syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الكل عدو صحتك ابتداءً منك .... و انتهاءً بالمستشفى ...بقلم : أحمد حبوب

إن الموضوع الذي سأتحدث عنه قد لامس الكثيرين و هو يخص كل مواطن, و يعد الموضوع من المواضيع الإنسانية و الذي بات في زمن المستشفيات الخاصة الحالية في بلدنا موضوع اللانسانية واللامبالاة والموضوع مادي بشكل محض .


أنت العدو الأول لصحتك :

الصحة .. كلمة لا يعرف معناها إلا المرضى ، نعمة الصحة و العافية هذه النعمة التي أنعم بها الله علينا و التي لا نحسن شكرها بأن نحافظ عليها .. فإننا نستهتر بصحتنا بالتدخين و النرجيلة و بأكل ما اشتهته نفسنا و بتنا لا نلقي بالا لنتائج تصرفاتنا اليومية و لا نلقي بالا لما قد تسببه أفعالنا و التي تنعكس بشكل كبير على صحتنا , و الذي لا يحسب حسابه الكثيرون عداك عن الآلام التي سيتعرض له عند وقوعه في المرض هي آلام آخرى من نوع آخر لها علاقة بالمال و هي المستشفيات الخاصة التي باتت في بلدنا عبارة عن متجر أو مول بل و أكثر من ذلك نظراً لجهلنا بتكاليف العلاج و الحاجة إليه في الوقت ذاته لتتحول المستشفى من مؤسسة إنسانية إلى مؤسسة ربحية يجب أن تدر على مالكيها و عامليها المال الكثير و الغنى الفاحش و لطالما المريض في حاجة المستشفى .

 

رأس المشكلة

إن الفساد قد استشرى في النظام الصحي في سوريا و اللوم الأكبر على وزارة الصحة التي أصفها كمحامي الدفاع عن الاطباء و المستشفيات ، فبدلا من أن تكون وزارة الصحة في صف المواطن و في نصرته هي على العكس تماما تقف ضد المواطن لتشرع للمستشفيات و الأطباء أعمالهم و تجارتهم و تعطيهم غطاء قانوني يعملون تحته على المرتاح .  

 

فبدءاً من قانون التسعير الذي أصدرته وزارة الصحة العام الماضي  و كأنها وزارة تموين و انتهاءً بقوانين كثيرة تستطيع أن تستشف منها أن هذه القوانين لا توضع إلا لمصلحة الأطباء و المستشفيات ، فمثلا ما الغاية من صدور قانون العام الماضي يحدد السقف الأدنى للاستشارة الطبية ألا و هي 300 ل.س مع العلم أن هناك أطباء كانوا يتقاضون 100 أو 200 ل.س في بعض المناطق الفقيرة و اضطروا بعد صدور القرار إلى زيادة التسعيرة .

 

 و لا أدري ما الغاية من هكذا قرار و لا أجد إلا تفسيرا وحيدا له و هو زيادة هموم المواطن و زيادة بؤسه فما ذنب الفقير الذي كان يذهب إلى هذا الطبيب الذي يتقاضى 200 ل.س أن يدفع ضعف هذا المبلغ بدعوى أن الوزارة قد حددت أجور المعاينات ..

سؤال سيجاوب عليه مسؤولو القرن الحادي و العشرين في بلدنا بطريقة لا تفهمها تجدها تحاكي العلم و لا تحاكي المنطق و في النهاية قد يقول لك المسؤول في وزارة الصحة إنك توفر 5000 ل.س عندما تدفع فقط 300 لأنك لو ذهبت لعند طبيب في أمريكا لكنت دفعت على الأقل مئة دولار !!!  نعم هذا هو منطق المسؤولين الجديد في بلدنا مع بدأ الخطة الخمسية الحادية عشرة ... بأن يدخلوا من باب نحن نوفر عليك .. أنت لا تدفع زيادة أبدا .!!!

 

مستشفيات أم مؤسسات تجارية

لا يوجد أحد منا إلا و يحتاج للمستشفى و على الأقل لتضع زوجته مولودها , فحيث تدخل للمستشفى و قلبك يدق و أنت تنتظر المولود الجديد و ترى زوجتك تصرخ أمامك و تبدأ بالدعاء و الالتجاء إلى الله ترى موظفي المستشفى يستغلون هذا الموقف ليأخذوا منك المال بشتى الوسائل فمن المستشفيات الكثير ما ذاع سيطها أنها تجري في الغالب عمليات قيصرية و تقوم بتخويف الزوجين خصوصا لما يتعلق بموضوع الجنين لينبري الأهل و من باب العاطفة لإجراء هذه العملية و الموافقة على أي سعر تطلبه المستشفى  و في النهاية ربما لا تكون المرأة بحاجة إلى عملية قيصرية و لكن المستشفى و الطبيب ترى أن هذه العمليات تدر عليهم  أرباحا أكبر فيحبذون عملها أكثر من العمليات الطبيعية ...

 

هذا فيما يخص أبسط الأمور  و التي تلامس الجميع أما إذا أردنا الحديث عن العمليات الأخرى و القثطرات و الأخطاء الطبية و مسؤوليتها فإنها تحتاج لكتاب غينس لتفنيدها و لا تتسع لها مقالة واحدة .

 

متسولون أم عمال مشفى

وضعت زوجتي مولودها في إحدى مستشفيات دمشق الخاصة و التي تشتهر بالتوليد أكثر من إجراء العمليات الأخرى و بعد ما وضعت مولودها و فرحت بذلك أنا و أهلي بدأت الأيدي تمد إلي بدعوى البشارة و بدأت العاملات في المشفى تقول لي مبارك .. مبارك إلى أن تسكتهم بمئة ليرة أو خمسين ليرة .. و بعد ذلك قام الطبيب بفحص المولودة و قال لي الحمد لله صحتها جيدة .. 500 ل.س .. ما هذه يا دكتور ... أجرة المعاينة .. حسناً متى أستطيع أن أخذها ، بعد أن يغسلوها ...

 

انتظرت و انتظرت و هي ما تزال في غرفة المعاينة و أراها من خلال الزجاج و قلبي يدق و يدق بانتظار أن أحمل ابنتي فسألت الممرضة متى أستطيع أن آخذها لقد طال الوقت .. فجاوبتني أنه اليوم الجمعة و لا يوجد في المستشفى في قسم التوليد سوى هي و هناك امرأة أخرى تضع مولودها و عندما تنتهي ستهتم بابنتي و تعطيني إياها ... هل يعقل مستشفى و خاصة و لا يوجد سوى ممرضة واحدة !!! ماذا لو كان هناك طارئ ما خلال الولادة ...

 

المهم ذهبت إلى محاسب المشفى لأدفع الحساب فقال لي الحساب كذا .. فأعطيته إياه فرد علي : أين الإكرامية .. تصوروا وبكل صراحة ...

و في ذات المشفى روى لي أحدهم أن ابنه قد احتاج إلى أن يوضع في الحاضنة و كان ذلك قبل العيد بأسبوع فوافق و تم وضع المولود في الحاضنة و لكن قبل العيد بيوم فوجئ بأن أخبره الطبيب بأن المستشفى ستغلق خلال فترة العيد و أنه عليه نقل ابنه إلى مشفى آخر !!!

ناهيك عن الأجور الباهظة للحاضنات و التي تتعدى بكثير أجرة غرفة من فندق عشر نجوم . فمن الخمسة آلاف إلى الخمسة عشر ألف لليوم الواحد .

و الكثير الكثير من القصص التي سمعتها و سمعها الكثير من القراء و لكن نشكي همنا إلى الله . فالفساد استشرى في النظام الصحي في بلدنا و لا يوجد من رادع و كما يقال " قالوا يا فرعون مين فرعنك .. قال ما وجدت حدا يردعني "

 

و أختم مقالي هذا بالدعاء الذي روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم " اللهم إني قد أصبحت بنعمة و عافية و سترٍ منك فأتم نعمتك و عافيتك و سترك علي إلى يوم الدين "

 

 

2010-12-19
التعليقات
رؤى
2010-12-21 12:34:39
شو الحل
يعني الحكي كلو صحيح وكل مواطن عاش نفس هالمواقف واكتر كمان بس شو الحل شو لازم نعمل في شي حل

سوريا
بحبك يا بلدي
2010-12-19 16:51:58
نعم أنا هو
نعم أنا هو أحمد حبوب الذي تتحدث عنه

سوريا
بحبك يا بلدي
2010-12-19 12:46:26
سؤال صغير
يعطيك الف عافية عالمقال بس عندي سؤال شخصي شوي حضرتك احمد حبوب الاول عل كلية الاقتصاد قسم المحاسبة و يلي حاليا بعثة ببريطانيا ولا لأ ؟؟ارجو الرد لو سمحت

سوريا