أول أمس مرت اربع سنوات عجاف على سوريا تعاقب فيها الحرٍّ والقرّ نتابع مسلسل الكر والفر والتوحش والتغرب. فهل تعلمنا شيئا بعد هذه السنوات الاربع ام اننا نقف حيث كنا قبل اربع سنين، والسؤال الثاني هو أين نقف كسوريين امام مرآة الذات؟
ليس من جواب "نعم" او "ل" لهكذا سؤال. ولكن هنالك
ألف حسرة والف "آه" و "آخ" و"أف" و"تف"
اليوم سوريا هي عن عبارة عن حبل اخبار متصل بايران وروسيا و داعش والنصرة وحزب الله
وكتائب ابو الفضل العباس وخلافة على منهج النبوة ويا لثارات الحسين ولن تسبى زينت
مرتين و بين مدقة الفرس المجوس ومطرقة العثمانين وضحك الاسرائيلين وفرط حساب بين
امريكا وروسيا... وكل اولئك ليسوا سوريين ولا يعرفون شيئا عن سوريا كوطن للسوريين.
اليوم سوريا بكل مثقفيها وكل ابنائها شيع واحزاب وفرط عقد ليس يعلم الا الله من
يجمعه.
تطالعنا مواقع الاخبار ومراكز مخابرات الظلّ من مراكز الابحاث والدراسات السياسية
والاستراتيجية بخرائط جديدة لتمناياتهم عن سوريا الدولة الفاشلة المقسمة المنقسمة
لطوائف وعرقيات واخرها الخريطة التي قدمها مركز الجغرافيا السياسية الان (بوليتكال
جيوغرافي ناو) وتمنياتهم تسير على درب التحقق فهاهم اكراد سوريا يعلنون الادارة
الذاتية وابو بكر البغدادي ينوي التوسع غربا في ريف حمص بعد سيطرته على حقول الغاز
في محيط جبل شاعر والنصرة تثبت مقاعدها في ادلب وحلب وريف اللاذقية وحماة وحزب الله
حول سوريا الى مزارات ومراقد للسيدة زينب ورقية وماريا ويقاتل من درعا الى الفوعة
بادلب
وقاسم سليماني يجئ ويذهب كما لو انه بين
محافظتي عراقستان وسوريستان الايرانيتين والاتراك يدخلون لينبشوا قبر من كان
ويخرجوا كما لو انهم يعبرون بين مرسين وانطاليا وطائرات التحالف تصفر في سماء الوطن
تقصف فقط دعما للاكراد وللاقليات مثلها مثل اسرائيل تقصف ضمن حق القصف بالرد في
الزمان والمكان اللذي يناسبها ولا نزال نحتفظ بحق الرد من نصف قرن والا الان وقادة
الكتائب الاسلامية كلهم من خارج الحدود ولا يأمن اولئك لولاء السوريين ذلك ان مشروع
اهل الوطن لا يتناغم بحال من الاحوال مع مشروع القادمين الاغراب.
ولكن اين السوريون من كل هذا؟ أين تبخروا؟
معظم السوريون منشغلون بلملمة اشلائهم اجسادهم وبقايا احلامهم بينما قسم منهم منشغل
بلملمة غنائم اخوته السوريين من من هج وهاجر.
الكثير من السوريين تعلم كيف ينسى...وبات يتقن دفن رأسه في الرمل ولا يريد ان يتذكر
من اين واين والى اين هو ذاهب...
عند كثير من السوريين بات البلد اخبارا تمر تحت انامل جواله ويمشى فوقها مع هزة راس
ليقول "لاحول ولا قوة الا بالله" مثلنا مثل القضية الفلسطينية
معظم السوريون تحولوا الى نازحين ولاجئين....معظمهم فقد الامل بالعودة لارضه بعد ان
ضاق الوطن...
الكثير من السوريون ايضا لم ولا يريدون ان يتعلموا اي درس من هذا. من هم في سلك
المخابرات ما زالوا يعتقلون ويعذبون ويهينون ويقتلون وكان اربع سنوات لم تغير فيهم
بل زادتهم توحشاً
الكثير من الاقلام لا تزال تنسكب دعما للظلم من كل طرف... وكل يرى انه الحق وان
الاخر باطل وشرك ويجب اقتلاعه فالنظام يصور المعارضة كل المعارضة بكل شخوصها
وتمثيلاتها على انهم عملاء وخونة وكانه ما تعلم شيئا ووصفته المفضلة "الانكار
والانكار والانكار" وبذلك هو يغازل الغرب والعالم ولا يبالي بجراح شعبه
والكثير من شخوص الطرف الاخر لا تزال ترى في الاخر ابو جهل وابو لهب وتحلل قتله
واستلابه.
كان عندي الكثير بالامل بان تتغير سوريا للافضل...ولكن هنالك ارادة دولية واقليمية
بتحويل هذا الشعب وهذا البلد الى ركام ارضاء لمصالحهم لا احد يأبه فينا والكل ينفخ
على نار جراحنا ويغذيها. هل ايران الفارسية تحب السوريون على اختلاف اعراقهم
ومذاهبهم؟ هل روسيا الاتحادية مهتمة بهذا البلد القصي؟ هل امريكا تعطي بالا لغير
اسرائيل ومصالحها؟ هل يحب البغدادي السوريين؟ لا كلهم لا يابه بشئ اسمه سوريا ولا
باهل هذه الارض. ما يهمهم هو مصالحهم الذاتية التي تمليها اما طموح بالسيطرة
والهيمنة ونشر ايديولوجيا او تحطيم البلد لاجل اسرائيل.
ايها السوريون... انا حزين من اعماق قلبي لاننا ما تعلمنا شيئا منذ اربع سنين والى
الان.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
للأسف ان كل الذي ذكرته صحيح. والغريب في الموضوع انه لايزال هناك من يعتقد انه يعمل لصالح سورية ولا يعلم ان كل الشعب يعلم انه دمر البلد وشرد الشعب وضيع الاستقلال ولا يخجل على نفسه من ذلك. والاغرب ان هناك طابور خامس يصفق له دون خجل ايضا