syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
هي لم تسلني من انتظرت ... بقلم : علي الأعرج

هي لم تسلني من انتظرت
ولما علقت جُرحكَ على حبلِ الغسيل
كان يُغريها نشيدي


وصوتيَّ المجروح قرب ميناءِ هاويتي
يُغريها دَمي المُسال قُرب غمَاَزتيِها
يُغريها تعرُجات شرياني من خطى أقدامها الصغيرة
وتبكيني أول الظلّ
عند الموعد الغرامي المؤجل
ساعة الاعتذارِ عن نسيانٍ مقصود


وتَبكيني
وتُسلم للبحرِ روحيَّ الشريدةَ
وتبكيني
وتعزفُ عن سماعي كلما طرقتُ باب هاويتي إليها
وحصرتُ الأبجديةَ في مساحةِ اِسمها الذهبي


من انتظرت؟
انتظرتُ هبائي والأزلُ فيك
عند اشارات المرور المحاذية للمشفى المهجور
عند بوابةِ حيّنا المكسور
لم أتعب من المسير
لا طير يطيرُ هناك ويعلو فوقَ الركام
ولا مصير


يدنو ليخبرني ماذا حل بنا
هل مرت القيامة
وأخلفت موعدها معنا؟
لم نمت بعد لننتبه
هل نفخُ في الصورِ وصُمّت آذانُنا عن النشور؟


كنت أبكي
وبحثتُ حوليّ عن يدها تربت على قلبي فلم أجد
غير الهباءِ وفداحة المحاولة
وبحثتُ عنها بكلِّ ما أوتيت من إحساسيَّ المُفعم بالخسارةِ
ومرارة التجربة في تيه القلب
لم أجد غير السراب في المعنى والوجود


كنت أبكي
وكانت حنجرتي تنزف دماً على حطام أشلائي قُرب مِئذنة الحي
كنت أبكي
وأحسست بشللٍ فادحٍ في وظائف قلبيَّ المهزوم
كنت أبكي على صخرة وحدي
وبقيت وحدي هناك في اللا وجود

هل انتظرت؟؟
انتظار الهباء في داكونة الوقت المهمل
أوقفتْ الزمان وقالت سرّ في ضياعك وحدك
وأحمل صورتي وحدك
وغنيني وحدك
وأنا سأكتفي في الحلم لأحبك ..!


أتأت إلي؟
ساعتها تشير للواحدة والنصف ظهرا
وقلبها مستلقي على عواطفي المتناثرة بين نتوءات جسدها المخملي
غافية حبيبتي في بياض الحلم
في نسياني الطويل


لم تغنيني
ولم تكتب اسمي على جدران غرفتها
لم تغنيني
ولم تنصت لصدى قلبي وهو يناديها
أول الطريق


عند محطة الانتظار الأخيرة
هي لم تسلني من انتظرت
ولمِا انتظرت
أشاحت وجهها عني
صوب نافذتها الصغيرة
وغابت في بياض حلمها الأبدي
دوني ..!

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2015-02-10
التعليقات