الوطن يضُمنا تحت سمائه ويحمينا ؟!!!
فقط طلبت منه اليوم أن يعرب لي جملة (الوطن يضُمنا تحت سمائهِ ويحمينا ) ...

هو تيم ذي الثلاث عشرة سنة ... الذي أحاول أن أُعلمه قليلٌ مما أعلم لأن أطفالنا يخسرون مع هذا الوضع الراهن أحلاماً وعمراً وعِلماً وأمل ... طلبت منه أكثر من مرة أن يعرب هذه الجملة ، ولكن تيم لا يحرك شفتاه وكأنه لا يسمعني ...
حاولت أن أضحك عليه وأقول له ( ايه قول ما بتعرف تعربها وخلص ) وبدأ يتكلم وعيناه امتلأت بالدموع ( بعرف ومابدي هاد الدرس !! ) ... أعدت تلك الجملة بعقلي لا أعي ما أصابه فمنذ برهة كان يُردد ويجيب عن كل سؤال اسأله ؟؟!!

هو لم يحب هذه الجملة و لا يستطيع فهم هذا الوطن الذي شرد عائلته وحرمه حق أن يعيش ... أن يتعلم ... أن يتنفس .. أن يكون له بيت ..ألعاب .. حياة ..كيف له أن يضمنا ؟؟؟!!!! ويحمينا ؟؟!!!
لربما أنا فشلت كمعلمة ويكفي أن أبقى في الهندسة ولا أتطفل على مهنة أخرى !!

ولربما لن يُفيد إعراب الوطن إلا إذا غيرنا الجملة أو تعايشنا مع واقعنا كما فعلت معه ونضيف للجملة كلمة ( سيصبح الوطن يضمنا تحت سمائه ويحمينا ) ويقتنع بإعرابها ...
أو أن يبقى فاقداٌ للأمل في وطنه ... ويقول لي ( لماذا لا ننفي الفعل المضارع ؟؟ لتصبح الجملة ( الوطن لا يضمنا تحت سمائه ولا يحمينا .. ) وأقف أنا عاجزة أمام كلماته ولا استطيع أن أُغير هذا الواقع الذي ترسخ في عقله ... مهما قرأت له ومهما سمع كلمات ..

أتمنى أن يكون الوطن دوماً يضُمنا جميعنا ..... وأن يقتنع فيها صغيرنا ويحب وطنه كما أحببناه نحن بدايةً ويعيشها ليفهمها ومن ثم يُعربها ...
ولكن لدي دوماً سيبقى الوطن إن كنا تحت سمائه أو لم نكن هو من يضمنا ويحمينا ...

https://www.facebook.com/you.write.syrianews