في الماضي كان اسمي معي .. كان جسدي معي .. كان عقلي معي .. كان معي معي .. لم أكن موجودا ً فحسب .. بل كنت مجنوناً متزناً هوائياً سطحياً ساذجاً عاقلاً سوياً وكنت أحب ..
في الماضي كان ألم الحاضر والمستقبل يعتصرني .. في الماضي كنت أبحث عن نقطة بيضاء مرسومة في سواد أيامي نقطة أعيش ضمن مناخاتها وتقلباتها .. نقطة أعيش إحساسها أعيش ازدواجية أفكارها .. أعيش جنونها ..
نقطة أبوح لها بنجواي .. وتشاركني ألمي تشاركني حزني تشاركني هواي ..
وللأسف بكى على حالي حالي .. ونقطتي البيضاء ظلت صعبة المنال وظل فمي يسأل عن سؤالي .. أين هي نقطتي البيضاء ..؟ لم تكن في الحاضر وما كانت في الأيام الخوالي ..
الآن سأعترف بهزيمتي النكراء أمام نقطتي البيضاء وسأقول عنها أنها كانت في جحيم حياتي الضياء .. وأقول رغم استحالة القول أني فشلت .. أني انهزمت .. أني قُتلت وما قُتلت
لا أعرف من أنا .. وماذا أنا .. وماذا أكون ..؟
أنا يا صديقتي تائه تائه تائه .. أحببت ولم أكن يوماً أحب .. متّ ولا أذكر أني عشت .. سافرت بعيداً وحلقت طويلاً مع أني لا أذكر أني فراشي تركت ..
أخذت أبحث عن حرية أقوى بها وأستعين .. عن حرية أجول بها الكون من السند إلى الصين .. عن حرية تأخذني بتقلباتها النفسية .. حيث الله موجود .. حيث الحب موجود .. حيث الوجود موجود .. وفي تمام الساعة الخرساء .. جبت الكون وعرفت الله وعشقت جميع النساء وعشت معك يا حبيبة عمري بمزاجيتي وهوائيتي وانكساراتي وانهزاماتي وفرحي وجنوني وأشواقي وشجوني ولما دقت الساعة الخرساء وجَدْتُني لا أرى الله ولا جبت الكون وليس هناك إناث ولا ثمة نساء ..
ووجَدْتُني أعد الخراف أعد الأسماء لأدغدغ موجة ألفا المكدسة بطين أيامي وبول أحلامي التي لم تكن تشبه الأحلام ولكني رغم خرافي ورغم جميع الأسماء بقيت مستيقظاً .. وموجة ألفا كدست الناس نيام وتركتني وحيداً أصارع نقطة بيضاء بتاريخ حياتي السوداء لأكون يا صديقتي رقم عابر بتاريخ الأرقام وثمرة حب تعفّنت من شدة الهيام إذاً هي نقطة صهلت عن طريق الخطأ وكنت أنا المجنون الذي يبحث عن اللجام أين أنت يا شآم ..؟
أين مني حجر لمسه معاوية .. وحجر قبّله هشام ..أين أنا منك يا بصمة الدهر على كتاب الأرجوان ..
لا تحزني يا حبيبية عمري .. فبُعدي لم يكن إلا لشوقي .. ألست التي علمتني سر الهوى والعشق والغرام ؟
أنت يا حبيبية عمري في حياتي الأيام .. مذ رحلتُ انطفأت .. وذبت كالشمع في مساحات لونية لا ترى إلا في الظلام ..
يا مدينتي يا مدينة الأفاضل يا مدينة الأيام .. خذيني بعينيك .. أريد أن أنام فبعدك عيناي مطفأتان .. مشوهتان .. وعيناي ما تعودتا النظر لغيرك .. ولأن فيك الله .. فالنظر لغيرك حرام ..
سلام .. سلام ..سلام ..
يا دمشق يا فلة المدن يا مدينة الحب .. يا مدينة السر والعلن .. يا مدينة الأيام ..
إني أعرف تماماً أن فيك حاجاتي وأشيائي .. كما فيك طفولتي .. كما فيك أشلائي
وأعرف تماماً أن انصهاري فيك ما هو إلا هيام .. هذا أنا هذا حالي .. يا دمشق يا كنانة الله يا حبي المجموع في دفاتر الأيام ويا وجعي المخبأ في غياهب الظلام ..
فهل علمت يا دمشق ما أعاني ..؟
إذاً سأخبرك عن معاناتي .. وسأقول لك أني مطفأ .. أني خَرِب .. أن مأساتي هي مأساتي وأن حبي لك هو أول انفعالاتي وآخر انفعالاتي .. وسأخبرك بأني مزدوج .. وفشلي هو ذاته نجاحي .. وأن غرقي هو ذاته نجاتي .. وأن مامضى هو ذاته الآتي ..
أيا مدينة احترفت الحب وغاصت في متاهاتي .. متى الرجوع يا شآم .. متى الرجوع يا مدينة الأحلام ..
ومسك الختام ..
لا يا صديقي نحن امة محمد لا نتوه ولن نتوه مثل غيرنا(اربعين سنه يتيهون في الارض) .. وللتاريخ فقد اقول ان دمشق بعد غزو المغول لم يبقى فيها الا 3000 شخص .. والتاريخ سيدور دورته لامحاله .. ولاتنسى ابدا ان دمشق مهبط عيسى المسيح فى أخرالزمان
يعطيك العافيه كلام حلو وياريت دايما يكون الك مشاركات