فاصل زمني قصير، نودع معه عام إتسم بالبارود 2014م ذلك العام الذي شهدت فيه سورية الكثير من الأحداث والتوترات بمختلف أنواعها ولم نرى أو نشم فيه شيئاً سوى رائحة البارود وصوت الرصاص والمدفع في مختلف المناطق والتي خلفت من بعدها الكثير من الخسائر البشرية والمادية التي تضررت منها البلاد .
فاصل زمني قصير، نفتح الباب على عام جديد، مع
التمنّي بألا يكون عام 2015 مجرّد رقم يُضاف إلى روزنامة الأعوام السابقة، فمضي عام
مليء بالصعوبات يجب ألا يدفعنا إلى الإحباط والتشاؤم، بل يجب أن تكبر معه الأمنيات
والأحلام على وقع الإنفراج والحوار السياسي الذي بدأ بين النظام السوري والمعارضة
والذي من شأنه الخروج من الأزمة ونزع فتيل الإضطرابات وحقن الدماء، وإفشال
المؤامرات الهادفة لضرب أمن وإستقرار سورية.
إنقضى عام بآلامه وآماله مضى سريعاً رغم فصوله القاسية وأيامه العصيبة رسمنا له قبل
عام من اليوم أحلام كي ننجزها تحقق من تلك الأحلام القليل وتعثر الكثير، لأن الواقع
لم يتسع لها، هذا الواقع الذي صنعه الأعداء وتجار الحروب الذين لا يريدون الخير
لهذا البلد العظيم، إستبشرنا خيراً في العام الذي يجهز أمتعته للرحيل حينما كان "الحوار
الوطني" والمصالحات الوطنية أحد فصوله وأهدافه إلا إنهم حولوه الى القتل والخراب
والدمار.
ودع العالم عاماً مليئاً بالأزمات لعل أكبر الأزمات وأعظمها تنامى الإرهاب في
المنطقة، حيث إحتل تنظيم داعش معظم المناطق في سورية والعراق وتوسعت أعماله
الإرهابية إلى مناطق متعددة في العالم، وكانت السياسة السورية أول من حذرت من مغبة
إهمال الإرهاب وطالبت بضرورة مواجهته بالحزم والصلابة وإجتثاثه من جذوره.
فلو توقفنا قليلاً اليوم ، وتأملنا فيما يحدث من قتل، وتدمير، وتخريب وما أصاب
العراق ، وليبيا الخضراء واليمن ومصر وتونس والسودان والصومال، واليوم في سورية
نكتشف إن الوطن العربي يتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف إلى تمزيقه، والسيطرة على مقدراته
من قبل الطامعين وتحويل الوطن العربي بالكامل لمستعمرات قواعد غربية، ونرى أيضاً إن
هذا التغيير المصطنع من قبل الغرب بمساندة من وكلاء لهم بالوطن العربي كان ضرورياً
على الغرب فعله لكي تبقى الشعوب العربية منهكة ومشتتة لعشرات السنين وتثبيت هيمنة
المستعمر.
في ظل ما تمر به سورية من ظروف وأزمة تزداد تعقيداً وتـأزماً مع مرور الأيام وتكاد
تودي بسورية الى الهاوية التي لا رجعة منها، ويظل أمل الأمة معلقاً على أعتاق
شبابها الذين وبلا أدنى شك مازال يجمعهم حب سورية، يتطلعون صوب المستقبل وهم يخططون
له، ويرغبون في أن تمتد لهم يد المساعدة، وأن تكون كل القرارات القادمة إلى جانبهم،
وأن يتحرروا من حالات الإحباط والتشاؤم التي أصابتهم فيما مضى، هم الآن يزرعون
الأمل الجديد في نفوسهم، ويتحفزون لكي يكون لهم الدور الأكبر ليعملوا وينتجوا،
ويؤكدوا وجودهم، إنهم شباب يجري في عروقه حب الوطن وكرامته والدفاع عنه.
كثيرة هي الآمال والطموحات المستقبلية التي ينشدها أو يتمناها أبناء وطننا الغالي
وبالذات الشباب الذين يعتبرون شريان الحياة وعماد المستقبل، والشباب في مجتمعنا
سورية يمثلون الشريحة الأكبر والأوسع وعليهم تعلق الآمال لبناء سورية الحديثة، فهم
أساس التطور وبناء الحضارات وبهم تبنى الأمم مجدها وحضاراتها، للشباب آمال وتطلعات
مستقبلية تتنامى من وقت إلى آخر ومع تزايد الوعي والثقافة تبرز مطالب وأمنيات
الشباب على أمل تحقيقها على أرض الواقع.
نتنمى أن يكون العام الجديد 2015م، عام الأمن والاستقرار في ربوع الوطن سورية
وينتهي في حلقاته العنف والخراب.. نأمل أن تكون السعادة عنوانه وأن يُطمس فيه كل
أدوات الجريمة وان تتفق كل القلوب وتتشابك كل الأيادي وتفكر العقول وتنظر العيون
لما فيه الصالح وتحل كافة المشاكل، فسورية محتاجة للجميع للملمة جراحها ، فتعزيز
الشراكة الإستراتيجية بين مصر وسورية والعراق وإيران وروسيا وطي صفحة الخلاف بين
دمشق ومعظم الدول العربية أحيا التضامن العربي ولم الشمل وتوحيد الكلمة في المنطقة
العربية، وتغيير لهجة تركيا ودول الخليج مما يبعث الأمل نحو تضامن عربي طالما أصبح
هدفه الإستراتيجي هو تعزيز الأمن القومي العربي، وبالتالي فإن إرادة العالم أخذت
تتجه نحو إيجاد الحل في سورية.
مهمتنا الآن غلق الصفحات السوداوية التي ملأتها سيئات الماضي الكئيب وفتح صفحات
جديدة ناصعة البياض نرسم فيها مستقبلنا المشرق ونخطط في ثناياها ملامح قادمنا
الجميل في سورية .
ليكن شعارنا لهذا العام "الإنطلاقة" نحو البناء وإعمار سورية وبناؤها بالتوعية
المجتمعية وإعمارها بالإهتمام بأساس التنمية وعمودها "الانسان" والنهوض بهذا
المجتمع للوصول به الى ناصية الدول المتقدمة، وهذا لن يأتي إلا من خلال الترابط
والتعاون، وإشاعة روح التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الديانات والمذاهب
المتعددة وعدم زج الدين او المذهب في الخلافات السياسية فضلاً عن نشر القيم
الإيجابية بين الناس كالتعايش والمشاركة والالفة والتعدد
وهنا نأمل بعد هذه الفترة العصيبة أن يصبح
الحوار ضرورة لا بد منها ولا شيء غير الحوار للخروج من الأزمة ونزع فتيل الإضطرابات
وحقن الدماء، ومازال الأمل معقوداً على الحكماء والعقلاء للجلوس إلى طاولة الحوار،
هذه الفرضيات تبقى فرضيات حل للجميع لإخراج سورية من هذا المأزق الذي يدمرها يومياً.
وأخيراً ربما أستطيع القول إن سورية ستبقى على الدوام صامدة بفضل محبة والتفاف
الشباب حولها، فهم أكّدوا للعالم أجمع على أنهم سوريون بإنتمائهم وقيمهم، فهم
مشاريع شهادة حين يستدعيهم الوطن في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه، تعالوا
معي كي ننطلق ونُكسر القيود ونحطم القيود ونزيل الجدار الإسمنتي الذي بناه الأعداء
وتجار الحروب ، وتفويت الفرصة على أصحاب الأجندات باستغلال الأزمات واستثمارها
لتحقيق مآربها، وعدم الوقوع في فخ الفوضى الهدامة، وتحقيق مصالح الوطن والمجتمع
العليا، والتوحد حول المشروع الكفيل بمجابهة الهجمة على بلدنا وشعبنا وأمتنا وبناء
المستقبل الزاهر
وبإختصار شديد أتمنى أن يكون العام الجديد
عام الفتوحات والإنجازات للمشروعات التي تم تدشينها في 2014م
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
هل فعلا نستطيع بناء سوريا بوجود عائلات الاسد و مخلوف و شاليش و و ؟؟ هل من الممكن ان احاول ان استثمر في بلدي و ياتي احد ضباط المخابرات ليخبرني ان المعلم يريد ان يشاركني ب51% بدون ان يدفع شيئ؟ هل ممكن ان احاول ان اعلم ابني الاخلاق و النظام ثم ياتي شوفير المعلم ليكسر كل القوانين و الاعراف و الاخلاق؟ هل ممكن ان يسير بلد نحو التطور في هذا الزمن بنظام و زعامة و منهج واحد لعشرات السنين؟ حتى لاندخل في نقاش الارقام و النسب اريد ان اقول ان نسبة كبيرة من السوريين لا تستطيع العمل والبناء طالما النظام م