مقدمة :
** بما أن سورية على أبواب وزارة جديدة ، وكأحد أبناء سورية الذين يحقُّ لهم
الإدلاء بآرائهم فيما يعني وطنهم ، فأودُّ الإشارة إلى أن أحد أبرز عوامل الفساد
والإفساد في هذه الدولة ، وابرز عوامل تحويل المؤسسات إلى مزارع ، كان إبقاء الناس
في المناصب حتى تَتُخَّ أو تَهترئ من تحتها الكراسي !!
وكأن الوطن عقيمٌ لا يوجدُ به سوى بِضعةٌ من الناس من منصب إلى منصب !!. ومن طبيعة الأمور حينما يطول المقامُ بالشخص في منصبٍ ما أن يتصرّف بالمؤسسة أو الوزارة وكأنها مزرعة ورثها مع ممتلكاتِ بيتهِ !! عدا عن أنهُ لا يوجدُ عباقرة في أي مكان ولديهم كل يوم معطيات وآراء واقتراحات جهبذية جديدة حتى يصعب الاستغناء عنهم !!.
** سورية من بين أسوأ دول العالم لِجهة ضعف التغيير في قيادات مؤسساتها ، حتى باتت الدولة كما بُركة المياه الراكدة والآسنة المسكونة بكل أشكال الطحالب والأوساخ والبكتيريا والروائح النتنة !!. هناك سفراء منذ 13 عام ومنهم من لا يعرف جملة بِلغةٍ أجنبية في الدنيا ،، ومؤهلات علمية متواضعة جدا ، ولكنهم مدعومون بقوة ، وقد جمع بعضهم من أموال هذا الشعب التعيس البائس المفجوع الجوعان ما يعادل مليار ليرة سورية رواتب وبدلات اغتراب ونفقات ضيافة ، ولم يُقدّم لهذه الوطن بألف ليرة سورية ولا إبنا ولا أخا ،، ولم يُنجِزْ شيئا خارقا لا يمكنُ لِسواهُ أن ينجزهُ ، وكل الأمر أنهم مدعومون أو محسوبون على هذه الجهة أو تلك ، أو من عظام رقبة هذا وذاك ويرغبون بتنفيعهم ،، وهذا هو السر خلف تنصيبهم ، وهذا هو السر أيضا خلف كل ويلات البلد ، إنه المحسوبيات والشخصنات والتنفيع على حساب الكفاءات والمؤهلات وانعدام كل المعايير ، كما في كل الدول المتخلفة والفاشلة ، أو أشباه الدول !!.
ولم يكتفوا بذلك بل جاؤوا بأبنائهم كي
يرثونهم مستقبلا أيضا ويصبحون سفراء حينما هم يتقاعدون !! . ولِمَ لا ، فليسَ من
أحدٍ أفضل من الآخر ، وها هي سفيرة في أهم عاصمة أوروبية جاؤوا بها ( لا أعرف من
أين ) وورِثت والدها الذي جاؤوا به أيضا بعد التقاعُد من السلك العسكري وعيَّنوهُ
سفيرا قبلها بنفس العاصمة !!. أصبحوا يقلدون شيوخ وأمراء الخليج بهذه المسألة ولكن
يا ليتهم يقلدونهم بكيفية تطوير بلدانهم وتنمية شعوبهم ، حتى باتت الناس تتسابق
لتحظى بفرصة عمل وإقامة عندهم !!. هكذا هي دولة القانون الفارغة من القانون ، ولكن
كل الحق على حِمار البيك الذي أكل القانون والدستور من الخِ%D S¢t !!.
**الدولة ليستْ ملكا لأحد حتى يتصرف بانعدام كامل للمسئولية في مؤسسته، والمؤسسات
هي للجميع وليست لِمن يتربّع على صدرها وصدر البشر ، والوطن ليس مزرعة لطبقة من أهل
السُلطة تأتي بِمن تشاء وتُبعِد من تشاء وكأن هناك مَن هم غريبون وسائحون ، أو
زائرون للوطن وليسوا من أبنائه ، ولا يحقُّ لهم ما يحقُّ لغيرهم !!. المناصب باتت
مِهنة بالنسبة للبعض ، فهل من استفزازٍ وتحريضٍ ، واعتداء على الدولة وعلى بقية
أبناء الوطن أكثر من ذلك ؟؟. بأي حقٍّ يجوز لفئة محدودة أن تتنقّل من منصب إلى منصب
، أو تهترئ تحتها الكراسي بالمنصب ، والبقية الذين هُم أكفأ بأضعاف المرات مقصيون
ومبعدون إلى بيوتهم ؟؟. ألَمْ يكن هذه هو السبب الرئيس خلفَ كل ترهُّل هذه الدولة
وفسادها ، وتحويلها إلى شبه دولة وإلى مزارع وإقطاعيات وحواكير ، وذلك قبل عقود من
ظهور الإرهاب ؟. وألَم يكُن الإرهاب والتطرّف هو نتيجة لكل تلك السياسات والعقول ؟.
** إن من حقّ الجميع أن يرفض كل هذا النهج الذي ساد ، وما زال يسودُ في هذه الدولة
، لأن الجميع دفع أثماناً باهظة لهذا العقل الضحل المحدود الذي يرى كل شيء من زاوية
أضيق من خِرمِ الإبرة !! وفي كل مناسبة نقول لَعلّهم تعلموا ولكن حتى اليوم لا نرى
إجراء وسلوكا وممارسة تشير إلى أنهم تعلموا شيئا !! فإلى متى سنستمر ندفع ثمن ضحالة
ومحدودية هذا العقل الذي يسودُ في هذه الدولة !!..
***إنطلاقا من كل ما تقدّمَ أناشدُ الجميع بتغيير من يشغل منصبا كبيرا اليوم ،
والأعمر بالدولة ، وأسأل بأي حقٍّ يجوز لهُ أن يبقى في المنصب وهو بهذا السِنْ
ويقصي من يصغرونهُ بــ 15 عاما تحت حجّة السِنْ !! في أية دولة أفلام كرتونية
يُوجَدُ ذلك ؟؟. بأي حقٍّ يجوز لهُ أن يخترع مرسوما عنصريا تمييزا يمنحهُ الحق
والصلاحية بأن يُقصي هذا على عُمرالـ 60 ، وبعدهُ على عُمر 65 ، ثم 66 أو 67 أو 68
أو 69 أو 70 ، أو 71 ، أو 72 أو ، أو ، بحسب الأمزجة والمحسوبية ،، الخ ؟ !. في أية
دولة كاريكاتورية تُوجَدُ هكذا مراسيم وهكذا مسئولين وهكذا تعامُل وتمييز فاضح بين
أبناء المؤسسة الواحدة ، وعلى قاعدة : هذا مدعوم ، وهذا غير مدعوم ؟؟. ألا تدفعون
بالناس دفعا لِتقفَ بوجهكم بالشارع وتطالب بدولة قانون وعدالة ومعايير ومساواة
وتكافؤ فُرص؟؟ . أليسَ هذا قمة التخريب والإقطاع وتخصيص الدولة لِتصبِح مزارع خاصة
، والتحريض للناس عليكم ؟. إلى متى سنبقى في دولة شريعة الغاب ؟.
** المسئول الذي يضعُ نفسهُ بمستوى شخصٍ لم يقطع المرحلة الإعدادية ، سقفهُ موزِّع
بريد أو سائق سيارة ، ويجعلهُ صاحب الكلمة العليا في وزارتهِ وكلمتهُ أقوى من كلمة
وزير ، ويُقرر فيها كل شيء ، ربما باستثناء المسائل القليلة ، هل هذا المسئول جدير
بالمسئولية ؟؟ هل هذا جدير بتقييم الآخرين ؟؟ هل هذا جدير بتوزيع شهادات حسن سلوك
وتقييم هذا وذاك ؟ وكيف لنا أن نأخذ بتقييمه ورأيهِ بالآخرين؟؟. أليسَ وجود هكذا
مسئولين هو معيب بحق الدولة ؟؟. ألا يستحق هكذا مسئولين أن يُرمى بهم خارجا ثم
تشكيل لجنة تحقيق والتحقيق معهم على سرِّ العلاقة التي جعلتهُم رهينة لشخصٍ لم يقطع
الإعدادية ، لا يصلح إلا سائقا وموزع بريد ؟؟ أليستْ هذه الظاهرة الغريبة العجيبة
جديرة بالدراسة والتدقيق والتمحيص واستخلاص النتائج ؟؟.
** ماذا نتوقعُ من شخصٍ جاهلٍ علميا لا يحمل أدنى المؤهلات العلمية حينما يرى نفسهُ
يتصرّف بوزارة بالكامل ، وبكل كادرها ، ويرى من يحملون الشهادات العليا ولديهم من
أنفسهم ولا يقبلون أن يكونوا صغارا أمامهُ ويحنون له الظهر ؟؟. ألنْ يسعى بكلِّ
السُبُل لتهميشهم ، وإقصائهم ؟؟. نعم هذا ما فعلهُ ذاك السائق الجاهل المحدود ، فقد
أفرغ وزارة من كوادرها كي يُرضي عُقد نقصهِ ، ومن يُفترَض أنه رئيسهِ لا يُمكن أن
يرفضَ له رأيا !!.
** بعد شدة الانتقادات والتوجيهات العليا ، اضطرّ (رئيس السائق) أن يُبعِدهُ ، عن
الواجهة ، ولكن إلى مكانٍ يقبض فيه بالشهر ما يعادل أكثر من مليوني ليرة سورية ،
بينما الآلاف من شباب وصبايا الوطن اللواتي يحملن الشهادات الجامعية وبمعدلات عالية
،ويتحدثن الانكليزية بطلاقة (بِخلاف بعض السفراء الأقرب للجَهَلة علميا ولغويا ) ،
وينتمين لعائلات شهداء ومخطوفين ومصابين ، (وابنتي إحداهنّ )، لا يجدنَ فرصة عمل
بليرة واحدة بالشهر ؟!. هل هذا هو تكافؤ الفُرص والعدالة ودولة القانون والمعايير
يا أصحاب وصاحبات الأصوات العالية ، الذين صدعتم رؤوسنا عن دولة القانون والعدالة
والمعايير وتكافؤ الفُرص ؟؟ أجيبوا من فضلكم !!.
** إن خير جوابٍ هو أن تُبعدوا أمثال أولئك المسئولين من الدولة وتُحققوا معهم ،
وتعيدون الاعتبار لكل ضحاياهم ، وإلا فاصمتوا ولا تحدثوننا عن دولة قانون ومعايير
وسيادة وتكافؤ فرص وإعادة بناء وإعمار وإكساء وديكور ووووو فهذه الدولة باتت عبارة
عن ديكور ليس إلا !!.. ونريدها أن تكون دولة حقيقية فعلية لا دولة ديكور ... لأننا
أبناءها ومعنيون بها ولا نستطيع العيش خارجها ، بل لا نملك ثرواتكم حتى لِنفكِّر
بذلك !!.. ولا يملكُ واحدنا جواز سفر دبلوماسي واحد ، عدا عن ثلاث جوازات سفر
دبلوماسية يملكها أحد المُستخدمين العاملين في هذه الدولة !!. يا للخزي !!..
** طبعا أعرفُ أنه لن يستجيب أحدٌ لمناشدتي بالتغيير الذي أطلبهُ ،، ولن يكترث بذلك
، فهُم غير مكترثين بطلبات شعب بالكامل بضرورة التغيير ، ومكافحة الفساد وكبح الفقر
والغلاء والبطالة ،، ولكن دعني أبرِّئُ ذمتي ، وأسجِّلُ موقفا ، فلا بُدّ أن يأتي
يوما ويتحدّثون به عن الولدَنة والهشمشة والعرنَسة ، ويقولون كان ذاك المواطِن
يتحدّثُ صحيحا ، وكان المزيدُ من البعض مختبئين تحت عباءة الوطنية ويخرِّبون من
تحتها،، ولكن اكتشفناهم بعد فوات الأوان ، كما اكتشفوا الدردرة والبختنة ،، ولكن
بعد خراب البصرة !!.
** أليسَ من الغريب العجيب أن عامّة البشر في بلادي يرون كل شيءٍ بلحظتهِ ، بينما
أصحاب النفوذ لا يرونهُ إلا بعد خراب البصرة ؟!.. ما هو السر ؟؟.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?f
مستحيل أن يتغير شيء في سورية نحو الأفضل ما لم يتغير رأس الهرم في سورية - هذه قناعة مبنية على أسس وبراهين - كل الصلاحيات في الدولة محصورة براس الهرم وقد صادر مجلس الشعب وكل المنظمات والنقابات والاعلام وحتى الحزب ، ولذا مهما كان المسؤول سيء فلا يمكن زحزحته إن لم يأتي القرار من رأس الهرم- شوفير يحمل 3 جوازات دبلوماسية!! وينتقل كل سنة من بعثة دبلوماسية لأخرى ، من بيروت إلى دبي إلى برلين ، كيفما يرغب ووزيرْ لا يجرؤ أن يرفض له أمرا، فألا يستحق هذا التحقيق وكشف السر؟ رأس الهرم بذاته يعرف ذلك ويسكت .
الى كاتب المقال , انت تقوم بالتعميم , فأغلب الدول فيها فساد ان لم نقل جميعها. أما بالنسبة للأستاذة التي تم تعيينها سفيرة على حد قولك , هي قائمة بالأعمال و تستحق كل الثناء و التقدير على جهودها فهي تخدم جميع ابناء الوطن بغض النظر عن انتماء الشخص أو دينه. ما هي الدولة التي تعتبرها المقياس في الديمقراطية لديك؟ مع بالغ الاحترام لوجهة نظرك مع اني اشكك بالنوايا من وراء المقال. و شكراً لرحابة صدر القارئين .