syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
110 الف طالب يحبسون أنفاسهم ...!! ... بقلم : الدكتور خيام الزعبي

 من المعروف أن البدايات تؤدي إلى النتائج فإذا كانت البداية والأساس صحيحاً وسليماً لا يشوبه نقص أو إهمال أدى إلى نتائج جيدة وملموسة، أما إذا كان العكس فسيؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال، وبقدر تعلق الأمر بالتربية فأن الإمتحانات فترة حصاد، بإعتبار أن الزرع يبدأ منذ بداية العام الدراسي ويستمر العطاء خلال الأشهر الدراسية


وعليه فإن الإمتحانات هي لمعرفة مدى قدرة الطالب على إستقبال ما يبثه المربي وفق معايير إختبارية ليحصل الطالب على النجاح بمعايير علمية عالية، وتشكّل الثانوية العامة مفصلاً مجتمعياً مهماً إذ إن لنتائجها الأثر الكبير على مستقبل الطلبة وتوجهاتهم وتعتبر مرحلة حاسمة وبوابة العبور للتعليم الجامعي، وكل الآفاق التي تليها تعتمد على النجاح في هذا الإمتحان، بل على المعدل الذي يتحصل عليه.



اليوم يترقب السوريون نتائج الثانوية بفارغ الصبر، فيما يعيش الطلبة حالة من الإنتظار والقلق بعد توارد أنباء بين الحين والآخر بأن النتائج قد إقتربت فعلاً، ففي هذه الأيام من كل عام تتجه الأبصار و تهفو القلوب نحو موسم بات ثابتاً في سورية، وهو موسم إعلان نتائج الثانوية العامة، الذي نعيشه في السنة مرتين : الدورة الأولى، و أخرى تكميلية، بعد أن إنتقلنا من ضبط الإمتحان الى ثقافة إجراء الإمتحان عن طريق النجاح الذي حققته وزارة التربية في إجراء الإمتحان بالتعاون مع الجهات المساندة المختلفة، وحرص الوزارة على تأمين الأجواء المناسبة للطلاب وتوفير مختلف مستلزمات العملية الإمتحانية فضلاً عن المتابعة المستمرة لمديريات التربية في المحافظات للإطلاع على سير الإمتحانات.



نحو 110 ألف طالب وطالبة ما بين محسن ومكمل تقدموا لإمتحانات الدورة التكميلية بمختلف المحافظات لشهادة الدراسة الثانوية بكافة فروعها، إذ انه لم تحدد لغاية الآن نتائج الدورة التكميلية من قبل الوزارة كون أن نتائج إمتحان الثانوية العامة ما زالت قيد التدقيق من قبل اللجان المختصة، وفي حال الإنتهاء من إستخراج النتائج وتدقيقها بشكلها النهائي ستحدد الوزارة موعداً لإعلانها ومن المتوقع إعلانها في 22او 23 من الشهر الحالي بعد عقد المؤتمر الصحفي لوزير التربية الذي لم يعلن عن موعده بعد، إذ بلغ عدد المتقدمين للإمتحانات 61947 طالبا للفرع العلمي و40325 للفرع الأدبي أي ما يقارب 64 بالمئة من الطلاب المتقدمين للدورة الأولى

 

 

 فهذه الدورة ليست للراسبين فحسب بل للنهوض بمستوى الطالب الناجح بالدورة الأولى وفسح المجال أمامه وإعطائه فرصة لتحسين درجاته في ثلاث مواد على الأكثر بغية زيادة فرصه لدخول الكلية التي تناسب ميوله وإهتماماته إضافة الى أن الأسئلة الإمتحانية تتميز بنفس مستوى الدورة الأولى، وإنطلاقاً من ذلك تأتي تجربة الدورة التكميلية في عامها الثالث بعدما أثبتت نجاحها في العامين الماضيين من خلال دراسة الوزارة لها بإستبيانات من الإختصاصيين والمهتمين في الميدان التربوي وبعض أولياء الأمور والطلاب.


في سياق متصل سجلت الدورة التكميلية للإمتحان للعام 2015 م، إنخفاضاً كبيراً في نسبة المخالفات لتعليمات الإمتحان مقارنة مع الدورات الماضية، وهذا مرتبط بنجاح وزارة التربية في ضبط الإمتحانات وتجذر ثقافة المؤسسية وقيم النزاهة والشفافية والعدالة والمساواة، فضلاً عن التزام الطلبة بتعليمات الإمتحان ووعي أبناء المجتمع المحلي بأهمية عودة هذا الإمتحان الوطني الى مساره الصحيح، وفي الإتجاه الأخر فقد تم تجربة موقع الوزارة عدة مرات للتاكد من جاهزيته لإستيعاب أحمال الدخول من قبل أعداد كبيرة، وقد أثبتت تجارب سابقة خلال الدورات الماضية قدرة الموقع على إستيعاب أعدادا كبيرة من الداخلين للموقع من المرة الأولى.



في إطار ذلك يمكن القول إن الأهمية والقدرة على إجراء الإمتحانات في موعدها تأتي من الرسالة التي وجهها وزير التربية الى طلابنا، التي دعا من خلالها ان يكون هذا العام عاماً للتحدي والتفوق وبذل الجهود من أجل النهوض بالواقع التربوي والتعليمي، كون أن إستمرار المسيرة التعليمية في هذه الظروف والحرب الكونية التي تتعرض لها سورية جزء من تعزيز صمود الشعب السوري، فكلما إحتاج المرء البحث عن قصص من الصمود و الكفاح و البطولة، فإنه لن يحتاج إلى أن ينظر بعيداً، فـطلبة سورية خير مثال عن كل ما تعنيه كلمات كبيرة مثل الشجاعة و الثبات و الصبر

 

 

 فبعد الحرب المدمرة على سورية المستمرة منذ خمس سنوات يستعد الطلاب لإستقبال العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ صباح يوم الأحد في 13/9/ 2015م، متحدين الحرب بالحياة! ما يدل على شجاعة وبسالة و قوة لا يمكن إطفائها في قلب طلاب سورية، ورسالة للعالم بأن السوريين يواصلون حياتهم وعملهم وعلمهم رغم كل التحديات، فالطالب السوري يخوض اليوم معركة الى جانب الفلاح والعامل والمسؤول من خلال إصراره على الإستمرار بتحصيله العلمي.



مجملاً... إن طموحنا يقودنا الى جعل وزارة التربية الصرح الذي يعول عليه جميع السوريين من أجل بناء الحياة المتمناة، فوزارتنا تحاول اليوم ان تتطور وأن تقود الآفاق الطموحة من خلال جميع كوادرها ومديرياتها العامة، وبذلك فإن الوزارة تؤدي دورها بأمانة وحرص لجعل التربية الرافد الحقيقي لتطوير الحياة في كافة نواحيها

 

 

 ونتمنى أن تكون بداية هذا العام الدراسي هي بداية الخلاص من الإرهاب وطرد داعش وأتباعه من جميع المناطق السورية التي تمكنت تلك العصابات من السيطرة عليها، وان تعود جميع الأسر النازحة الى مناطق سكناها، وبإختصار شديد يمكنني القول إن وزارتنا إستطاعت ان تقطع السبيل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية والتعليمية في سورية وعدم قدرتها على إجراء الإمتحانات بمختلف فروعها.

 


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-08-17
التعليقات