حكي لي أنه على ضفاف كورنيش قطر شوهدت سيدة تسحب ابنها من أذنه حتى تكاد تقطعها وتقول له وهو يهطل دموعا "قف ولا تتحرك حتى انتهي من تصويرك".
الطفل لم يذعن لطلبها، كان يضع يديه على وجهه ، اضطرت أمه للاستعانة بزوجها، جاء يهرع من الخلف حاملا يده الضخمة التي تشبه المطرقة، صفعه بها بقوة حتى أخمد بكاءه وأشعل ألمنا.
استرجعت هذا الموقف عندما شاهدت أبا يأمر أبناءه بالابتسام أمام " فندق كمبينسكي مول الإمارات" في دبي لالتقاط صورة جماعية لهم ، وقد كانت المفاجأة عندما قال لأحد الصغار وهو يهم بضغط زر الكاميرا ابتسم يا حمار.
أي صورة تلك التي سنحظى بها وسنودعها ألبومنا وذاكرتنا أي ابتسامة هذه التي ستولد من رحم القمع والشتائم.
من المخجل حقا أن يصورنا آباؤنا عنوة. أن يطعمونا عنوة. أن يدخلونا إلى مدارسنا عنوة. إن نتائج هذا التعسف مؤسفة. مؤسفة جدا.
سننبت متجهمين، غير مقبلين على الحياة والمستقبل. ستكون صورنا متشابهة. نرتدي ملابس مثل بعضها. نرتاد مدارس واحدة. لاشك أنه من الضروري أن نتعلم وندخل المدارس. ولن نستطيع أن نبقى على قيد الحياة دون أن نأكل ونشرب.
كما أنه من المستحيل أن نعيش في هذا العصر بلا صور، لكن سيكون من الأجمل أن ننمي حب المدرسة في نفوس أطفالنا مبكرا. أن نمنحهم حق اختيار طعامهم بانضباط. أن نجعلهم يتفاعلون مع الكاميرا مبكرا. بعد ذلك سنلمس الفرق.
سنجدهم يسحبوننا من ثيابنا لنصورهم. سيلحون علينا لإعداد أطباقهم المفضلة. سيشركوننا في رسوماتهم وفروضهم الدراسية. سيتباهون أمامنا بخيلاء بالنجوم التي تلمع في دفاترهم.علينا أن نجعلهم يختارون ويقررون. يبتسمون بعفوية دون افتعال. وندعهم يكشفون عن مواهبهم واختياراتهم أمامنا قبل غيرنا.
العلاقة الوطيدة بيننا وبين أطفالنا يجب أن تبدأ مبكرا،مبكرا جدا ؛ لتكون صحية ومزدهرة.
إذا أردنا أن يعشق أبناؤنا القراءة فمن الأحرى أن ندعهم يطالعوننا ونحن نلتهم الكتب بشراهة، الواحد تلو الآخر دون هوادة.
أن نملأ رفوف مكتباتنا بكتب مختلفة ومتنوعة، أن نهنئهم عندما يقرأون صفحة، ونكافئهم عندما يفرغون من كتاب، تكون النتيجة مذهلة.
يعتقد الكوميدي والمؤلف الإنجليزي ليز داوسون، أن ولع ابنته بالروايات جاء بفضل الكتب التي غرسها في منزله. يقول: "هناك من يزرع وروداً في أرجاء بيته. أنا زرعت كتبا. قطفها أبنائي".
وبدورنا علينا أن نزرع البسمة في منازلنا، ولا ندعو الحمير والثيران والأبقار لارتيادها؛ لأنها بساتين وليست حظائر.
يعطيكي العافية.من أهم المواضيع ياللي بتنشر على صفحات السيريانيوز الحبيبة.هاد موضوع فعلاً مصيري بأثّر على حياة الطفل حتى مماتو وبيعكس ع تصرفاتو خلال مراحل حياتو وع قراراتو لهيك من المهم حسن التربيةومن محاسن موضوعك انك سميتي المشكلة ووضعتي الحلول (والذكي يفهم) واختصرتي كتب وندوات كتيرة عن تربية الطفل بهالمقال البسيط الرائع وأنا فعلاً معجب بموضوعك وطرحك وتفكيرك.منحتاج كتير لأمثالك بحياتنا ع طول اكتبي لأنك مهمة.صادفت كذا موقف بحياتي بشوف أهل بيضربوا ولادن والأولاد بيخجلوا وكذا مرة كنت رح افتعل مشكلة
شكرا جزيلا على هذه المساهمة القيمة فعلا نحن بحاجة ماسة لتعلم اصول التربية بشكل حضاري وانساني لا ان نعامل ابنائنا وكانهم عبيد سخروا لطاعتنا طاعة عمياء ,تحياتي لك عزيزتي ودمت بالف خير
حكيك مدوزن يا فتاة الله يعطيك العافية بس العنوان كان تقيل شوي .. تقبلي تحياتي
such occasion toke place among my family .. to be exact my older brother. we were visiting Baalbak ...when he got slapped for not poseing. and that was it for family vacations....quite a memory .. haa!! any way so true and nice way of putting it :)
مع الأسف مجتمعنا غارق في الفوضى التربوية والأخلاقية !!! تقبل مروري ومحبتي .
فتاة الاندلس هل تذكرين اول مرة قرات لك فيها وعلقت انا أذكر تماما اول مرة علقتي لي فيها على احدى مشاركاتي ....بعدك بتكتبي بنفس الروح بنفس القلم الواعي المنير شكرا لك بعدد الحروف وانتظر المزيد
وانا اؤكد لك بانك زرعتي ورده رائعه في هذه الحديقه لعلها تفيد الصغار الذين بداخلنا ......شكرا لوردتك
صورة مالاتعكس روحا حقيقية بل تحمل وراءها حزنا يقطع قلوبا ويسجن أرواحا ..ان كانت الكلمة الحلوة والمعاملة الجيدة حلما فكيف سيكون واقع الحياة وصورته الحقيقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جميلة جدا .. فعلا هذا مؤلم .. وشكرا لك .
شكرا لك عزيزتي اعتقد ان كلماتك هذه تختصر حياة الظلم والخوف والقلق والاضطهاد التي يعيشها الانسان العربي منذ طفولته المبكرة حتى نهاية حياته الوظيفية فمنذ ولادة الطفل يبدا قمع الاهل ومن ثم دخوله المدرسة حيث قمع المعلمين مرورا بمنظمات يفترض انها وجدت لتطويره مثل الطلائع والشبيبة مرورا بخدمة العلم ومن ثم الوظيفة ومن ثم قمع الزوج لامراته والاب لابنه ...انها حياة مجتمعنا الشرقي المليئة بالذل والمشبعة بالهوان واذكر هنا جملة لصديق قال لي لقد انتهيت من الكف الاول الذي ضربني اياه والدي..شكرا عزيزتي ..امجد