جَميلة ما كانِت بِنْت حِلْوة.
هِيِّي كانِت نَحيفة وسَمْرا، ووِشّا مُسْتَطيل، وتِمّا كْبير، وشَعْرا مْجَعَّد
ومْكَنْفَش. نِسْوان الضِّيعة بيفَضّْلوا الْبِنْت الْبِيضا الْمَلْيانة. وكَمان
النِّسْوان بيحِبّوا الْبِنْت اللّي تِمّا صْغير وشَعْرا طَويل وناعِم مِثْل
الْحَرير.
جميلة ما كانِت مِتْعَلّْمة (مُتَعَلِّمة)، أَبووّا (أَبوها) طَلَّعا من الْمَدْرسة
بَعْد الصَّفّ التّالِت الْإبْتِدائي رَغْم نَجاحا (نَجاحها) بِالْمَدْرَسة
لِأَنُّو أَبووّا بْيِعْتِقِد إِنُّو ما في فائِدة لَلْبَنات من التَّعْليم،
لِأَنُّو نِهايةْ كلّ بِنْت هِيِّي الزَّواج وفَتْح بِيت وتَرْبِيةْ الْأَطْفال.
جَميلة ما كانِت غَنِيّة. أَبووّا كان فَلاّح بَسيط
وفَقير. وكان عَنْدُو عِيلة (عائِلة) كْبيرة، وكان يِشْتِغِل هُوِّي وزَوْجْتُو
لِيل نْهار حَتَّى يِأَمّْنوا وُلادُون (أولاده) وبَناتُون من الْأَكْل واللِّبْس.
وحَتَّى لو كان الْأَب غَني، فَكلّ مالُو وثَروتُو (ثَرْوَته) أَكيد رَح يكونُوا من
نَصيب وُلادُو السَّبْعة حَسَب الْقانون – "قانون الْوِرْثة".
جَميلة ما تْزَوَّجِت وما فَتَحِت بِيت حَسَب رَأي الْأَب والْإِمّ، والسَّبَب
بِهادا الشّي مُو لِأَنّا مُو حِلْوة أَو مُو مِتْعَلّْمة أَو إِنّا من عِيلة
فَقيرة. السَّبَب بِرَأْيُون إِنُّو هادا إرادةْ الله، هادا "قِسْمة ونَصيب".
أَرْبَع رْجال طَلَبوا إيدا (يَدها) مِن أَهْلا (أَهْله)، بَسّ ما نْكَتَب لا (لَها)
نَصيب تِتْزَوَّج واحِد مِنُّون.
أَوَّل واحِد كان لاجِئ. وما حَدا بْيَعْرِف أَصْلُو وأَصْل عِيلْتُو. والتّاني،
كان إِبْن عَمّا، وإِمّ جَميلة بْتِكْره إِمُّو مِتْلما "بْتِكْرَه الْعَمَى".
والتّالِث، كان إِبْن خالا اللّي بْيشْتِغِل بِالِكْوِيت. وأَبو جَميلة ما بيوافِق
يِزَوِّج بِنْتُو لَرِجّال بْيِشْتِغِل بِالِكْوِيت، لِأَنّا الِكْوِيت بْعيدة
وفِيّا شُوب كْتير بِالصِّيف. أَما رابِع واحِد، فَكان رِجّال أَرْمَل وعِمْرُو
أَكْتَر من خَمسين سَنة وعَنْدُو تْمان وُلاد (أَوْلاد). أَبو جَميلة وافَق بَسّ
الْإِمّ ما وافَقِت مْنُوب ورَفَضِت هادا الزَّواج. وبِالنَّتيجة جَميلة ما
تْزَوَّجِت.
راحِت سْنين وإجِت سْنين وصار عِمْر جَميلة أَكْتَر من خَمْسة وخَمْسين. وبَعَدا
جَميلة بِبِيت إِمّا وأَبووّا الّلي ما عَنْدون شَكّ إِنُّو عَدَم زَواج جَميلة كان
إرادة إلهِيّة.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews