syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
لابد من التعليم والتعلم الالكتروني والاستفادة منه... بقلم : عبد الرحمن تيشوري

-  اننا نعيش ومقبلين على زمن جديد وعصر جديد يحمل آفاقاً جديدة وهذا العصر يلقي على عاتق معلمي اليوم مسؤولية كبيرة جدّاً في تكوين شخصية الجيل الجديد لاحتواء التكنولوجيا والتحكم فيها وبناءها منذ الطفولة وفي سبيل تحسين نوعية التعليم يجب اولاً تحسين وضع المعلم من حيث اعداده اعداداً جيداً من حيث المعارف والمهارات والصفات الشخصية والقدرات المهنية وكذلك تهيئة ظروف مادية مناسبة لـه حتى يستطيع العمل بكفاءة في هذا العصر الجديد.


 

العالم في الصفّ

أصبح الطالب اليوم يأتي الى المدرسة (لا سيما الذي لديه انترنت في المنزل) ويحمل قدر هائل من المعلومات وكثير من بصمات العالم التي يتلقاها بشكل سريع جذاب وهنا يطلب من المعلم مدّ العملية التعليمية الى خارج قاعة الدرس ليربط بين المنهاج والحياة اليومية للتلاميذ.

 

التعليم فن وعلم

 

-   لم يعد دور المعلم نقل المعلومة والمعرفة بل اصبح دور المعلم مهاجمة الأفكار.

 

-  ويجب ان يبدأ التعليم من العمق بمعنى آخر ان الاصلاح التربوي يجب ان يبدأ من العمق لكي يكون اصلاحاً حقيقياً وجوهرياً. وهذا العمق الذي يجب أن ينطلق منه هو العمق الاستراتيجي للتربية الذي يتمثل في مرحلة الطفولة المبكرة والاصلاح التربوي يشكل العمق الاستراتيجي للاصلاح الاقتصادي والاداري والاجتماعي برمته.

 

-   ان التربية التي تسود في مجتمعاتنا تعاني من هيمنة اسطورية لمفاهيم تقليدية أكل الزمان عليها وشرب وأصبحت مجرّد خرافات وأوهام تربوية.

 

-  ان الخطر الأكبر في حياتنا المجتمعية يتمثل في جهل المربين بالأصول العلمية لتربية الأطفال. وفي تربية الأطفال قانون صارم هو أنه اذا كنت لا تربي تربية علمية صحيحة فأنت تربي تربية خاطئة والتربية الخاطئة تؤدي الى تدمير الأطفال نفسياً وعقليا واجتماعيا وبناء على هذا القانون التربوي فان أي تربية نقدمها للطفل تلحق به الأذى وتدمره اذا لم تكن تربية علمية أي انها تقوم على وعي علمي رصين ومتكامل واصيل بمختلف معطيات علم الطفولة وتربية الطفل.

 

اعداد وتأهيل العاملين في مجال الادارة التربوية

يمثل نجاح كل من مدير المدرسة والموجه التربوي والاختصاصي والمهني والعاملين في مديريات التربية ودوائرها واقسامها تحقيق الأهداف التربوية التعليمية العامة والخاصة مما يحتم وضع قواعد وضوابط لاختيار وترشيح العاملين في مجال الادارة التربوية الذين يقودون ويديرون العملية التربوية.

 

-  الكفايات والمعايير التي ينبغي مراعاتها عند اختيار العاملين في الادارة التربوية.

 - الرغبة القوية في تحقيق اهداف متميزة.

-   الانخراط في العمل لدرجة الابداع في حل مشكلات العمل.

-  تكريس الوقت والجهد من أجل الوطن والعمل العام

-   اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة-

-   الحرص على التدقيق في الأمور.

-   اتقان لغة أجنبية.

-    حملة شهادات عليا ان توفر.

-  دبلوم التأهيل التربوي- دبلوم معهد الادارة العامة.

-    تقدير الوقت وأهميته.

-   كفايات خاصة بعناصر الادارة (تخطيط- تنظيم- تنسيق- متابعة- تقويم) ادراة الافراد- ادارة المعلومات- ادارة الاجتماعات- اتخاذ القرارات.

-  رشحت وزارة التربية هذا العام أكثر من 8000 معلم ومدرس في نظامي التعليم المفتوح والتعليم الافتراضي من أجل تأهيلهم تربوياً وهذا قرار جريء وحكيم جدّاً يصبّ في ذات المنحى.

 

هل يستفيد القرار التربوي من البحوث التربوية

 

- ان التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم في كافة المجالات ولا سيما في المجال التربوي يتطلب جدية في عملية الطرح لمعطيات العملية التربوية كما يتطلب جرأة ونظرة نقدية للواقع التربوي وبالتالي حزم في اتخاذ القرار التربوي بما يتواكب مع مقتضيات العصر وحركة التطور والتقدم السريع في العملية التعليمية في الدول المتقدمة وذلك لا يتم الا من خلال الاطلاع ومتابعة نتائج البحوث  التربوية الحديثة  الجادة ذات العلاقة بتطوير جميع جوانب العملية التعليمية ابتداء بالمعلم وانتهاء بالطالب ومرورا بالمناهج المستخدمة والوسائل اللازمة

 

-   للأسف حتى الآن لا توجد مديرية للبحوث التربوية ودوائر للبحث التربوي في المديريات لذا نقترح احداث هذه الدوائر بالسرعة القصوى لتقوم بدورها الهام جدا اليوم حتى يستفيد فعلا القرار التربوي ويبنى على معطيات البحوث التربوية لا ان يكون قرارا احتياطيا ليس هدفه التلاميذ والعملية التربوية

 

ابدؤوا المهمة من البيت:

تريدون ابنا ناجحا ؟ ابدؤوا المهمة في البيت

التفوق والنجاح امنية تشغل كل اب وام حيال ابنائهما وذلك ان مستقبل الابناء يشغل تفكير الوالدين فلا تجلس مع احد منهما الا وتسمع الشكوى من ضعف عزيمة ابنه ودنو اماله وامانيه اذا للبيئة دور مهم في غرس حب المعرفة والسمو الروحي عند الطفل حيث تتفتح اول مداركه على افراد اسرته ونهجهم وطريقة نظراتهم للحياة فيرسم خطواته متقفياً آثارهم فلا عجب ان كانت الاسرة اهم عناصر البيئة تاثيرا في زرع الهمة العالية في قلوب الاطفال

 

التخطيط التعليمي وعلاقته بالتنمية

-  ثمة أنواع من التربية تؤدي الى عكس اهداف التنمية اذ لم نضع فيها اهداف التنمية والشواهد على ذلك كثيرة لعل ابرزها وجود عدد كبير من المثقفين السوريين العاطلين عن العمل وتزايد عطالة المثقفين في البلدان النامية بوجه خاص فليس أي تربية تؤدي الى التنمية اذ لا بد ان نضع في التربية المواصفات المطلوبة التي تؤدي الى التنمية

 

أهمية التربية العملية:

التربية العملية هي نقطة اللقاء المناسبة لربط ودمج الجانب الاكاديمي والجانب التربوي والتربية العملية خبرة فريدة في نوعها وعظيمة في شأنها لأنها تتيح للطالب المعلم الفرص لتنمية العلاقة المباشرة بين المعلم والمشرف المسؤول عن توجيهه اثناء التدريب وتتيح تنمية العلاقة مع الزملاء ومع ادارة المدرسة ومع الطلاب ولا انسى اطلاقا الفوائد الكبيرة التي حصلت عليها في دبلوم التاهيل التربوي من هذا المقرر حيث كان يعطي درسا احد الزملاء ثم نقوم نحن بإبداء ملاحظاتنا على هذا الدرس حيث حققنا فوائد كثيرة في نهاية العام واصبح اتقان التعليم عندنا امرا افضل

وقد تساءلت بيني وبين نفسي عن التربية العملية للطلاب المرشحين الى دبلوم التعليم عن طريق الشبكة كم سيتم تدارك هذا الامر وهذا المقرر ؟

ضرورة التعلم الالكتروني والاستفادة منه:

في الحديث عن التكنولوجيا بشكل عام والانترنت بشكل خاص اصبح اليوم امرا مألوفا لدى مختلف شرائح المجتمع في سورية والوطن العربي والعالم

فقد اصبح الشغل الشاغل للعلماء الذين يحتاجون للتواصل مع زملائهم العلماء والباحثين داخل وخارج حدودهم الجغرافية وتبادل الخبرات والمعلومات البحثية معهم

وهناك اتجاهات حديثة في هذا المجال ومن أهمها دراسة تأثير التعليم الالكتروني على عمليتي التعليم والتعلم , والتعليم الالكتروني نظام تعليمي فعال لأنه متوفر في كل زمان ومكان وقليل الكلفة ويكسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم ويوفر التقييم التلقائي والمباشر للمتعلم ويأخذ المتعلم المعلومات من المصادر مباشرة

 

لا بد من التغيير في مجال التربية:

لا بد من تغيير انماط السلوك التعليمية في عمل المعلمين والمدربين والتلاميذ والمناهج بأنماط وأسلوب آخر جديد لان هناك حاجة ماسة لتحسين الصورة التربوية ولان التربية هي اداة تغيير وهي المدخل للاصلاح الاقتصادي والاداري والاجتماعي الكامل

 

وهناك مبررات كثير لتحسين النظام التعليمي اهمها :

 

- لا تزال عملية الاشراف التربوي تركز على المعلم من خلال الزيارات المفاجئة وتغفل الجوانب التربوية الاخرى

-  الخط الاداري لمديري المدارس ما زال يقترب من التسلط والبيروقراطية ومعظمهم غير مؤهل تربويا واداريا

-   اهمال العلاقات الانسانية في عناصر النظام التعليمي رغم آثارها الايجابية في تحسين التعليم

- ضعف النمو المهني لكل من المديرين والموجهين والمعلمين حيث يوجد كثير من الموجهين التربويين والاختصاصيين غير مؤهلين تربويا

-  عدم وضوح ادوات التقويم التي يتخذها المديرين والموجهين

-   جمود المناهج والجمود الفكري للقيادات الادارية التربوية

-   لا تزال طرق تقويم التلاميذ تعتمد على الاختبارات التحصيلية المبنية على حفظ المعلومات

-  ضعف الدافعية والروح المعنوية لدى المعلمين بسبب ضعف الرواتب والحوافز وعدم التمييز بين المجد والكسول

 

الخلاصة:

مطلوب ان نعمل لخلق نظام تربوي جديد تفاعلي تشاركي استكشافي تعاوني تركيبي ابتكاري تواصلي توليدي تنويعي تساؤلي نقدي تقويمي نواتجي

 

فالمستقبل ليس واحدا ذا اتجاه واحد عندئذ نستطيع مواجهة العولمة وتجاوز مشكلاتنا وتفعيل التنمية والبقاء في القرن الحادي والعشرين بهوية وتجربة وننتمي الى مشروع التحديث والتطوير الذي اطلقه الرئيس الشاب الدكتور بشار الاسد

 

2010-12-18
التعليقات
fatima
2010-12-20 10:36:12
موضوع هام
المشكلة ليست في ضعف الرواتب ،فالرواتب ضعيفة لدى الجميع ،ولكن المشكلة في ضعف الضمير المهني والجمودالفكري للمدرسين الذين لا يفتأؤون يتذرعون بقصور المنهاج وهم لم يبذلوااي جهد لتطوير ذاتهم أوالمحاولة لمواكبة ماهو جديد،أعتقد التربية يجب أن تفرض على المدرسين تدريبا قاسيا وتسبر معلوماتهم وتصرف كل من لا يرتقي مستواه للتعليم الجاد إلى جهات أخرى و أن تدعم هذا القطاع بمدرسين شباب وجامعيين قادرين على تحمل الجهد و الاستيعاب.ولك أن تدرك حجم المشكلة عندما يعود ابنك لتعيد له اعطاء جميع الدروس حتى يستوعب ويفهم.

سوريا
أمينة السوسو
2010-12-20 10:13:51
الأخ عبد الرحمن
شكرا لطرحك موضوع هام ولكن اسمح لي أن أضيف أمرين هامين جدا:أولا إذا كنا نريد معلم يعطي للتدريس حقه وبضمير ينبغي إعطاؤه راتب يكفيه ويغنيه عن العمل الإضافي المرهق فغالبية المدرسين تعمل بأكثر من وظيفة(نفتخر برخص الأيدي العاملة)،والأمر الآخر توفير الوسائل التعليمية فغالبية المدراس تفتقد لمعايير الجودة من بينة تحتية صالحة للعمل التربوي(للأسف آيلة للسقوط الأبنية المدرسية)والتجهيزات الداخلية(المقاعد لا تصلح للاستعمال البشري)أضف إلى ذلك بعض مدراء المدارس يفتقدون أدنى درجات فن القيادة(المهم يأمرون)

سوريا
د. وائل المتني
2010-12-18 23:24:13
معك حق
معك حق 100% لأن التعليم يجب أن يرتكز على كيفية الحصول على العلوم وليس حشوها في مخ التلاميذ. التربية يجب أن تكون هدف الوزارة (حيث أن الأسر تخلت عن هذه المهمة). التربية ثم التربية ثم التربية ثم التعليم

سوريا
عبد الرحمن تيشوري
2010-12-18 18:25:16
شكرا لتعليقك واضافتك وشكرا لمنبر سيريا نيوز
اخي علي علينا جميعا العمل معا حكومة وافراد ومنظمات وجهات عامة والا لن يحصل التطوير الذي طرحه رئيسنا في خطاب القسم الاول واكد عليه عام 2007 نحن بحاجة ماسة الى وزارة او هيئة مهنية تقوم بالتسيق والتنظيم والتحفيز والتدريب وهذه اصلا عماد الادارة وهي غائبة عندنا او يكلف بها غير المختصين فتصبح الامور شوربة ولقد خضنا تجربة في المعهد الوطني للادارة للاسف تم تخريب مضمونها بسبب الجهل بفلسفة الموارد البشرية التي يعمل بها العالم اي لم يستثمر الخريجين بشكل جيد وهو الان تحت امرة من هو ادنى منهم تأهيلا ؟؟؟؟!!!!

سوريا
علي
2010-12-18 12:00:53
رفيق عبد
يا صديقي الغالي نحنا فيما يخص الاصلاح بهل الحكومة أشبه بمسرحية صح النوم لفيروز ختم واحد كل شهر وأساسا بعد التجربة المريرة مع المناهج الجديدة كان من المفترض مسائلة وزير التربية والقائمين عليها أمام مجلس الشعب بس الشعب بوادي والحكومة والوزراء بوادي امنيتي اني شوفك بالمؤتمر القطر الجايي لأنك من القلائل اللي بيعرفوا ينظموا الأفكار ويقدم المشكلة ومقترحات للحلول تحياتي الك

سوريا