syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
السوريون رواد سلام وحوار وحضارة لا وحشية وفتن وفجور وانتحار ... بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي

 (عندما يندلع حريق يسارع الناس إلى إطفائه . فإن لم يفلحوا حملته الريح إلى كل مكان ليأكل الأخضر واليابس، وحلت لعنة الندم على كل من تخلى عن المسؤولية وضمير الواجب . ماذا سيسجل التاريخ عن الذين يشعلون الحرائق في وطنهم ويعمدون إلى إذكائها بدل إطفائها وهم قادرون على ذلك ؟؟؟) ..


غم قسوة الأحداث المأساوية والنزيف المستمر في حياة كل مواطن في سورية لازال البعض يصر على المزيد من شلالات الدم وعلى التهويل وإرهاب كل من وجد نفسه في لحظة غادرة من التاريخ قد تم تصنيفه وفق جداول وتسميات ومقاييس تختصر الخير والشر والحرية والغرور تحت مسميات الانتماء لهذا الطيف أو ذاك ويطلعون علينا بتصريحاتهم الاستفزازية التي تجعلنا نبحث عن حروف الابجدية التي تعلموها ولم يمارسوا منها حرفاً يتصل بمصلحة هذا الوطن الغالي بكل مكوناته ونسيجه الاجتماعي والإنساني والحضاري عبر التاريخ ، وهم يوزعون آرائهم على وسائل الاعلام التي تخلت عن الجزء الأكبر من مهنيتها ورسالتها الإيجابية المفترضة .

 

 

هذا من طيف معين ليس أمامه في لحظة الخوف ومواجهة القتل إلا معابر لبنان ، ولطيف آخر معابر مختلفة ، ولا بأس من دفن كل حقائق التاريخ وإنسانية ووحدة هذا الوطن تحت أقدام هؤلاء ، وهو لا يساوي دولاراً من ثروتهم التي جمعوها ولا نريد السؤال عن طهارتها ومصادرها ودور الاستخبارات الدولية التي تحميها لقاء منافع متبادلة ستظهر حقيقتها في زحمة المواقف ، وقد أفصحوا عن بعضها لمن يعنيهم الأمر ، وسيأتي تنفيذ الالتزامات السرية لاحقاً حين تلمع في عيون هؤلاء الحالمين بسطوة القوة والمال والولاء للأجنبي منصب رئاسة الجمهورية وكأنه بازار لكل الفجرة والمتآمرين على هذا الوطن .

 

 

ولا بأس أن تكون المصلحة مسوغاً لتشريع القتل والإرهاب واستمرار التدمير لمقدرات البلد وشعبه ولا بأس أن يموت مليوناً من هذا الطيف أو ذاك في سبيل أن يحيا ابن هذا السياسي أو هذا العاهر أو هذا الوضيع والخائن ممن يرتدون ملابس المعارضة وهي حق دستوري تم تشويهه ليصبح عند البعض فرصة لنفث الأحقاد والانتقام من كل من لم يحترم مصالحه ووجوده .

 

 

 ألسنا في عصر الوحشية إذا كل شيء مباح حتى تدمير آخر موقع ومنشأة تشكل جزءاً من مؤسسات الدولة التي بناها الآباء والأجداد وهي ملك لكل مواطن ، وإذا كان المجرم بول بريمر قد حل الجيش العراقي وفتح البلد على مخاطر التفتيت والصراعات المستمرة بين أطيافه بدعم من كل الطامعين بثرواته وتاريخه ومقدراته فلماذا لا تكون مسوغات الأحداث المستمرة بكل ألونها السلبية على مستقبل سورية دافعاً لهؤلاء الخونة للدعوة العلنية لما عجز عنه العدو الصهيوني عبر كل عدوان وحرب خاضها ضد بلدنا كي تكون سورية بنظر هؤلاء المغرورين جزءاً من واقع يراد أن يُحكم من مافيا دولية لا ترى شعباً عزيزاً كريماً إلا بالخنوع يحكمه طيف واحد بسبب المعروض من المفترض الموجوع وهو إدعاء يتم التركيز عليه لضرب آخر نسيج للعيش المشترك في سجل الحضارات المنسجمة لا المتصادمة .

 

 

 لقد صارت وجهة النظر في عصرنا تبريراً للخيانة وتفتيت الوطن ملاذاً لحرية الفتنة والفوضوية ، ولا بأس أن تكون الديمقراطية المستنسخة الملوثة وسيلة للهيمنة والإذلال هذا ما يريده البعض الذين يدمرون وطنهم في سبيل أن يعيشوا ويتمتعوا برضا أسيادهم الذين أسقطوهم في وحل النذالة والإجرام طمعاً في هوية ودور يمنحها لهم أعداء الوطن والتاريخ والإنسانية ، وهناك رجالاً عمالقة حافظوا على المبادئ والقيم الوطنية ، والشرف والكرامة ويعملون كل يوم على حماية هذا الوطن ونسيجه الاجتماعي الأخوي الصادق ويقدمون أرواحهم كي تبقى سورية بإرثها الحضاري الانساني المبدع أكبر من الجغرافيا والتاريخ . رائدة في كل مجال رغم الألم والدمار والحصار .

 

 

 لقد عشنا على هذه الأرض آلاف السنين ولم تفرقنا الظروف العصيبة والتحديات العظيمة عبر الأزمان وسنبقى نعيش على هذه الأرض لا نفرق بين مواطن وآخر إلا بمقدار إخلاصه ومحبته وأخلاقه واحترامه للقيم الاجتماعية التي نستظل بها تحت سقف القانون والدستور وكل شي في حياتنا مباح للتطوير والإصلاح لكننا سنبقى رغم كل الأحداث ووحشيتها شعباً مسالماً حضارياً ، وسيرحل عن واقعنا كل الغرباء والموتورين والطارئين على قيمنا وثقافتنا الوطنية الانسانية ومن جيل إلى جيل ستبقى راية الوفاء لانجازات وتضحيات الأوليين منارة لنا في الاستمرار بحمل الرسالة .

 

 

والسؤال اليوم متى ينهض شعبنا العزيز بكل أطيافه ويعلن ثورته الحضارية . ثورة تصويب الانتماء لهذا الوطن بحروف الهوية الوطنية الأصيلة ثقة بالمستقبل والتزاماً بتوازن الحقوق والواجبات والحرص على أمن وسلامة الوطن والدفاع عنه في وجه كل العابثين بمكوناته الانسانية ، ومحبة وسلاماً وصداقة مع العالم أجمع ، ورفضاً لكل الحروب والصراعات والمظالم ، والشلل الذي يجسد منظومة العلاقات الدولية التي تهدد اضطراباتها باندلاع حروب جديدة ، وسيكون الحل السياسي العادل والحكيم للأزمة الراهنة بعيداً عن التعصب والأيديولوجيات المختلفة مقدمة لمشاركة سورية في تحقيق الأمن والسلام الدوليين وفي تعليم العالم من شرقه إلى غربه أن الحرية مسؤولية إنسانية لا تحققها الحرائق والوحشية وإنما توازن الفكر والثقافة الانسانية والروحية التي تجمع أحلام وآلام الناس في كل مكان على قواعد العدل والإنصاف وحق تقرير المصير ورفض الهيمنة والظلم والعنف والإرهاب حفاظاً على ما تبقى من قيم إنسانية في بقية أنحاء العالم .
 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2015-05-30
التعليقات