تتبدل المعطيات والوقائع وتتغير من حولنا بشكل مفاجئ، فيما لا يزال المعلم في
سورية متشبثاً بدوره ليبني العقول وينهض بالمجتمع ويقوده نحو النور، لم يسمح المعلم
لصوت الرصاص اليومي والحرب الدائرة أن تمنع ذهابه الى عمله، وذلك عزيمة وإصراراً
على التمسك بقيمة العلم ودوره في بناء الوطن الذي تتلاعب به أيادي الجهل والتخلف،
وبذلك يعد دوره في المجتمع مكملاً لما يقدمه المقاتلون في أرض المعركة فكلاهما يصنع
الحياة من خندقه.
يأتي عيد المعلم هذا العام إلى سورية حاملاً معه معاني ودلالات جديدة لأن المعلم
السوري تحدى الكثير من الصعوبات والمشكلات ليواصل تأدية رسالته النبيلة واستمر
بعمله دون إنقطاع مثل أي مقاتل على الجبهة يواجه الأعداء في سبيل أن تبقى سورية
صامدة بوجه كل الضغوط الإقليمية والدولية، لذلك كل ما تشهده المناطق السورية من حرص
على التعليم هي أشبه بمعجزة فرغم كل ما حدث للعملية التربوية ولا سيما البنية
التحتية، والموارد البشرية، ومستلزمات التعليم اللوجستية، لم تتأثر ولم تستسلم بل
استطاع المعلم الموائمة بأن تسير العملية التعليمية دون أي إنقطاع ضارباً بذلك
المثل فى تحدي كل ما هو صعب حوله من أجواء معارك الحرب.
بالمقابل إن إستمرار وزارة التربية بكل مديرياتها في سورية هو بمثابة رسالة للجميع بأن السوريين هم صنّاع الحياة على مر التاريخ، ولا تستطيع أي قوة أن توقفهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية وبناء جيل متمرس وواع وقادر أن يبني مستقبل هذا الوطن، لأن التعليم هو العماد الذي سنرتكز عليه للإستقرار وإعادة البناء والإعمار في المرحلة القادمة، وبذلك إستطاعت الوزارة بكافة كوادرها التعليمية أن تقطع كافة السبل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية في سورية بل على العكس فقد تكّيف المعلمون في كافة المناطق السورية لمواصلة تعليم التلاميذ رغم التهديدات والمخاطر، في هذا السياق أكد وزير التربية أن استمرار العملية التربوية ومواصلة المدارس فتح أبوابها أمام التلاميذ يمثل أكبر رسالة بأن سورية ما زالت صامدة وبخير، وأن الوزارة وضعت مصفوفة وبرنامجاً تنفيذياً لعملها تتمثل باستمرار العملية التربوية وتقديم ما يلزم لإستمراريتها وتعويض الفاقد التعليمي وتطوير المناهج التربوية وإعادة تأهيل وترميم المدارس.
ما نراه اليوم من الإسراع في عملية بناء وترميم المدارس وتوفير الكادر التدريسي
والتنسيق مع كافة المديريات للنهوض بالواقع التربوي، والإهتمام بالنازحين وتسهيل
أمورهم، تدل دلالة واضحة على أن الوزارة تعمل على الإستمرار في تنفيذ الإستراتيجية
الوطنية لتطوير العملية التربوية في سورية بعد أن تمت إعادة النظر في مفردات
المناهج للعمل على تحسين جودة النظام التربوي بمدخلاته وعملياته للوصول إلى مخرجات
تواكب معطيات العصر ومتطلباته بما يحقق مستقبلاً أفضل لوطننا الكبير سورية.
وعلى الرغم من المشاكل والأزمات التي تواجه العملية التعليمية، تحاول وزارة التربية
اليوم أن تقود الآفاق الطموحة حاملة معها أكثر من خطة للتطوير والإرتقاء بالتعليم،
فقد شارك أكثر من 48 ألف طالب من الصف التاسع الأساسي من جميع محافظات سورية في "سباق
الذكاء" والهدف منه هو التعرف على ميول التلاميذ ومواهبهم، وتشكيل قاعدة بيانات
عنهم كمؤشر على تطور قدرات المنتج التربوي السوري، ومدى مواكبتها للتطورات التربوية
ومقارنتها مع الدول الأخرى في هذا المجال.
مجملاً.... إن المعلم مازال الشعلة التي تضيء، لنقتبس منها النور والمعرفة، ومستمراً
في إنتمائه لمهنته باذلاً من أجلها كل غالٍ ونفيس من أجل أن يزرع بذور الأمل
والتحدي والإصرار في نفوس أبنائنا فليس هناك من حضارة شهدها التاريخ إلا وقامت على
جهود المربين والمعلمين، وما من قائد أو عالم أو شاعر أو فيلسوف إلا وغرس المعلم في
نفسه منذ الصغر حب المعرفة والثقة بالنفس، ليكون أكثر قوة وعزيمة في تحدي كل
الصعوبات التي تواجهه في الحياة، لذلك فأن تضحيات المعلمين لن تذهب هدراً وستكون
مداداً للأجيال القادمة، فالمعلمين والطلبة في سورية أثبتوا رغم حجم المخاطر
والتهديدات الإرهابية أنهم سيبقون بناة المستقبل وحاضره المشرق فهم أبناء حضارة
عريقة علمت العالم برمته الأبجدية.
أخيراً....في يوم المعلم يبقى أملنا كبيراً وثقتنا عالية بالمعلم السوري، ونقدر له
المساهمة الكبيرة فيما أنجزنا من تقدم ونجاح في كافة الميادين والمجالات، فالمعلمون
هم بناة الفكر، وأمل الوطن وشعلته التي ستبقى في مقدمة المسيرة تنير لنا الدرب
وتوجه أنظارنا دوماً نحو غدٍ أفضل، وبمناسبة هذا العيد الوطني المجيد ترسل وزارة
التربية باقة من الحب والتقدير إلى كل المعلمين السوريين وتسطر أسمى أيات الشكر
والتقدير والإمتنان لكل معلم مخلص أفنى عمره في تعليم أبنائنا العلم والمعرفة, من
أجل أن يزيل عنهم الجهل وينير عقولهم بنور المعرفة كي ينشئ لنا جيلاً متسلحاً بسلاح
العلم، وفي الختام نتمنى لكل المعلمين المزيد من العطاء والتقدم كونهم يحملون على
عاتقكم هموم هذه المهنة المقدسة ويسهموا بشكل مباشر في سير وطننا الكبير سورية نحو
النهوض والإزدهار.
المعلمين عم يروحو عالمدارس لانو بدهم يعيشو هي صارت الحرب وصرنا نسمع عن التطوير بالمناهج التربوية والمسابقات والاولمبياد وهي الحكي اللي مالو طعمة لانو الناس عم تدور عالاكل