون ما يلبسون...
لا يعرفون الطريق إلى كل المدارس...

لا يتعلمون...
لا يحصلون على أي دفتر...
لا يمسكون الأقلام...
لا يعرفون...
كيف تكتب الكلمات...
لا يلعبون...

يعانون من كل الأمراض...
ينمو بحر الألم...
التغرق فيه كل الأسر...

*********
وفي كل المدارس...
حيث اكتظاظ الحجر...
يعيش الأطفال / الأستاذ...
عمق الألم...
فلا يستطيع الأطفال التعلم...
ولا يستطيع الأستاذ التعليم...

لانعدام الوسائل...
لغياب انضباط الأطفال...
لجعل الأستاذ مهموما...
بسلامة كل التلاميذ...
من قهر اكتظاظ الحجر...
اللا يسمح بتنظيم العمل...

وفي ظروف عسيرة...
يصر فيها التدريس عسيرا...
لتخريج أجيال الأميين...
من كل مدارسنا...
لتصير الخوصصة...
حلا لمشاكلنا...

في مجال تعليم الأبناء...
ليعاني الآباء من عمق الألم...
وتعاني الأمهات من عمق الألم...
لأن الخوصصة...
تذيق الجيوب عذابا...

يضاعف من عمق الألم...
فلا يجد الآباء ما ينفقون...
ولا تجد الأمهات مالا...
تنفقنه...
على كل الأبناء...
ليصير الجميع...
آباء / أمهات / أبناء / بنات...
يعاني من عمق الألم...

*********

وفي الجامعات...
يعيش جمهور الطلاب...
فوضى القيم...
وفوضى الانتماء...
وفوضى الحضور...
في محاضرات الأستاذ...
وفوضى التلقي...

وفوضى الإعداد...
لمسؤوليات الحياة...

يعيشون...
مظاهر كل الألم...
التصحبهم...
من خصاص الأسر...
من ضعف المنح...
من انعدام تلك المنح...
من اكتظاظ السكن...
من نهب أرباب السكن...

لجيوب الطلاب...
للخبز لا يعرفون أكله...
فلا يعيشون...
ولا يقرأون...
لا يحضرون محاضرات الأستاذ...
اليلزمهم بشراء كتابه...
لضمان المرور...
لضمان التخرج...

*********

وفي بلاد العرب...
تتراكم كل أشكال الألم...
بين ما يقوم به...
صهاينة التيه...
وما ينتجه...
دواعش التيه...

بين بلاد العرب...
من إرهاب الشعوب...
من إرهاب شعب فلسطين...
من إرهاب الإنسان...
في كل قارات الأرض...
لمضاعفة عمق اللم...
ليصير صهاينة التيه...
ليصير دواعش التيه...

منتجين...
لكل أشكال الألم...
في كل مجالات الحياة...
في بلاد العرب...
وفي كل مكان...
من فلسطين...
من بلاد العرب...
يعيش العرب...
مقتاتين من عمق الألم...

ابن جرير في 29 / 7 / 2014

محمد الحنفي

https://www.facebook.com/you.write.syrianews