syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الورد والحب وأرمينيا وعيد الأم...بقلم : آرا سوفاليان

سبعة عشر يوماً أمضيتها في أرمينيا، أمضيتها بين الورد والحب، ولمست هناك السبب الذي جعل من أرمينيا قبلة للغزاة، آراراد وماسيس اجمل جبلين في العالم جرسان ينزلان من السماء مكسوان بالثلوج، يطيب لأرمن ارمينيا تسمية آراراد والجبلين المتلاصفين بإسمين متقاربين Medzen Masis yev pokr masis ماسيس الكبير وماسيس الصغير، وكلمة pokr تطلق على الصغار من الأطفال


 وعلى عادة الارمن فهناك خصوصية في اللغة توزع الحب بالتساوي، فإذا كان الحب للأم فيجب اشراك الخالة في هذا الحب، فالأرمن لا يقولون عن الخالة خالة ولا يصفونها بكلمة واحدة مفردة "خالة" أو "الخالة"....لا أبداً فهذا لا يكفي...يقولون عن الخالة Mor kouyr وكلمة Mor بالأرمنية هي الأم، و kouyr هي الأخت، Mor Kouyr أخت الأم...ما أجمله من ربط، وما أجمله من وصف، وما أجملها من تسمية، وهذا الترابط الساحر يعطي للأم قيمة أكبر ويعطي للخالة قيمة الأم، عندما نقول أن الخالة هي أخت الأم Mor Kouyr، والحب هذا يسري فنقول عن العمةHokkour وهي دمج واختصار لـ Hor Kouyr أو شقيقة الأب.

في كل ركن وزاوية ومصعد درج، منهل ماء عذب زلال، ومحل أو كشك لبيع الأزهار، والأزهار تحكي قصص الأرمن، وقصص الأرمن دماء.

كنت أعجب من ملابس رجال الدين الأرمن فلقد كانت سوداء ومبطّنة بخطّ وميل ناحية الأكمام أو ناحية الأزرار باللون البنفسجي، أما ما يعتمره رجال الدين في رؤوسهم فهو ما يشبه نهايات بيوت الأجراس وقمم الكنائس القبب من الشكل المستدير الهرمي الهندسي الرائع ذلم اللغز، الذي يزين كل كنائس الأرمن، وفي آني عاصمة أرمينيا قبل يريفان كانت هناك الف كنيسة وكنيسة تم تدمير معظمها بالديناميت وهي كلها اوابد عالمية لها عائدية مقدسة تختلف عن عائديتها الحالية المجرمة ولها سجلات في اليونيسكو وهي تراث انساني عالمي ولكن يقبع في يد الوحوش، مهلهل ومدمّر ومتروك لنوائب الدهر عسى ان تسويه الطبيعة بالارض، ولكن الطبيعة أحنّ وأرق قلباً على الأرمن وأوابدهم، من هؤلاء الجلاوزه أعداء البشر والحجر.

هذه الارض الجميلة وآراراد بقمتيه الجميلتين تشتاق لأهلها وأصحابها الفعليين، تشتاق لأن تزرع بمساكب ورد البنفسج، تشتاق لأن يتم رفع حجارتها وصلبانها لتطال السماء، تشتاق ان تقرع فيها أجراس الألف كنيسة في آني وحدها، تشتاق ان يعود اليها أصحابها الذين يكرهون الدم، ويحبون الحياة ويحبون الحب والموسيقى والرقص والجمال.

سنعود لأننا أصحاب الأرض الفعليين وأصحاب الارث الحلال، سنعود لأن العدل من اسماء الله ولأن الحب هو السيد المسيح ولأننا مسيحيون قبل كل العالم وقبل روما، "لا تقنطوا من رحمة الله" ولن يستمر الجلاوزة في حكم الارض، من هنا من مكاني البعيد يصلني عبق البنفسج تصلني الأهازيج الشعبة يصلني صوت الطبول وصوت الزورنا والرقص والفرح، وغناء الأطفال، وعودة اسراب الطيور المهاجرة، وضحكة كوميداس الضائعة والأم وفرح الأم ...آرمينيا هي الأم وعيد الأم هو عيد أرمينيا...لا لشيء إلاّ لكون أرمينيا هي الأم.

آرا سوفاليان

كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني

 


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2015-03-25
التعليقات
فالح
2016-03-20 22:51:00
بدو عنوان
االله يتم عليك وعلينا بالحب ويخلي أمك أرمينيا ويخلي أمهاتنا حبك نار يا بارون

سوريا
Human
2015-03-26 19:18:30
??Never again??
مقال رائع استاذ ارا, لاشك اننا كلنا حزينين على تاريخ مر عليه مئة عام,ولكن الا توافقني ان مايتعرض له بلدك وبلدنا سوريا اليوم والساعة افجع واكثر وحشية مما حصل لمعظم امم الارض.وان ماتصفهم الوحوش قد قدموا للشعب السوري مالم يقدمه الاخ لاخيه؟ نحسن لاشك ناسى على ماض تولى,ولكن الافضل ان نعاهد الله وانفسنا الايتم اعاده هذا الماضي اليوم امام اعيينا

سوريا
سام نعمان
2015-03-26 08:28:14
تحيا أرمينيا
مقالة رائعة نابعة من قلب ما زال مفجوعا" بألم يعتصره من غدر الإنسان لأخيه الإنسان تحت مسميات و أعذار واهية.

سوريا