syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
وطني الحبيب أمي (2) ... بقلم : محمد يوسف

أمي الغالية : اشتقتك كما لم أرك منذ أربعين عاما .. اشتقتك كما لم أسمع صوتك منذ أربعين عاما..


اشتقتك كما الطفل الصغير الذي يحن لأنفاس أمه حتى في نومه...
أماه ...أماه....


أحلف لك بخالق هذا الكون لم أهذي في كل حياتي بحب شخص كما أهذي اليوم بحبك....
ماذا فعلنا من شرور حتى ننال من الله كل هذا الألم ؟؟؟!!!


بالله عليك قولي لي شخصيا هل كنت عاقا إلى هذا الحد؟؟؟أم أن القدر في كل أحواله سيغدر بالحب
والطيبة والسلام ؟


أمي الحبيبة : لا تقولي لي بأن الحب نعمة...والنسيان نعمة....والسلام نعمة فلا أجد منها اليوم في مكان ..
لماذا ؟ نفسي لا أعرف؟؟


أمي الحبيبة : يا وطني الغالي ...ما عاد لي وطن إلاك أنت فأمم الأرض جمعاء تكالبت على سوريتنا..
فما عادت هويتنا تروقهم..ولا عاد تاريخنا يروقهم..ولا عادت أمجادنا تروقهم..ولا عادت ضحكات أطفالنا تروقهم..


ولا عادت مهد الديانات (دمشق) تروقهم فقد اغتصبوها جميعا دون استثناء لذلك قررت منذ زمن بأن العالم أجمع
لا يستحق منا سوى الكراهية...سأكره العالم أجمع و سأبقى أحبك أماه..وسأبقى أحب وطني الحبيب أو ما تبقى منه
سأبقى أحبه حتى لو كان أشلاء أشلاء...وسأبقى أحب دمشق...


وسنغير التاريخ بأيدينا و سنصنع أمجادنا بأيدينا وسيعرف العالم أجمع بأن دمشق بإذن الله تعالى ستعود إلى الحياة
وسيعلم الغادرون بأن دمشق يستحيل بأن تموت....
وسيعلم الحاقدون بأن الحب خلق فقط لدمشق.. ولك أماه...


أمي الحنونة : علمتنا دوما بأن نحب و نحسن ونفعل الخير للعالم هل كنت على صواب يا أمي ؟أعذريني ولكن
لا أظن ذلك فقد كنت على خطئ كبير حين علمتنا معنى الحب ولم تعلمينا معنى الغدر والخيانة والكراهية..
لذلك ضعنا من أول لحظة غدر....


أعذريني يا أمي فحقا لم يعد في قلبي للحب مكان..
أعذريني يا أمي فحقا لم أعد ذلك الولد الصغير الذي يبكي على قطعة حلوى ويضحك من قلبه عند حصوله عليها...


فحلاوة الأيام القادمة إن قدمت لن تزيل عني حزني وألمي....
أربع سنوات أضيفيها إلى العديد من السنوات لم أراك فيها كما أردت رؤيتك ،لم أشبع من طبطبتك الحنونة على رأسي


لم أشبع من دعواتك لي بالتوفيق والنجاح،لم أشبع من تقبيل يديكي
فالموت عندي اليوم أرحم من بعدي عنك آلاف الأميال
حتى لو كانتا ابنتاي معي ولكنهما وزوجتي الحبيبة لن يملئن مكانك أبدا...
عندما تقول لي ابنتي الكبرى لماذا نحن هنا في الغربة هل نحن بلا أهل؟؟؟؟؟


يعتصر قلبي من الحزن والألم فما عساي أن أرد وقد بتنا فعلا بلا أحد ..بلا أهل...بلا وطن...
فلو مت يوما في أزقة أو شوارع موسكو فلا تحزني أماه...


ولتعلمي بأني قد مت و أنا أحبك ،ولتعلمي بأني مت وأنا لم أؤذي يوما أحد ،ولتعلمي بأني مت وأنا أحلم بالسلام،
ولتعلمي بأني مت وأنا أصلي لك ولوطني....ولتعلمي بأن اشتياقي لك ولدمشق هو من قتلني...


أمي الغالية : أوصيكي بألا تبكي بل أفرحي لأن ذلك الولد الصغير الذي كبر يوما بعد يوم وسنة بعد سنة كبر وكبرت
جراحاته وكنتي وسوريا الجرح الأكبر ومع ذلك لم ينساكي يوما ولم ينسى دمشق..


أحبك يا أمي ...أحبك يا وطني.

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-01-21
التعليقات