syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
مذكرات خادمة... بقلم : فادي كنانة

إن الخادمة تلك المرأة العاملة في كثير من منازلنا والتي قل أن يرضى عن أداء عملها أحد.. وكثيرا ما تكون محل حوار وانتقاد أليس من المنصف أن نستمع إلى  "ردها على الاتهامات لها بالتخاذل والتكاسل في أداء عملها داخل المنزل .


وكما تقول إحدى الخادمات عن برنامجها اليومي استيقظ يوميا الساعة الخامسة صباحا برغبة من صاحبة المنزل لعمل وجبة الإفطار للأولاد قبل ذهابهم إلى المدرسة، وبعد إعداد تلك الوجبة وتجهيزها أقوم بدور الموقظ لهم من النوم وتغسيل الصغار منهم وإلباسهم الزي المدرسي. وبعد ذهابهم إلى المدرسة أقوم بتنظيف أواني الإفطار وإعداد وتجهيز وجبة إفطار أخرى للزوج والزوجة اللذين مازالا يغطان في نوم عميق.

وبعد ذلك أقوم بتجهيز مستلزمات المطبخ من تقطيع للحوم والخضروات. وبعد ذلك أتوجه لعمل التنظيف اليومي لأرجاء المنزل.. وقبل أن استكمل عمل 50% من هذا العمل، إذا بصوت الزوجة يناديني بإحضار الفطور لها ولزوجها.

وبعد ذلك الواجب أعود لاستكمال عمل التنظيف الذي قطعتني عنه الزوجة، وعند الانتهاء من ذلك العمل يكون الوقت قد حان لعمل وجبة الغداء والتي تأخذ مني الوقت الكثير وما أن يصل الأولاد من المدرسة إلا والغذاء جاهز، فأقوم بتقديمه لهم. وبعد ذلك يأتي دور تنظيف الأواني الخاصة بالطبخ وبالوجبة.

وما أن يؤذن لصلاة العصر وأحيانا بعدها بساعة، إلا وقد انتهيت من أعمال المطبخ وما أن ينتهي هذا العمل حتى أجد أمامي عملاً آخر، ألا وهو كي الملابس وتوزيعها على غرف أصحابها. وعند الانتهاء يكون الموعد قد حان لإعداد وجبة العشاء للأبناء، يعقبها إعداد وجبة العشاء لربة المنزل وزوجها المصون والذي عادة ما يتناولانه بعد الساعة الحادية عشرة مساء وعلي أن انتظرهم إلى هذا الوقت المتأخر من الليل.

 أؤدي واجب الخدمة لهما من تقديم طعام العشاء ثم تنظيف الأواني الذي يعقب تلك الوجبة فما أنهي هذا العمل إلا وقد أنهكني التعب وأخذ مني كل جهد لاتجه بكل صعوبة إلى غرفتي الخاصة بعينين مرهقتين يغالبهما النعاس، ألقي نظرة على ساعتي الصغيرة وإذا هي تشير إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقد تزيد أحيانا فأستلقي طريحة الفراش من أثر التعب.

وفي غمرة النوم فإذا بساعتي الصغيرة ذات الجرس المزعج تعلن بموعد استيقاظي ليوم جديد وعمل مرهق آخر هذا هو برنامجي اليومي يا من يكيلون الذم وعدم الرضا على عملي. وقبل هذا كله يجب أن تعلموا أنني امرأة من دم ولحم لي من المشاعر كما هي من حقي أن أفرح وأن أزعل أليس من حقي أن أتذكر أمي وأولادي الذين هم في بلدي لطلب الرزق من هذا البلد الكريم وأهله الطيبين؟

فأنتم أعلم بما ينتاب الإنسان من مشاعر عندما يتذكر أهله وذويه الذين تبعدهم المسافات الطوال، وليس هناك من وسيلة للتواصل معهم سوى الرسائل القليلة التي تصل منهم بين حين وآخر ناهيك عما ألاقيه من سوء معاملة من الأطفال الصغار والشباب والشابات الموجودين معي بالمنزل والذين هم في عمر أبنائي أو اخوتي الصغار، وتطاولهم علي برفع الصوت والأوامر المتكررة، الواجب تنفيذها حتى لو أدى ذلك لتعطيل العمل الذي أقوم به.

 إنني لا أطلب المستحيل، فطلباتي محدودة تتمثل في تحملكم لي بسبب انفعالاتي النفسية بسبب بعد أهلي وأخذ حقي من الراحة والنوم اللذين يحتاجهما الجسم لأقوم بالعمل الذي يرضيكم، وأن تزرعوا في أولادكم  صغارا كانوا أو كبارا احترام إنسانيتي وإعطائي الحد الأدنى من درجات الاحترام والتي يفرضها فارق السن بيني وبينهم، هذا كل ما أريده

2010-12-16
التعليقات
حمصي للعظم
2010-12-17 20:43:58
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
أحسنت فادي ,مقالة موفقة ومعبرة, ومتل ما قالت الأخت خلود بتمنى من كل اللي عندهن خدامات أنو يرحموهن ويعاملوهن بإنسانيةوإذا ما مشان الانسانية على الاقل التزام بالدين وخوف من الله لأنو الظلم ظلمات يوم القيامة.

سوريا
مقص*****بة
2010-12-17 01:26:54
سلمت يداك يا اخ فادي
سلمت يداك اخ فادي مساهمة مفيدة خفيفة المنهج وغنية بالفحوى ارى في مساهمتك خير ومثلها من الكتابات خير ما ينشر في باب المساهمات فقد مللت المساهمات التي تسب الدين وتسب العلمانين ومن هذا القبيل شكرا مرة اخرة واقول ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء

سوريا
اوكتافيوس
2010-12-16 22:50:14
الظلم
كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. اتقوا الله في هؤلاء المستضعفين. ملك المال لا يعني بأننا اصبحنا افضل منهم و لا يعطي لأحد الحق في أن يظلم هؤلاء الناس. و ليعلم كل منا بأن هناك اله عادل لا يضيع عنده حق لا في الدنيا ولا في الأخرة

سوريا
Souri
2010-12-16 14:47:37
Not Fair
This world is NOT fair; be grateful you don't have to be like her, so give her a break. If God did not make this world fair, I don't know how humans will be able to do that

الولايات المتحدة
خلود هاشم
2010-12-16 04:24:35
قليلا من الرحمة....
سلمت يداك يا فادي, وجزاك الله كل الخير على هذا المقال , كثيرا ما يؤلمني ظلم ربات البيوت لخادماتهن وكأن الأخيرات روبوت ليس له مشاعر ولايعرف التعب والاجهاد. أتمنى أن تقرأ نصك هذا كل سيدة تقسو على خادمتها وتدع أولادها يتطاولون عليها.

كندا