syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
2015 ... كوني أجمل عروسٍ في عُمرنا ...بقلم : سالي اسلامبولي

اليوم أمنياتي كثيرة أن تحمل لنا هذه السنة أملاً كبيراً لكل شاب نال السقم من جسده بحثاً عن مأوى ورزق وحياة ..
أملي كبير أن تحمل السنة لكل عائلة نال السفر من جذورها وشَتَت كل فردٍ منهم وبرودة الغربة تلك نالت من أجسادهم اتمنى أن يجتمعوا بإذن ربهم ..
أملي ومن كل قلبي أن يجتمع كل حبيبين أرادت الحواجز أن تجعل شاشة الحاسب تلك مفتاح لقائهم الوحيد ..


أملي أن يعودوا أصدقائي فبرودة الوحدة نالت من أيامنا .. صديقاتي اللواتي استقلت كل منهن بطاقة السفر تلك ومقعداً في الهواء أبعدنا عن بعضنا ..
أملي في تلك المدرسة وعدد تلامذتها مكتملٌ ويجلس الطلاب في مقاعدهم ثلاثة دون شكوى من سيجلس في الوسط والأساتذة يتسابقون في أخذ حصص الفراغ تلك ليكملوا منهاجهم الدراسي حباً بطلابهم ..
أملي بهاتفٍ يرن ويحمل الكثير من الأخبار السعيدة لاتتسع جعبتنا لتحملها ..


أملي برؤية طفلٍ صغير يتركه أهله يحبو ويتأرجح في حديقةٍ مع أصدقائه دون خوفهم أو ترقبهم للقذائف ..
أملي بأن نستيقظ بيومٍ دمشقيٍ ذو رائحة طرقٍ مِلؤها الياسمين وأصواتِ عصافيرٍ تَفرحُ القلوب لسماعها وطلابها يملؤون المدارس .. كنائسها كجوامعها لا تُغلق .. حدائقها وشوارعها لا تغيب الأقدام التي تطؤها في أي ساعة ..
أملي أن تعود سوريا عزنا كما كانت وستبقى فقد نُفينا واستوطن الأغراب في بلدنا ولم يبقى فيها سوى تلك الإبتسامات الصغيرة التي نحاول رسمها بين آونة وأخرى ..


أملي أن نعود جميعنا لها نقبل ترابها الطاهر ونخبرها لن يكون لنا ملجأً غيرك في كل هذه الدنيا ..
أملي أن يبتعد عنا شر تجار الأجساد وشر غضب البحر والغرق وشر نوم العراء وشر الفقر وشر السقم وشر البرد وشر كل من ينهش بأجسادنا وشر كل من أراد بنا وببلادنا سوء ..


كل ما أتمناه لا أريد أن يبقى بمخيلتي ولا أريد أن يبقى كلمات في طي الكتمان داخل قلبي أتمناها كل بداية عام بل علينا جميعنا البدء بالعمل دون ان ننتظر تغيير في بداية العام أو فرج يأتي من حيث لانعلم علينا العمل والتوكل على ربنا لنحصد ما سنعمل ..
أعي تماماً أن جميعنا لربما نحاول ونتمنى كما تمنيت وأعي أن سنة 2014 ولربما منذ بداية الأزمة كثيراتٍ من المواليد الفتيات اتخذ أهلهم اسم ( شام ) لهم مع انها كانت أمنيتي الدائمة لاسم ابنتي وسيبقى كذلك وحتى أن امتلأت الدنيا به ولكن هو بالشيء الجميل وخاصةً مع السفر يبقى في المنزل اسم يذكر أهله ببلدهم ..


أعي تماماً أن أمنياتنا كثيرة وأيدينا لربما مكبلة بأصفاد الظروف ولكن إلى متى .. فلنتمنى ونعمل كذلك من أجلنا ومن أجل بلدنا لن يتغير شيء ونحن نتمنى فحسب ..

 

فقط احتاج أمان وسلام ومحبة والقليل من الحياة الهادئة بل المليئة بالهدوء .. وأمنيتي الأخيرة مثلي كآلافٍ غيري بمقعدٍ في الطائرة مع تذكرة سفرٍ ونسمع ذاك الصوت يردد ( اربطوا أحزمة الأمان ستهبط الطائرة بعد قليل في مطار دمشق الدولي ) ..
والآن اتمنى لبلدي في هذا العام كل الفرج والخير وقلوب تحبها وأيدي تعمل لأجلها ولكل من توفي الرحمة ولحبيبي التوفيق والتيسير والمحبة ولعائلتي المحبة والفرح والخير ولأصدقائي ولمعلمي جميعهم ولكل من أعرف الكثير الكثير من الخير ..
2015 كوني أجمل عروسٍ في عُمرنا وادخلي بأجمل وأطهر ثياب واجعلينا نذكرك بمحبة واجعلي أيامك مليئة بالخير علينا ...

 

 وكل عام وأنتم بألف خير ...

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2015-01-05
التعليقات