syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
هل إفتقد الرئيس بشار الأسد إلى حكمة الزعيم حافظ الأسد ...بقلم : يامن أحمد

إن لم تتوغل أفكارك في جحيم الحرب كما مارد من نار يحصد هشيم السذاجة ويضرب أعناق الجهل بسيوف النور لن تشعر بأنك أكملت هزيمة العدو فما أجمل الإتيان بصورة الحقيقة كاملة مشعشة بالحق تنير العقول بالحقيقة..


في الجانب المظلم من الحرب تولد طائفة العجز التي تعنتق مذهب التنكر لقداسة الحرب فلا تستطيع أن تدرك من ملحمة الوجود سوى الشر والعجز ..هؤلاء يمتلكون فكر عقيم لايريد أن يعرف أبعد من رحلة مكروب على جناح ذبابة .. .


يقال :


إن الفلك المقاوم بشار حافظ اﻷسد لا يمتلك حكمة الزعيم حافظ اﻷسد .. سوف أقدم النصح الفكري على أطباق نورانية لكل من يريد المقارنة بين اﻷفلاك الفكرية المقاومة وإنني على يقين مطلق بأن الذين أطفئوا قناديل عقولهم بظنونهم العمياء لن يخسروا المعركة ضدي بل سوف يكونوا رابحين ﻷن قناديل عقولهم سوف توقد من جديد..
 


يقول البعض بأن بشار اﻷسد إرتكب خطأ بفتح العلاقات مع تركيا !! من يقول هذا لم ينظر من حوله ليرى بأن علاقة إيران وتركيا لم تنقطع رغم اﻹختلافات الجوهرية وهنا تمهل أيها الباحث عن الحقيقة وتعال معا نسير إلى الحقيقة :
 


عند فتح العلاقات مع تركيا كان العرب يصرخون على منابر الجاهلية السياسية عن "خطر" قادم يدعى الهلال شيعي وقد إبتدء هذا النطق على لسان المملوك اﻷردني وكانت مصر بوزنها السياسي عبر حسني مبارك تعارض سياسات سوريا والمحور المقاوم أنذاك وجاء إغتيال الحريري كي يبدأ خلق بيئة لظهور داعش فمن لايذكر كم من عشرات العمال السوريين البسطاء قتلوا بدم بارد وإرتفع نعيق اﻷصوات الطائفية .. إشتعلت في يومها ثورة المخابرات السعودية وإسرائيل في لبنان فما خروج الجيش السوري من الكيان اللبناني سوى حلم تلمودي وقد حققته السعودية فإن دققنا جيدا بشكل الحكم الذي حكم لبنان بعد خروج الجيش السوري سنرى اﻹمتزاج مع المخطط الصهيوني عبر فرقاء لبنانيين أبرزهم تيار المستقبل وحزب القوات ..

 

 

في حرب تموز 2006 قدمت الشاي في ثكنة مرجعيون للجنود الصهاينة وإستقبل رئيس الحكومة اللبنانية السنيورة أنذاك كوندا ليزا رايس إستقبال المستسلم للمخلص وكان حاخام مكة إمام السعودية يفتي بحرمة الدعاء للمقاومة بالنصر ضد إسرائيل.. هنا نرى بأن ثمة تغييرات خطيرة جدا قد ظهرت للعلن في التحولات السياسية اﻹقليمية وخاصة بعد أن تأثرت أطياف شعبية مسلمة وعربية بما جرى في العراق .. عند سقوط بغداد وإعدام صدام حسين ما من عاقل لم يلحظ خفايا الفتن وعلى القائد الحكيم أن يجاري اﻷحداث ويمنع اﻹصطدام الطائفي ولو فكريا ويعمل على إستباق مايروجه اليهود وكيانات التكفير..

 

 

 دعم بشار اﻷسد المقاومة العراقية ضد اﻷمريكي وهنا قد وقف في بدايات ولادة المسخ الطائفي مايدعى اليوم الربيع العربي لقد أفلت لجام جنون الولايات المتحدة اﻷمريكية ضد بشار اﻷسد وأرسلوا له التهديدات عبر عبيدهم وجاءت تهديدات بندرية وهابية ضد سوريا وشخص اﻷسد الذي يمثل القرار السيادي الشعبي ولم يلقوا الرد الذي يتمنون سماعه حتى أرسلوا كولن باول وكان الرد المباشر من قائد سيد لقوم أسياد.. بدأ الأعداء بمذهبة الحرب ضد محور المقاومة و لتضع أمريكا سوريا أمام الصراع مع المجهول إلا أن الأسد كان قد بدأ بحماية اﻹتزان الديني فكان لتركيا ثقل سني سياسي يلعب دور إتزان مع الدور الإيراني حتى يغطى أي فالق طائفي بدأته إسرائيل هكذا فرضت السياسات الإقليمية ذاتها ولم نفرضها نحن ..لم يكن هناك بديل إقليمي للجم التسعير الطائفي..
 


العلاقات مع تركيا أخذها أهل القشور على أنها خطأ إلا أنها مرحلة لترتيب اﻷخطاء فإن كان مكان تركيا في جبهة العدو فإن من مصلحة سوريا أن تكون في مكان ما ضد العدو ولو لفترة قليلة إلا أن سوريا أعادت العلاقات ليس لشأن مارق وعابر بل إن اﻹمتزاج الشعبي مع الحدود التركية المصطنعة أخاف تركيا حيث تعلق التركي السوري بكل ماينتجه اﻹقتصاد السوري فقد كان معظم السوريين من أصحاب الجنسية التركية يعتاشون على شراء البضائع السورية فإن قارن أحدنا بين أسعار المنتج السوري والمنتج التركي حينها سوف يرى بأن الفردوس اﻷعلى قد فتح للسوريين اﻷصل في الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا والكل يعلم بأن عصب اﻹقتصاد إن قوي لدى بسطاء الدخل سوف يؤثر إيجابا على من منحه هذه القوة أي عودة السوري إلى سوريته ..

 


تركيا لم تكن مرتاحة لما يحصل فهو خطر عليها وليس قوة لها وإلا لو كان أردوغان سياسي كاسب ومستفيد وحصل على ما يريده من سوريا الأسد لما دخل لصا قميء إلى حلب وشمال سوريا وقاد الحرب مباشرة ضد سوريا وقيادتها .. لقد سربت وكالة الإستخبارات الأمريكية التالي :
 


كانت المهمة الملقاة على عاتق كل من أردوغان وأمير قطرماقبل شن الحرب على سوريا،معرفة سياسة خطط الجيش السوري وجذب الرئيس بشار الأسد بالاموال الطائلة للتخلي عن المقاومة إلا أن مواقف الأسد من المقاومة والسرية على سياسات سوريا العسكرية أجهزت على مهام أردوغان وأمير قطر..

نستنتج التالي :

الخطيئة السياسية مع العلاقات التركية السورية كانت معدومة والسبب جلي لمن يقرأ فشل المخطط الخفي في إقصاء الأسد عن المحور المقاوم ..
 


نقول :

 

هناك خطأ إستراتيجي عندما يتخذ الأسد قرار إقصاء سوريا عن المحور المقاوم والثقة بالتركي الناتوي والإنضمام إلى سياساته وهذا مالم يحصل وهنا قام الأعداء بتفعيل الحرب ضد سوريا لأن الأسد لم يكن في المكان الذي يريده الصهيوني..
لا يستطيع أحد أن يقارن كما يشاهد فقط فإن الصور تخفي خلفها الحقائق هاهو الزعيم حافظ اﻷسد يوازي بين جناح حزب الله في لبنان وجناح حماس في فلسطين وهذا ترتيب للأخطاء وليس إرتكاب للأخطاء وعندما نقول ترتيب الخطأ نعني بهذا بأن حماس فيها من الخطأ الكثير إذ إنها إخوانية الميول وهذه ملاحظة الزعيم حافظ اﻷسد قبل أن تلج حماس أبواب دمشق إلا أن اﻷسد وضع هذا الخطأ في مواجهة الخطر ..

 

 

هكذا فعل الفلك المقاوم بشار اﻷسد مع تركيا إنها سياسة ترتيب اﻷخطاء..اﻷخطاء التي تحتاج ﻷفول المحال من حولها كي تعالج فكريا وتعود للنهج القويم بمعجزة سماوية ولهذا لابد من إستيعابها ضمن حدود العمل المقاوم .. فلا يستطيع أحد أن يحكم على القادة بأنها إرتكبت أخطاء بل رتبت اﻷخطاء.. فهذا هو حزب العدالة والتنمية اخواني الهوية وكذلك حماس فإن قلت هناك حكمة مضت أكثر حنكة من التي هي قائمة اليوم عليك أن تناقض ذاتك بذاتك إذ أن اﻹثنان يحاربون سوريا اليوم أي حماس وحزب العدالة والتنمية.. عند رعاية حماس كنا نقمع الطائفية التي يهاجمنا بها الخونة واﻷعداء الذين هم من مؤسسي الفكر الطائفي اﻹجرامي..

 

 

 إن سألتني عن مأوى واقعي يفسر جموح هذا التفسير إلى الحقيقة سوف أقول لك : إيران.. هاهي إيران تزدحم ضدها مؤسسات إعلامية تلمودية تكفيرية تشن حرب طائفية خارجة عن الفكر البشري القويم وهي جمهورية في مكان التعقل السياسي والمذهبي و بحاجة ﻷن تحارب هذا التسعير الطائفي إلا أنها تشتبك مع أردوغان اﻹخواني سياسيا و تلاقي تركيا على أنها جار وشقيق إسلامي بعيدا عن غباء حزب العدالة والتنمية إيران بحاجة ﻷن تقتلع الطائفية بعلاقات مع دول سنية وتركيا متنفس إقتصادي للمحور المقاوم حتى اليوم وإن كره أردوغان فهو مرغم لشراء الغاز اﻹيراني وبالتالي قوة العمود اﻹقتصادي للمحور المقاوم وخاصة حاجة سوريا لهذه القوة فهي بحالة حصار كوني وتكبيل إيران لنفسها هو تكبيل لسوريا ..
 


ما يقصي اﻹنسان عن معرفة الحقيقة العليا للأحداث أما الجهل الذي يشكل طود من الحجب يمنعه من إدراك الحقيقة أو العبودية للفكر المادي .. من يرى في قول الحق عائقا عظيم يمنع عن أمعائه حشوة الطعام فهو من يرى الحروب من أحشائه وليس من مجرة العقل ..هناك من يرضى أن يحيا متخما بالذل والعار على أن يشهر العداء لخونة الحق .. هذا البعض هم سكان اﻹنفعال السطحي الذين يجتازون محيطات الفكر والسياسات وخفايا الحروب بمزاج سفلي دوني مقرون لقضايا الزوال وليس البقاء.. فهم يترجمون إنتمائهم للأمة بالنفور من أحداث الحرب وليس بتفاعلهم مع الحرب..

تقول الجهالة :

قول اﻷسد لحكام قبيلة سعود بأنهم أنصاف رجال قد سبب حرب قبيلة سعود على سوريا وهذا تقزيم للمنطق وعجز عن رؤيا الحقيقة وإحالة القوى العظمى العالمية ليد قبيلة سعود وهذا فرط الجهل فإن كان القول لقبيلة سوف تزول من الوجود بعامل الخرف السياسي المنكوب بالجنون هو ليس بالحكمة فإن عدم قول هذه الحقيقة لقبيلة تعتدي على قراراتنا السيادية هو الخنوع للعبيد . هناك من سيقول لنا كانت سياسة الزعيم حافظ اﻷسد تستوعب السعودية .. الحقيقة إن سياسة السعودية في ذاك الزمن كانت خارج المخطط الحالي ولم تلج بعد في تفعيل المخطط الجهنمي ضد سوريا ولم يكن هناك قرار صهيوني يوحي حينها للعبيد بشن الحرب العالمية ضد سوريا للسبب التالي :
 


ظن قصار الرؤيا في أقبية اﻹستخبارات الصهيونية بأن القيادة بعد رحيل حافظ اﻷسد ستكون غضة الفكر ضعيفة تفتقر لمقومات التحدي..
 


لم يتعرض حافظ اﻷسد للحرب من قبل قبيلة سعود في حينها كي نقارن بين حكمة الماضي وحكمة اليوم ولو تعرض لعشرة بالمائة مما تعرضت له سوريا بعهد بشار اﻷسد لرأينا تاريخ مغاير ولو لاحظنا بأن سياسة حافظ اﻷسد بقت سارية المفعول مع السعودية من حيث التفاهمات على خطوط ومصالح لايقربها اﻵخر والدليل مجيء ملك السعودية إلى دمشق عقب أحداث مقتل الحريري وإصطحابه القائد بشار اﻷسد إلى بيروت إلى أن تدهورت العلاقات بعامل الجناح اليهودي الهوى والمسيطر على حكم قبيلة سعود ..

ياصاح:

السياسات اﻹقليمية والعالمية حمالة أوجه وكل يقرأ بحسب مشاع إستيعابه للحقيقة ولهذا وجب علينا إشراق الحقيقة من جباه المعرفة كي ندرك الوقائع بالشكل الحقيقي.. لا أعتقد بأن هناك حرب شبيهة بالحرب التي تشن ضد سوريا اليوم لافي القدم ولافي العصر الحديث و من هنا ندرك القائد اﻹستثنائي في حرب لامعقولة ولم تحدث من قبل. ففي عالم المقارنة الفكرية بين اﻷشخاص لايسقط الزمان والخفايا والتحولات من الرؤيا التحليلية وإلا أصبجت المقارنة مزاجية بالمطلق سببها اﻷول واﻷخير الضمور الفكري...
 


إسرائيل إنتظرت كثيرا رحيل الزعيم حافظ اﻷسد حتى إنها كانت تراقب أدق تفاصيل صحته وتحلل ما تستطيع الحصول عليه من عينات مخبرية عبر زياراته للدول العربية كما حصل في اﻷردن ..لقد واجهت إسرائيل الصدمة الكبرى بعد طول إنتظار و تبين لها بأن ما كانت تنتظره هو مجيء قائد سيقف في وجه العالم الصهيوني بأسره وتيقنت بأن حافظ اﻷسد لم يغادر الحياة ﻷن القادة العظام تخلف عند رحيلها الجسدي إرث روحي وفكري ...إنه اﻹرث الذي تجلى في تقويم الجيش السوري و فكر القائد بشار حافظ اﻷسد .ولو دققنا بتصريحات العدو سوف ندرك العجز الصهيوني ..هاهو.. جون ماكين يقول :اﻷسد أخطر من داعش ..ويقول شيمون بيريز :مجيء القاعدة أفضل من بقاء اﻷسد .

أي عندما تشكل تهديدا حقيقي للصهيونية إعلم بأن خطاياك أكذوبة ومصدقيها مجرد أكاذيب ...
 

 



https:www.facebook.comyou.write.syrianews?fref=ts

2016-03-19
التعليقات