syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
داعش وأمريكا... متى تنتهي اللعبة؟ .... بقلم : الدكتور خيام الزعبي

 ما تزال أمريكا تعمل على سياسة فرق تسد، لكي تحقق أهدافها ومصالحها وتستمد أمنها وإستقرارها على حساب دماء الشعوب العربية، وهي مستمرة حتى الآن إذ تقوم على أسس تدميرية ودموية، فأمريكا لم تقدم أي شيء إيجابي في المنطقة لا ديمقراطية حقيقية ولا حقوق إنسان كثقافة راسخة ومتداولة في المجتمع، بل دمرت كل بلد دخلته إجتماعياً وإستراتيجياً وإقتصادياً وسرقت ثرواته


 فبعد كل هذا الخراب والقتل والدمار ترغب إدارة الرئيس أوباما مراجعة سياستها في المنطقة، وماذا يمكن أن تفعل أكثر مما فعلت طوال الفترة السابقة من أكاذيب وتضليل وحملة دولية كاذبة هدفها الحقيقي المماطلة وكسب الوقت لإنجاز مكاسب أكثر تصب في مصلحة حليفتها إسرائيل من قتل وتدمير ومحو للهوية الثقافية العربية، فهم لا يكتفون بتصدير المزيد من الأكاذيب الى الرأي العام العالمي من إنتصارات وهمية على حربهم الجوية ضد داعش، الذي يواصل التمدد والتوسع مثل الحمم البركانية، بل يسعون أيضاً الى تشظية المنطقة وتقسيمها وإغراقها في حروب أهلية.



اليوم تستخدم أمريكا السلاح القديم الحديث "التطرف الإسلامي" لجعل شعوب المنطقة وقوداً لهذه اللعبة الدموية، بالتالي فإن إنتشار داعش في سورية جاء كنتاج للتحالف الأمريكي - الأوروبي- العربي، وهو مصير معظم الدول والمجتمعات العربية إذ لم تنتبه الى خطره، فسورية تشكل حالياً أكبر معسكر عالمي لتدريب المتطرفين وجذبهم، فتأثيرات الوضع السوري يؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني في كل من العراق ومصر ولبنان والأردن وغيرها من الدول المجاورة، فهل يعقل دولة مثل أمريكا بكل قوتها وإمكانياتها الحربية والمعلوماتية والإستخباراتية بعملائها المنتشرين في كل أصقاع العالم أن تملك معلومات مبهمة أو متأخرة لضرب التنظيم، فالطائرات الأمريكية تنظر إليهم ولا تقصفهم

 

 

 لذلك يكفي إستخفافاً بعقولنا لأن الصورة قد إتضحت بمعالمها وعرفنا أن أمريكا لا تريد أن تنهي معاناة شعبنا من هذا الوحش، من هذا المنطلق فأن السياسات الأميركية الغربية وإزدواجيتها تجاه المنطقة أدت إلى إنتشار الإرهاب بشكل سرطاني يهدد الأمن والاستقرار الدولي برمته، لفرض هيمنتها وبسط نفوذها وتسويق ما تنتجه من أسلحة ومعدات عسكرية بين دول المنطقة.



فالمتابع لما تتعرض له سورية من هجمة إرهابية شرسة من قبل "داعش" بطريقة متقنة من جميع الجوانب، وما يرافقها من دعم الإعلام العربي والدولي، لا بد وأن يصل إلى قناعة أن هذه الحملة المنسقة لا يمكن أن تكون من صنع هذا التنظيم وحده، بل وراءه حكومات إقليمية ودولية غربية، لتوظيفها كقوة ضاربة ضد أية حكومة في العالم تخرج على سياستها، إذ تمدها بالمال والسلاح والتدريبات العسكرية لتحقيق أهدافها الإستعمارية في الدول التي تريد إضعافها وزعزعة استقرارها وتقسيمها كما هو معروف بالفوضى الخلاقة وخريطة الشرق الأوسط الجديد

 

 

 لذلك لا تزال سورية مطمعاً للقوى الإستعمارية يدبرون لها المؤامرات للعودة بها إلى عصورالتخلف والجهل، بالتالي ما أريد أن أقوله هنا إن أمريكا ما لم تحصل على مرادها في المنطقة لن تنتهي الحرب ضد داعش، وستخسر الشعوب العربية مئات الآلاف من الضحايا والدمار، فداعش ليست شعباً أو دولة لكي تهزم، بل خلايا سرطانية تتكاثر بشكل سريع في المنطقة العربية، وبالتالي فإن علاج داعش هو إتفاق أمريكي والدول الكبرى وتقاسم مناطق النفوذ ومنابع الثروة بينهما.



في سياق متصل إن العمليات الإرهابية والتفجيرات المستمرة تؤكد حقيقة واحدة تتمثل بأن القوى الإرهابية غايتها واحدة وهي إستباحة الدم السوري، لهذا فإن المبادرة الحقيقية تتمثل بوقوف جميع القوى السورية يد واحدة لضرب الإرهاب والقضاء عليه خاصة أن الأيام الأخيرة أثبت التلاحم الشعبي الكبير بين الشعب وقواه الوطنية التي أثبتت ولاءها لوحدة سورية وأمنها وإستقرارها، لتطهير أرض سورية من القوى المتطرفة الذين قدموا من خلف الحدود حاملين معهم شعار الموت والدمار لتتحول أرض الشام الى مقبرة لهم

 

 

 لذلك نحن على ثقة تامة أن الشعب السوري قادر على تجاوز وتخطي أزمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية، لأنه يدرك جيداً دوره في المنطقة لمواجهة كل المشاريع الإمبريالية الرامية الى تجزئة وتقسيم الوطن وتفتيت وحدة الإنسان العربي.
 

 


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-06-19
التعليقات