syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
صحيفة نيويوركر : حوار مفتوح مع الرئيس أوباما حول إيران وسورية. .. ترجمة : محمد نجدة شهيد

واشنطن ـ التقى الرئيس أوباما في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي مع عدد من الصحفيين الأمريكيين من كاتبي الافتتاحيات للحديث حول قضايا تتعلق بالسلم والحرب . شارك في اللقاء الصحفي روبن رايت من صحيفة نيويوركر ، والذي أعد التقرير التالي :

كان الرئيس أوباما في مزاج مفعم بالتأمل عندما التقى مع مجموعة من الصحفيين في البيت الأبيض بعد ظهر يوم الأربعاء ، وبعد ساعات قليلة من إلقاء خطاب قوي في مقر الجامعة الأمريكية في واشنطن دافع فيه عن الاتفاق النووي مع إيران . ويتصف الرئيس أوباما ، في اللقاءات الخاصة ، برزانة متأصلة في شخصيته كونه رواقي النزعة حتى وهو يمضغ علكة النيكوتين لكي يتمكن من تجاوز عادة قديمة سيئة .*


إلا أن مظاهر الإحباط كانت بادية عليه بشكل واضح بسبب أن الرسالة الأكبر في سياسته الخارجية بدت تضيع وسط الغضب السياسي البالغ حول الاتفاق مع إيران على الرغم من أنه قد أوضح بشكل جلي أن هذا الاتفاق المقترح ، والذي يُعتبر المبادرة الأكثر طموحاُ في السياسة الخارجية خلال فترة رئاسته ، يتعلق بشكل أقل بإيران ، وبشكل أكبر بإخراج أمريكا عن نهجها العسكري في العلاقات الدولية . ويعتقد أوباما أن واشنطن كثيراُ ما تقوم ، تقريبا بشكل افتراضي ، بنشر قواتها العسكرية باعتبار ذلك أسرع طريقة لحل الأزمات الدولية .
 

 


لقد اعتاد أوباما الادلاء بالعديد من أحاديثه في قاعة روزفلت في البيت الأبيض ، وهي قاعة لائقة بلا نوافذ تتوسطها طاولة مؤتمر. وكانت في الأصل مكتب للرئيس عندما تم بناء الجناح الغربي في عام 1902. وقد عُلقت على أحد الجدران صورة لفرانكلين روزفلت ، وصورة أخرى فوق موقد النار لتيدي روزفلت كفارس صلب يمتطي صهوة حصان . وكانت القطعة الأكثر لفتاً للانتباه في القاعة هي القطعة الأصغر حجماً : جائزة نوبل للسلام لعام 1906 ، وهي المرة الأولى التي يفوز بها أحد الأمريكيين والاولى التي يفوز بها رئيس للولايات المتحدة ، معروضة داخل صندوق زجاجي . وقد مُنحت لتيدي روزفلت لجهوده في الوساطة لوضع حد للحرب الروسية ـ الي%Càه®wانية .
 

 


وقد مُنحت الجائزة بعد ذلك لاثنين فقط من الرؤساء الأمريكيين وهما وودرو ويلسون لدورة في انشاء عصبة الأمم في جنيف ، وجيمي كارتر، بعد انتهاء فترة رئاسته ، لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان ، وذلك قبل أن يجري ترشيح اسم أوباما لنيل الجائزة ، بعد أشهر فقط من انتخابه ، لشخصه بالذات من دون وجود أي إنجاز معين . ويبدو أن أوباما ، وهو يدخل فترة الثمانية عشر شهراً الأخيرة من رئاسته ، يريد أن يُثبت للعالم أنه بالفعل يستحق تلك الجائزة .
 

 


] أشار الصحفي ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست في تقريره عن الاجتماع إلى وجود مجسم في القاعة أيضاً كان موضوعاً على طاولة صغيرة وراء أوباما يُظهر ثور أمريكي في البراري محاط بالذئاب . وقال أن هذا المجسم يصف بشكل أفضل مأزق أوباما الحالي بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران ـ المترجم [ .
 

 


لقد اختار أوباما مقر الجامعة الأمريكية لإلقاء خطابه حول الاتفاق مع إيران في نفس المكان حيث قال جون كينيدي في حفل التخرج في عام 1963، " إن الولايات المتحدة ، كما يعلم الجميع ، لن تبدأ أبداً بشن أي حرب . نحن لا نريد الذهاب إلى الحرب . ولا نتوقع الآن نشوب أي حرب . لقد عانى هذا الجيل من الأميركيين بالفعل بما يكفي ـ في الواقع أكثر مما ينبغي ـ من الحرب والكراهية والظلم ".
 

 


ربما يكون مصدر ذلك القائد القابع في أعماقه ، ولكن أوباما يبدو أنه لا يستطيع أن يفهم لماذا يفسر الآن بعض الأميركيين الدبلوماسية بأنها ضعف لا سيما في ضوء تجربة بلادهم في النزاعات الأخيرة . وقال لنا في قاعة روزفلت : " نحن في الحقيقة نقلل من شأن قوتنا عندما نحصرها في مجرد قوتنا العسكرية فقط . كما نقلل في نفس الوقت من مقدار نفوذنا وقدرتنا على صياغة الأحداث عندما نعتقد أن القوة العسكرية هي الأداة الوحيدة المتوفرة في أيدينا " .
 

 


وبعد مرور ستة أعوام ونصف العام في منصبه ، قال أوباما أن الدعوات القوية لإعادة نشر القوات الأميركية في العراق أو استخدام قوات حلف الناتو لشن ضربات جوية ضد ليبيا ، قد أقنعته أكثر من أي وقت مضى بالحاجة لجعل القوة كملاذ أخير في العلاقات الدولية . وقال " بالنسبة للقرارات التي اتخذها ، أعتقد جازماً أن لدي فكرة أفضل عن كيف يُمكن أن يؤدي العمل العسكري إلى نتائج غير مقصودة . وأنا أومن على نحو مؤكد أن جزءاً كبيراً من الوقت الذي ننفقه سواء لجهة اعتماد القرارات على أساس نسبة احتمال نجاحها ، أو لجهة القرارات التي لا نتخذها في السياسة الخارجية ، أو، لهذا السبب بالذات ، لا يُمكن لأي سياسة أن تكون صائبة تماماً بدون أن يكون فيها مجال للخطأ ولو بمقدار شعره وهو الأمر الذي يتعين علينا أن نوضحه بصيغة من نوع ما ... وهي أنه سيكون هناك دائما بعض التعقيدات ".
 


استوى الرئيس في جلسته على كرسي جلد وقام بسحبه إلى وسط الطاولة ، وقال " لذلك ربما أكون اليوم أكثر ثقة بنفسي من قبل ، وأشعر أيضا في نفس الوقت بتواضع أكثر . وهذا جزء من سبب اعتقادي، عندما أرى وضع مثل الحالي حيث يُمكننا تحقيق هدف مع وجود عالم موحد وراءنا ، ونحافظ في نفس الوقت على تحوطنا الاحترازي حياله ولا نجرب ، أنه سيكون من الغباء ، وحتى مأساة ، أن نفوت علينا هذه الفرصة ".
 


وأشار كيف أن سابقيه ، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين ، استخدموا الدبلوماسية بنجاح لمنع انتشار الأسلحة النووية . وقال لنا " إن الرئيسين كينيدي وريغان تعرضا من قبل لانتقادات شديدة من كل الأطراف في بعض دوائر السياسة الخارجية الذين شعروا وقتها بأنهم أصبحوا ضعفاء بسبب الانفتاح والتحدث إلى الخصوم . حتى أن بعض مفردات هذا النقد أصبحت في صلب القاموس السياسي والتي تجعلك تبدو أكثر صرامة إذا كنت تمتنع عن التحدث إلى شخص ما ، وتشهر في وجهه بدلاً من ذلك ، وبصوت عال جداً، عصاً غليظة . وأعتقد أيضاً أن هناك عقلية معينة ظهرت في الفترة التي سبقت حرب العراق ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا . وبعض الناس الذين تورطوا في هذا القرار إما أنهم لا يتذكرون ما قالوه يومها أو أنهم لا يقرون أو يعتذرون أبداً عن النتائج التي أدت إليها هذه الحرب ".
 

 

 


وبالمقارنة مع الاتفاقيات التاريخية مع الاتحاد السوفيتي للحد من حجم الترسانة النووية للطرفين ، وخاصة اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية الأولى " سالت 1972"، واتفاقية الخفض والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت 1991"، ينظر أوباما إلى الاتفاق الراهن مع إيران بوصفه أحد أفضل اتفاقيات نزع السلاح منذ نصف قرن ، وقال " في الاتفاقيات السابقة من هذا النوع ـ أو على الأقل من هذا الحجم ـ كان يتعين علينا إعطاء شيء ما في المقابل . كان هناك حاجة إلى تقييد أنفسنا بطرق كبيرة . وبهذا المعنى ، كان هناك خطر أكبر علينا . لكننا في الاتفاق الراهن لا نتنازل عن قدراتنا لتحطيم الزجاج والرد إذا ما أثبتت إيران أنها في الواقع غير قادرة أو غير راغبة في الوفاء بالتزاماتها ".
 

 


لم يكن أوباما يعتذر عن التعامل مع إيران التي تعد مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن مقتل الآلاف من الأميركيين . ولا يزال هناك ثلاثة أميركيين من أصل إيراني محتجزين في إيران . وهناك حالة اختفاء في العام 2007 لعامل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي في جزيرة إيرانية . والإدارة لا تعول على إمكانية أن يؤدي هذا الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي إلى حدوث تغيير في سياسة إيران ، أو أن ينتج عنه انفراج في العلاقات بين البلدين .
 


وقال أوباما "لا يوجد شيء في هذا الاتفاق يعتمد على حدوث تحول في طبيعة النظام الإيراني . هذا الاتفاق لا يُمثل تقارب استراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران . هذا قرار واقعي ومدروس ، تم اتخاذه بعيون مفتوحه جيداً لاغتنام فرصة أفضل لجهودنا لضمان عدم إمكانية حصول إيران على سلاح نووي ".
 


وأكد أوباما إنه يأخذ المرشد الأعلى خامنئي ، الذي لا يزال في السلطة منذ ربع قرن ، بحسب أقواله وخصوصاً فيما يتعلق بإسرائيل ، وقال أن " ايديولوجيا المرشد غارقة بمعاداة السامية ، وإذا كان يستطيع إلحاق ضرر كبير بإسرائيل ، من دون تكاليف كارثية ، فأنا على ثقة من أنه سوف يفعل ذلك " .
 

 


ولكن ، حتى مع ذلك ، أضاف الرئيس " من الممكن للقادة أو الأنظمة أن تكون قاسية جداً ، وشديدة التعصب ، وتكون لها وجهات نظر ملتوية في عالمها الخاص ، ومع ذلك تكون لا تزال تستطيع القيام بحسابات عقلانية فيما يتعلق بحدود قدراتها الذاتية والمحافظة على بقائها . وما رأيناه ، على الأقل منذ عام 1979، قيام إيران باتخاذ قرارات ثابتة ومدروسة تسمح لها في المحافظة على بقاء النظام ، وبتوسيع نفوذها حيث يُمكنها ذلك ، وبانتهاز الفرص ، كلما وسعها ذلك ، لخلق ما تراه تحوط احترازي ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل من خلال دعم حزب الله والوكلاء الآخرين في المنطقة ".
 


كما حذر الرئيس أوباما أنه إذا رفض الكونغرس الاتفاق فسيكون الرابح الأكبر من وراء ذلك في طهران الأطراف الأكثر تشدداً .
 


سألت الرئيس أوباما كيف أثرت هتافات "الموت لأمريك" المتواصلة من الحشود في إيران على تفكيره خلال الأشهر العشرين من المفاوضات الصعبة ، فأجاب " لا يوجد جاذبية للتعامل مع دول تعبر عن الكراهية تجاهنا . ولم يكن من السهل التفاوض على اتفاقيات للحد من التسلح مع بلد نظير لنا تقريباً من الناحية العسكرية ـ الاتحاد السوفيتي ـ والذي يُمكن له أن يدمر كل مدينة في أمريكا . ولكن ، عندما يتعلق الأمر باتفاقيات للحد من التسلح ، أو اتفاقيات منع الانتشار النووي من أي حجم ، فإنك تكون عادة تتعامل ، بحكم التعريف ، مع أمثال هؤلاء الناس الذين يعبرون عن الكراهية تجاهنا . هنا لا يتعين علي التفاوض على اتفاق للحد من التسلح مع بريطانيا أو فرنسا ".
 

 


وأشار إلى أن الصين لا تزال تستخدم خطاب هجومي للغاية ضد الولايات المتحدة "بشكل متواصل " في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة . وقال " ولكن لا أحد هنا يقول أنه يتعين علينا أن لا نتحدث مع الصين ونحاول إيجاد حل للنزاعات معها . وهذا الشيء ، من الواضح ، ينطبق على روسيا وخاصة الآن في ظل رئاسة بوتين ".
 

 


وقارن أوباما بعض التصريحات الإيرانية بتصرفات السخرية الصبيانية التي تحدث عادة في باحات المدارس ، وقال أن "جزء من الفرضية الأساسية لماذا لا يشعر الناس بأننا يجب أن لا نرد على هذه التصريحات هي لأننا بلد أكبر من إيران . وإذا قمنا بتوجيه ضربة عسكرية ، فيمكننا إبادتهم . يُشبه الأمر هنا موقف يحدث عادة في باحات المدارس عندما يقوم رجل من حجمك بالثرثرة وبالهذر أمامك . ولكن إذا صدف أن كان هذا الرجل صغير الحجم ، فهذا سيُغريك بأن تقوم بصفعة بشكل مدوي من كل الجوانب ، وهذه ربما تكون نصيحة سيئة في المدرسة. ولكنها بالتأكيد ليست طريقة جيدة لإدارة سياسة خارجية ".
 

 


وسيكون شهر أيلول القادم شهراً حاسما لطموحات أوباما السياسة . فمن المقرر أن يُصّوت الكونغرس في موعد أقصاه 17 أيلول على الاتفاق مع إيران . وإذا قرر الجمهوريون التصويت بعدم الموافقة ، يتعين على الرئيس وقتها أن يُمارس الفيتو الرئاسي ضد هذا القرار، وبعدها يُعاد التصويت على الاتفاق مرة ثانية في الكونغرس . ولمنع تخطي اعتماد الاتفاق ، يحتاج البيت الأبيض لكسب تأييد ثلث كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ . ولكن الوقت بات يضيق .

 

 فمن المقرر أن يُلقي أوباما أيضاً كلمة يوم 28 أيلول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في نفس اليوم الذي يلقي فيه الرئيس الإيراني روحاني كلمة بلاده . وسيكون من المحرج للغاية للرئيس أوباما أن يذهب إلى هناك في حين لا يزال يكون يعمل بجد للحصول على موافقة الكونغرس . وقال أوباما إنه يتوقع أن يفوز بالتصويت : " في نهاية المطاف . يهمني أن تعم الفكرة وتنتشر. ولكن ما يهمني أكثر هو انجاز العمل ".
 

 


وترغب الإدارة في استخدام تجمع زعماء العالم في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لاستكشاف كيفية البناء على سابقة التعاون التي نشأت عندما قامت القوى الست الكبرى بالتفاوض مع إيران ، وإمكانية تطبيقها في مسارح الأزمات الإقليمية الأخرى . لقد كشف الرئيس أوباما بأن بوتين قد أتصل به في الشهر الماضي لبحث إمكانية اعتماد دبلوماسية جديدة ، ولا سيما فيما يتعلق بالوضع في سورية . وكان الروس متعاونين رئيسيين في المفاوضات مع إيران على الرغم من التوترات مع واشنطن بشأن أوكرانيا .
 

 


وقال أوباما " أعتقد بشكل جازم أن هناك نافذة فُتحت قليلاً أمامنا لإيجاد حل سياسي في سورية ، وسبب ذلك ، كما أعتقد ، يعود جزئياً لأن كلاً من روسيا وإيران باتتا تدركان أن خطوط التوجهات الحالية ليست جيدة بالنسبة للأسد . كما أن مواقف أيا من هاتين الدولتين الداعمتين لا تتسم بالعاطفية بشكل خاص . فلا يبدو أنهما يشعران بالقلق إزاء الكارثة الإنسانية التي يتسبب بها الأسد وهذا الصراع الدائر على مدى السنوات القليلة الماضية . ولكنهما بالمقابل يشعران بالقلق إزاء احتمال انهيار كيان الدولة . وهذا يعني ، كما أعتقد ، احتمال إجراء مناقشات معهما أكثر جدية مما كان لدينا في الماضي ".
 

 


وأضاف" يبقى أمامنا مسألة صعبة جداً تتعلق بكيفية تنفيذ عملية الانتقال بشكل عملي . فأقوى مجموعات المعارضة على الأرض هي في الحقيقة منظمات إرهابية عنيفة تقوم باستمرار بدمج وخلط نفسها وسط الناس الذين يريدون فقط إزاحة نير نظام قمعي عن ظهورهم . وسيكون أمراً صعباً بالفعل بعد الكثير من سفك الدماء أن يكون لديك القدرة على ترتيب شكل حكومة تمثل كافة مكونات الشعب ـ حكومة تعطي السنة داخل سورية شعور بمكانها الصحيح على الطاولة ، مع المحافظة على توفير الحماية للعلويين والدروز والمسيحيين . ولا يكفي هنا أن تكون إيران وسورية ربما تدركان نقاط ضعف الأسد لأن هذا لا يعني بالضرورة أن الأسد نفسه يُدركها " . ] ربما يكون المقصود هنا على الأرجح العامل الديموغرافي الذي لا يُمكن لأحد الانتصار عليه ـ المترجم [ . وحذر أوباما من توقع تحقيق انفراج في الأزمة في أي وقت قريب . وأضاف " لكني أعتقد أن المحادثات أصبحت الآن أكثر جدية مما قد كانت عليه في أي وقت مضى " .

وأكد أوباما على أن تكون إيران جزء من الحل ، وقال " لا توجد طريقة لإيجاد حل في سورية بدون مشاركة إيران نظراً لتمويلها للأسد ، ولحقيقة أن حزب الله هو على الارجح القوة القتالية الأكثر فعالية التي يُمكن للأسد الاعتماد عليها " .
 


سألته إذا كانت الأمم المتحدة يُمكن أن تكون مكاناً لعقد أول لقاء مباشر مع الرئيس روحاني . ولسنوات طويلة ، أخترع الرؤساء الأمريكيين والايرانيين المتعاقبين استراتيجيات مفصلة لتجنب مصادفة التقاء بعضهم البعض في نيويورك . أجاب أوباما بقوله " لن أتكهن لأن هذا ليس مجرد قرار نتخذه . ومن الواضح أن طهران لديها متشددين وسياسات خاصة بها . وأحد الأشياء المثيرة للاهتمام طيلة فترة المحادثات مع إيران ، وقبل أن نعلن التوصل أخيراً إلى الاتفاق ، كان الدرجة التي سيقوم فيها بعض النقاد هنا ، الذين يقولون بأن النظام الإيراني مخادع ، و لا يمكن الاعتماد عليه أو التفاوض معه ، في الإشارة باستمرار إلى تصريحات أدلى بها المرشد الأعلى أو أي شخصية سياسية أخرى في البرلمان الإيراني ، ويتخذون من ذلك كإنجيل بدون التفكير في حقيقة أن مثل هذه التصريحات قد تكون لأغراض سياسية ، أو أن لدى هؤلاء ضرورات سياسية خاصة بهم . أرى أن ذلك سوف يستمر على هذا المنوال حتى بعد توقيع الاتفاق ".
 


وفي الوقت الذي بدا فيه الرئيس أوباما يستعد للمغادرة ، وجهت إليه سؤال مقتضب أخير" ما هو الأمر الأكثر صعوبة : إقرار قانون الرعاية الصحية أو الاتفاق مع إيران؟" . ضحك الرئيس بينه وبين نفسه ، وقال " لا شيء سهل في هذه المدينة . ولكن الأمر برمته يستحق العناء " . صحيفة نيويوركر . الصحفي روبن رايت . الجمعة 7-8-2015 .
 


* الرواقي : مذهب فلسفي أنشأه الفيلسوف الإغريقي زينون حوالي عام 300 ق.م ، والذي قال أن الرجل الحكيم يجب أن يتحرر من الانفعال ولا يتأثر بالفرح أو الترح وأن يخضع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة . وكان زينون يُعّلم في الرواق المعمد ، ومن هنا جاءت تسمية مذهبه الفلسفي بالرواقية .
 

 

 الرابط ـ http://www.newyorker.com/news/news-desk/obama-on-war-and-peace#
 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-08-13
التعليقات