الْبِنْت كانِت عَم تْشوف بَرْنامَج تِلِفِزْيُوني عَن الْإحْتِفالات الشَّعْبِيّة وعَن بَعْض الْعادات والتَّقاليد لَشُعوب آسْيَوِيّة. أَبووّا (أَبوها) كان عَم يِتابِع الْبَرْنامَج مَعا (مَعها). وبَلَّش بِينُون الْحِوار التّالي:
الْبِنْت : شو يَعْني الْعادات والتَّقاليد يا بابا؟
وكيف صاروا بِهادا الشَّكْل؟
الْأَب : الْعادات والتَّقاليد هِنِّي مَجْموعةْ تَعاليم نْتَقَلوا مِن جيل لَجيل.
هِنِّي بْيِشْمَلوا كلّ الْمَعارف الْبَسيطة اللّي بْيِتْناقَلوّا النّاس متْل
الْمُعْتَقَدات والْخُرافات والْقَصّص والِحْكايات والْأَمْثال الشَّعْبِيّة
والتَّعابير السّائِرة والشِّعْر الْعامّي والْأَلْعاب والتَّسْلِيات والْأْعْياد
والْإحْتِفالات الشَّعْبِيّة.
الْبِنْت : الْعادات والتَّقاليد كِلِمْتِين بْيِحْمِلوا نَفْس الْمَعْنَى، يَعني
إلُون مَعْنَى واحِد يابابا؟
الْأَب : لَأْ يا بِنْتي. الْعادات والتَّقاليد هِنِّي ثَقافة شَعْبِيّة غِير
مَكْتوبة (بِالْكُتُب)، يَعْني شَفَهِيّة. بَسّ (لكِن) الْعادات بْيِخْتِلْفوا عن
التَّقاليد بِفَارق بَسيط إِنُّو الْعادات مَثَلاً شَخْصِيّة أَكْتَر. مِتْل عادات
النّاس بِالْمَأْكَل والْمَشْرَب والْمَلْبَس وفَرْش الْبِيت. والْعادات
بْيِتْغَيَّروا وبْيِتْطَوَّروا مَع الزَّمَن وإتِّصال وإخْتِلاط الشُّعوب. أَمّا
التَّقاليد فهِنِّي بْيِحْمِلوا طابِع عامّ لَشَعْب بِأَكْمَلْو مِتْل تَقاليد
الْأَعْياد وطُقوس الزَّواج وشَعائِر الْحِداد، كَمان صَعْب كْتير تَغْيير
التَّقاليد بِسِرْعة.
الْبِنْت : هَلَّق فْهِمْت يا بابا. لَهِيك تْغَيَّروا عاداتْنا بِالطَّبْخ مَثَلاً،
أَمّا طُقوس الزَّواج فَبِقوا مِتِلْما كانوا بِدون أَي تَغْيير.
الْأَب : بْرابُو عَلِيكي يا بِنْتي.
الْبِنْت : وكيف مُمْكِن تَغْيير هَدُول التَّقاليد لَلْأَفْضَل يا بابا؟
الْأَب: هادا بْيِتْطَلَّب تَغْيير كامِل لَكلّ ما وُرِثْناه عَن الْأَجْداد، ولَكلّ
ما وِصِل إلْنا مِنُّون مِن الْماضي السَّحيق، خُصوصاً وإِنُّو التَّقاليد
بْيِظْلِموا الْمَرْأة كْتير وما بْيِتِحْتِرْموا حُقوقا (حُقوقها).
الْبِنْت : هادا بْيِعْني إِنُّو التَّقاليد – هُوِّي الشّي اللّي بْيِفْرِضوه
الْأَمْوات عَلَى الْأَحْياء؟
الْأَب : إِنْتي رائِعة يا بِنْتي! إِنْتي ذَكِّيّة وبِتْفِكّْري بِحِكْمة! أَنا
بِعْتَزّ وبِفْتِخِر فيكي! هادا قول رائِع ورَح كْتُبُو بِمُفَكِّرْتي! "التَّقاليد
– هُوِّي الشّي اللّي بْيِفْرِضوه الْأَمْوات عَلَى الْأَحْياء". مِن أَقْوال
بِنْتي.
الْبِنْت : شُكْراً إلَك يا بابا! هادي شَهادة مِنّك بِعْتَزّ فِيّا. أنا ما
بِقْدِر حْكي مَع حَدا مِتِلْما بِحْكي مَعَك ومَع ماما. إِنْتوا رِفقاتي
الْحَقيقّيين. إِنْتوا أَقْرَب النّاس لَقَلْبي وعَقْلي.
الْأَب : ماما هَلَّق بِالشِّغْل، وأَنا بْحِبّ قول لِك إِنُّو ماما إنْسانة رائِعة.
ما عْرِفْت شَخْص مِتْلا. وما بَعْرِف كيف كانِت حَياتي بِدونا. هِيِّي عَلَّمِتْني
كيف بيكون الْحُبّ الْحَقيقي، وكيف بيكون الْإنْسان إنْسان. هِيِّي عَلَّمِتْني كيف
كون رْفيق، وزَوْج. التَّقاليد بْتِظْلِم الْمَرْأة، والْمُجْتَمع بْيِظْلِم
الْمَرْأة، والرَّجّال بْيِظْلِم الْمَرْأة، والْمَرْأة نَفْسا ظالْمة بِحَقّ
نَفْسا.
حَاوَلْنا ماما وأَنا إِنُّو تْكون تَربيتِك مُخْتَلِفة تَماماً عَن الشّي السّائِد والْمُتَعارَف عَلِيُّو بِالْمُجْتَمَع بِشَكْل بْعيد عَن الْأَعْراف والتَّقاليد، والْعادات. وطَبْعاً كان في إخْفاقات وكان في نَجاحات. ما سَمَحْنا لَأَي واحِد حَتَّى لَلرِّفْقات والْأَهْل والْمُقَرَّبين بِالتَّدَخُّل بِحَياتْنا أَو بِحَياتِك. ما رَضَخْنا لَلْمُجْتَمَع الْخارِجي. الْمُجْتَمَع قَوي لِأَنُّو الْإنْسان بْيِسْمَع لُو وبْيِعْتِرِف فِيّو قُوّة قَائِدة بِأَفْعالُو وعاداتُو وتَرْبيتُو.
الْمُجْتَمَع مِتْل النَّهْر والْمَنْبَع
والرَّوافِد. كلّ شي بيتْوَقَّف عَلَى الْمَنْبَع والرَّوافِد. بِدونُون النَّهْر
ما إِلو لا قُوّة ولا قيمة. ومُهِمّ كْتير يا بنتي إِنُّو تْكَوّني صَداقات رائِعة
لِأَنُّو الصَّديق – شي هامّ كْتير بِالْحَياةْ بِالنِّسْبة لَأَي إنْسان. الصَّديق
إِمّا بيخَرِّب وبيدَمِّر، وإِمّا بْيِبْني وبْيِبْدِع.
الْبِنْت : صَحّ يا بابا. بْيِسْعِدْني إِنُّو عَلاقِتْنا بِالْبيت والْعِيلِة
نادرة كْتير. وبْقول لَك الْحَقيقة، ماما قالِت لي نَفْس الشّي عَنَّك، وإِنَّك كلّ
شي بِالنِّسْبة إلا! ما بْتَعْرِف يا بابا قَدِّيش بْريد إِنُّو يكون عَنْدي
بِالْمُسْتَقْبَل مِتْل عِيلِتْنا. وما مُمْكِن قْبَل شي أَقَلّ مِن هِيك.
الْأَب : عَلَى فِكْرة ماما رَح تِرْجَع بَعد ساعة مِن الشِّغْل، ولازم نْحَضِّر لا
شي تاكْلُو عَنْدْما تِجي. يَلّا نْروح لَلْمَطَبَخ. هونيك مْنِحْكي ومِنْجَهِّز
الْأَكْل. أَنا بِقْتِرِح نِطْبُخ شُورْبة ورِزّ مَع السَّمَك الْمَشْوي بِالْفِرْن،
وكَمان بَطاطا مَقْلِيّة وسَلَطة، شو رَأْيِك؟
الْبِنْت : رائِع يا بابا. طَبَق الْيُوم مُمْتاز.
الْأَب : أَنا بْحَضِّر الشُّوربة وإِنْتي بِتْحَضّْري الرِّزّ. والسَّمَك أًنا
باخْدو عَلَى نَفْسي وإِنْتي بْتاخْدي الْبَطاطا. أَمّا السَّلَطة فَمِنْحَضِّرا
سَوا، مْوافْقة؟
الْبِنْت : مِيّة بِالْمِيّة مْوافْقة، يا أَحْلَى بابا بِالدُّنْيا! يَلّا
عَالْمَطْبَخ.
الْأَب : يَلّا يا مَلاكي الرّائِع!
2006
https://www.facebook.com/you.write.syrianews