syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
هل ستصبِحُ الفيدرالية الكردية في شمال سورية أمرا واقعا ومقدمة للتقسيم ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

*تحدّثتُ في مقالٍ لي يوم 11 آذار 2016 تحت عنوان : (هل أصبح التفتيت لسورية قدرا محتوما ؟ توَعُّوا أيها السوريون) ،تحدّثتُ عن رائحة طبخة كريهةٍ تُطبخُ لسورية في مطابخ خارجية ، وربّما التشيف (رئيس الطباخين) غير المرئي قد يكون الإسرائيلي الذي حلُمَ منذ تأسيس دولته بإنجاز هذه الطبخة ، واليوم باتت كل مستلزمات الطبخة جاهزة أكثر من أي زمن !! أشرتُ إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر ميونخ للأمن في أواسط شباط الماضي والتي قال فيها بوقاحة ، أن التقسيم الطائفي لسورية هو أفضل خيارٍ لها !!.


 وكذلك ما أوردتهُ وكالة رويترز في 11آذار أن فكرة الاتحاد الفيدرالي في سورية تؤيدها دولٌ كثيرة في مجلس الأمن وليس فقط روسيا وأمريكا !!. . وطبعا جاء بعدها تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في 29 شباط قائلا " أن بلاده تأمل أن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية " !.
 


*وكنتُ أوّل من نبّهَ لخطرِ تصريح المسئول الروسي في مقالي يوم 1 آذار في عرب تايمز ، أي ثاني يوم لتصريح ريابكوف !!.
 


*الطروحات التي اعتبرها البعض قبل أسبوعين مُجرّد أوهامٍ ، ها هي تنقلبُ إلى حقائق أمام أعيننا بسرعة الطائرات الحربية الروسية والأمريكية !!. فقد أعلنَ الأكرادُ بمُفردِهم يوم 17 آذار وخلال اجتماعٍ لقياداتهم في الرميلان في شمال سورية ، أعلنوا عن إنشاء نظام حُكم فيدرالي في مناطق سيطرتهم !!.
 


*التصريحات الروسية والأمريكية بدتْ غير موافِقة على الخطوة الكردية ، ليس من منطلق رفضها كمبدأ ، ولكن لِجهة الاستعجال واتخاذها قبل إجماع كافة الأطياف السورية !!. طبعا لن أتحدّث عن تصريح وزير الخارجية السورية التي اعتبرَ فيها الخطوة الكردية بِلا أساس قانوني ، فتصريحاتهِ للأسف ما عادتْ منذ زمنٍ موضع اهتمامٍ لأحدٍ ، لأن أيٍّ منها لم نرى لهُ مفعولا ، والمسألة في سورية باتت مسألة فرض واقع من أية جهة ، والمجتمع الدولي مع الزمن يستجيب لسياسة الأمر الواقع !!. فحينما اتّخذَ الإسرائيلي قرارهُ في أواخر عام 1980 بتطبيق كافة تشريعاته وأنظمته وقوانينه على الجولان السوري المحتل (يعني ضم الجولان) ، اتّخذ المجتمع الدولي بغالبيته الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعتبر القرار الإسرائيلي لاغيا وباطلا ،، وكنتُ حينها عُضوا في وفدِ بلادي في الأمم المتحدّة وعشتُ كافة تفاصيل هذا الموضوع ، ولكن حتى اليوم لم تلتغي القوانين الإسرائيلية ولم تبطل !!.
 


*الأكراد استغلُّوا المُنعطَف المُعتِم في تاريخ سورية وأعلنوا عن خطوتهم الأحادية تلك !! ولكن التسريبات الإعلامية تُفيد أنه لو لم يكُن هناك ضوءا أخضرا روسيا وأمريكيا من تحت الطاولة ، لَمَا أقدم الأكراد على هذه الخطوة !!. فيبدو أن الأكراد أدركوا أن مشاريع التفتيت لسورية قادمة ، بشكلٍ أو بآخرٍ ، ولذلك أسرعوا في قطع حصّتهم من قالبِ الكاتو !!.
 


*الإسرائيلي بدورهِ يقومُ بكل المساعي كي يستحوذ على ما يستطيع من قالب الكاتو السوري!!. إذ قام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بزيارةٍ إلى موسكو التقى خلالها يوم الأربعاء 16 آذار ، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وقد سرّبت وسائل الإعلام ، ومنها الإسرائيلية ، كما ها آرتز ، و ذي تايمز أوف إسرايل ، أن الرئيس الإسرائيلي ، وبالتنسيق مع نتنياهو قد وضع أمام الرئيس بوتين الخطوط التي تصفها إسرائيل بالحمراء ، ومنها عدم السماح بوجود أية قوات إيرانية بقرب الجولان المُحتل ، والدعوة لعودة قوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة والتي انسحبت مع بداية الحرب السورية ،، ولكن الأمر الخطير هو ما تسرّبَ عن مُطالبةِ ريفلين لِبوتين بالاعتراف بنيّة إسرائيل عدم الإنسحاب من الجولان في أي إتفاقٍ ينهي الصراع الداخلي في سورية !!. فهذه هي زبدة ما تنوي إسرائيل الحصول عليه في خريطة سورية الجديدة ، ومن هنا كان الإسرائيلي يُتابعُ باهتمامٍ كافة الإجتماعات المتعلقة بالشأن السوري ،ويُنسِّقُ مع الدول العُظمى ويطالبُ بأن يكون له دورا في تقرير مستقبل سورية !!.
 


*بوتين من جهتهِ ، وبحسبِ الأنباء ، استقبلُ ضيفهُ الإسرائيلي بحفاوةٍ وقال خلال اللقاء أن العلاقة بين الجانبين تستند إلى صداقةٍ وتفاهُمٍ متبادلين وأنه يعيش في إسرائيل مليون ونصف المليون من المواطنين الناطقين بالروسية ، والذين يحملون الثقافة الروسية ، ولديهِ التزام شخصي تجاه كل الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل ، وأن عدد السيّاح الروس الذين يسافرون إلى إسرائيل يزدادُ شهرا بعد شهرٍ !!. كما أنه طلبَ من رؤوفين إبلاغ نتنياهو بأنه (أي بوتين) قد حدّد له موعدا لاستقباله في الكرملين !!.
 


*مدير عام ديوان ريفلين صرّح بأن اللقاء الذي استمرّ ثلاث ساعات كان بالغ الحيوية بالنسبة للحدود الشمالية لإسرائيل ،، وأشار أنهُ حينما زار بوتين إسرائيل في 2012 قال جازما أن أمنها واحتياجاتها الوجودية تمْثُلُ أمام عينيه ،، وقد عاد وألمحَ إلى ذات الأمر خلال استقباله ريفلين !!.
 


*يبدو أن القوى العُظمى باتت تعتقد أن سورية القديمة قد انتهتْ ، وأن الشعب السوري تحوّل إلى كيانات متقاتلة ، وأن هناك أمرا واقعا بات يفرضُ نفسهُ ، وهو مبدئيا الخطوة التي قام بها الأكراد !! والله يستر من القادم !!.
 


*ربّما لن يُعجِبَ هذا الكلام الكثيرون ممن يستحقون عن جدارة وضع الأجراس في أعناقهم ، إذ ينظرون للرئيس بوتين وكأنهُ الرئيس جمال عبد الناصر الجديد ، ولكن هل قرءوا التاريخ جيدا وأدركوا كيف أن فرنسا وبريطانيا القوتان الأعظم خلال الحرب العالمية الأولى وعدتا الشريف حسين من خلال مراسلات السير مكماهون الممثل الأعلى لبريطانيا في مصر عامي 1915-1916 من أن بريطانيا سوف تعترف بكل أراضي آسيا العربية موحدّة ودولة عربية كاملة ومستقلة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى إذا ما شارك العرب في الحرب ضد الدولة العثمانية ، فكانت الثورة العربية الكبرى !!!.. ماذا حصل بعد ذلك ؟؟. لقد فوجئَ العرب باتفاقية سايكس – بيكو ، التي كشفَ عنها الشيوعيون في روسيا بعد وصولهم للحكم عام 1917 ،، أليسَ كذلك ؟؟.
 


*الدول ، وخاصّة العُظمى ، هي كما الثيران التي تتصارعُ فوق المرجِ الأخضر ، وما أن يخمُد الصراع حتى يندعس كل المرج !!.
 


*نخشى أن لا تكون سورية هي المرج الأخضر وأن صراع الثيران قد توقّفَ بتفاهمٍ مشتركٍ على مُستقبلٍ لا يخدم وحدة سورية ووحدة شعبها ،،، فنُصبِحُ كما تلك المرأة التي راودها أحد الشيوخ الملتحين عن نفسها، فقالت لهُ : وماذا لو حبلتُ يا شيخ ؟؟ فقال لها : إذا حبلتِ تعالي وابصقي في لحيتي !! فكانَ ما كانَ وحبَلتْ المرأة ، وهرعت للشيخ لتعلِمهُ بذلك وكيف ستستر هذا الفضيحة ، وما أن أصبحتْ أمامهُ حتى قالت لهُ بصوتٍ مرتجفٍ وهي ترتعد : يا شيخ لقد حبلتُ وأنتَ قلتَ لي إذا حبلتِ تعالي وابصقي في لحيتي !! فأجابها الشيخ : أبصقي ، هذه لحيتي !!.
 


*أيها السوريون المتحاربون والمتفاوضون : سوريتكم في مهبِّ العواصف الدولية فتمسّكوا بها وبوحدتها بأيديكم وأسنانكم ، قبل أن تطير مع رياح العواصف من بين أيدي الجميع !!. لا يُفكِّر أيٍّ منكم بكيفَ سيحكم أوّلا ، وإنما بكيفَ سيحافظ على سورية وشعبها موحدين أولا !!.. لا تكونوا اللحية التي ستبصق عليها أجيالُ الغد !!.
 






https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 

2016-03-20
التعليقات
diplomat/// 2
2016-03-21 11:55:07
انهيار هكذا دولة طبيعي
إذا كان سائق وزير لا يحمل الإعدادية يدير وزارة الخارجية 8 سنوات وهو الآمر والناهي وهو من يُعيِّن مدراء ويوزِّع السيارات ويُرشِّح سفراء ،وهو من كان خلف ترشيح الكثيرون ومن بينهم السفير السابق في أبو ظبي الذي انشقّ لاحقا مع زوجته رئيسة البعثة السابقة بقبرص،وهو من كان خلف تعيين سفراء في أهم البعثات الأوروبية لانهم كانوا أزلامهُ،وكان كبار مسؤولي الدولة يصافحونهُ عِناقا ويتوسطونهُ أيضا،ولولا أن القيادة بذاتها أثارت الأمر لَمَا تمَّ ابعاده.وهاهو يقبض بالبعثة كل شهر 5000دولارا!انهيار هكذا دولة طبيعي جدا

سوريا
diplomat
2016-03-21 11:37:09
ماذا نتوقع لدولة تُدارُ بعقل العصابات غير الخراب
حينما تكون في فيينا وجنيف(كَمِثال فقط)نوعية تلك السفراء فأمر طبيعي أن تتفتت الدولة! سفير سابق كان في باريس أصله ضابط بالجيش،يأتون بابنته من وظيفتها بالخارج ليضعوها مكان والدها سفيرة في باريس.لأن الأمهات لم تعُد تلِد ولم يعد هناك إلاأبناء تلك الطبقة. إعلامي كان مُهمّشا ومُبعَدا بالاعلام وبالواسطة ينقلوه فورا للخارجية ويمنحوه اعلى الألقاب ثم فورا سفيرا من دولة لأخرى،يحمل ليسانس من جامعة بلبنان ولا يعرف كلمة أجنبية بالدنيا!سفيرفي بخارست وآخر في بكين عيّنوهم على أساس القرابات والمصاهرات! شغلة عصابات

سوريا