syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
تحولات انثى...بقلم : رانيه بوزر

أعترف له بذلك الفضل الكبير ,بما حققته من انجازات غيرت مسيرة حياتي ...فهو من منحني ,ذلك التوهج والتألق النفسي ...أعترف أنه من سقى زمني ذلك الأمل ...ذلك الاحساس الدافئ,الذي دفعني لكتب الشعر والكلمات ...لأفهم الحياة ...

أعترف أنك منحتني قوة رهيبه ...لأتخلص من كل القيود ,التي كبلتني ...وتنتزع سطوة الخوف من أعماقي ...لأنعم بكثير من الجرأه ...وتصبح كلماتي واضحة ,كشفاه الشمس المفعمه بالقوة ...لاتخشى التحدي ...


لكنك اليوم تقف عن أعتاب مختلفة في مواجهتي ...وكأنك تريد شيئا ما ...شيئ قد يعيدني الى المربع الأول .حيث كنت منكسرة بلا هويه ...

ونسيت أني اليوم ,لست كما كنت ...تلك الانثى الخائفه ,,,تلك الانثى التي أسدلت على عينيها كل خرافات الواقع ...كل هزائمه وكل الرماد  الملوث بعفن التخلف ...

لازالت تلك الليله ,التي سكنت ذاكرتي كوشم لن يفارقني طيلة الحياة ...

 

كان يجلس في الركن المقابل لي ...وشيئ من التوتر يلف تفاصيل وجهه...كان يدخن بشكل غير اعتيادي , كان ينفث من فمه ...دوامة من الآفكار ,تتطاير مع دوائر الدخان ...

قال لي : لايساورك أي شك في حبي لك , فأنت رفيقة دربي ...

لكني سأكون صادقا معك , كما كنت دائما ...

اني أعيش حالة عشق ...تأخذني الى ذلك الحلم ,الذي كان ينبض في أعماقي ...ذلك الحلم الذي انتظرته طويلا ...

أعرف أن كلماتي قاسيه ...ومرهقة لعينيك ...لكنها الحقيقه ...

 

الحقيقة التي ترددت كثيرا في مصارحتك بها ...

كنت أتلقى كلماته وقلبي ينزف حزنا ...ونبضي صار كصهيل حصان ..أتعبه الجري في ساحات الوغى ...

دموعي تجمدت عند مشارف عيني ...ولأني قررت عدم البكاء ...كي لاأمنحك فرصة لتشهد فيها انكساري ...

كانت كلماته كمقصلة تقطع أحلامي ....وتنهش الأمان ...وتحرق ذلك الزمن الرائع الذي غلف حياتنا ...

 

لم أقوى على الكلام ...تحولت الى انثى صماء ...تسلل البرد الى جسدي ...تابع كلامه وهو ينظر في عينيي ...أنت كل شيئ في حياتي ...واقعي الذي أعيش فيه ..تاريخي الذي كتبناه معا ...لكن العشق اقتحمني ...وأخذني بعيدا نحو حلم نبت في خضاب دمي ...

لكني لن أتخلى عنك ...لأنك تاريخي ...حاضري ومستقبلي ...

 

حالة من الذهول غلفت ذاكرتي ...كيف يمكن أن أكون أنا الواقع 

وهي الحلم ؟

كيف يمكن أن يعشق اثنين معا ؟

ويجمع عشقيهما في قلب واحد ؟

كيف استطاع أن يتلفظ بكل الكلمات التي خدمت أفكاره ...

 

يجرح هنا ويداوي هناك ...لكن الذي لم يدركه , أنها كانت صدمة هزت كياني , زلزالا بعثر كل قيم المنطق التي جسدناها في حياتنا ...

كانت صفعة دون سابق انذار ...كيف يريديني أن أستسلم لرغباته وعشقه وهواجسه ...فأسمح له أن يعيش معها ,بحلم جميل ...ويسافر معها في ملكوت الحب والترف ...بعيدا عن الواقع ...تكلم كل مايريد ..دون أن يتوقع مني أية ردة فعل ...كأني جزء من أملاكه ...لاأملك حرية القرار...تلك الصدمه المرعبه منحتني قوة رغم كل الاوجاع ...حولتني لأنثى ترى الموت والحياة , بعينيني مختلفتين ...انثى تستنشق رائحة الحريه ...وتعرف معنى الكرامه ...انثى تعشق ذاتها وتعرف كيف تقود سفينتها وسط الأعاصير ..

انثى تعرف ماذا ستقول ...وتفعل ....

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews


 
2015-05-14
التعليقات