syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
احسموا الأمر....وخلصونا...بقلم: ابراهيم فارس فارس

عندما تم افتعال أول اشكالية ما يسمى الثورة في سورية منذ الخامس عشر من آذار 2011، ومع أنني أعتقد أننا قد نكون أخطأنا التصرف حيال ما يسمى بالشرارة الأولى ، لكن الاشكالية بكل تفاصيلها التي تبينت لاحقاً بدا وكأنها ستحصل شئنا أم أبينا ومهما فعلنا، لأن اسرائيل وأمريكا ومن يدور في فلكهما خططوا لذلك بعناية ، معتمدين على نقاط ضعف كثيرة عششت داخل مجتمعنا ، ونحن اما أننا أهملناها أو أننا لم نقدر مدى خطورتها فحدث ما حدث ! انطلق بعدها ما اصطلحوا على تسمية أنفسهم بالثوار ، يعيثون فسادا ً في الأرض .. يعتدون على حرمات وأمن الناس وممتلكاتهم وحرياتهم ، وتحت ذرائع عدة !! . وسال الدم ، وأزهقت الأرواح البريئة .. وما بين الفعل وردة الفعل ، وما بين الاعتداء على النفس ومشروعية الدفاع عنها ، سقط العديد من أبناء الوطن وما يزالون ضحايا ارادة هوجاء ، مع أو ضد ، لكنهم سقطوا ، وللأسف !! ومن يطلع على شراسة تعامل أولئك المندفعين ، قد يتملكه الاحساس لأول وهلة بأنهم أصحاب رسالة اصلاحية فعلا ً ، أو قضية ذات أهمية .. لك


ان من يراقب ما جرى وما يزال يجري على الساحة على اتساعها ، يندهش من وحشية أولئك ، وما يخفيه حراكهم المريب المدمر من أهداف وغايات دنيئة !! وقد حاولت القيادة استدراك ذلك بالقوة احيانا وبتعديل الكثير من النصوص القانونية تلبية لما يدعيه اولئك ، ولكن عبثاً ، فأمريكا واسرائيل وبعض العرب ( بالاسم) وللأسف ، لا يريدون لا الإصلاح ولا حتى مجرد الخير لسورية وشعب سورية ، وأن كل ما يهمهم هو تدمير الفكر المقاوم لاسرائيل ووجود اسرائيل وآخر وأهم حصونه : سورية !! حتى أن محاولاتنا الاستبقاقية للاصلاح لم تجد نفعاً وخاصة لغاية تفادي خطورة ذلك ، فما ان بدأت القيادة السياسية عندنا في عملية الاصلاح المبكر ، ومنذ بدايات حكم السيد الرئيس بشار الأسد ، احتلوا العراق ..!

دمروا أحد أقوى خطوط الدفاع عن وجود الأمة وكرامتها ، الجيش و الشعب العراقي .. دخل سورية على اثر ذلك أكثر من مليون عراقي وتسببوا في زلزال فيها ماديا واجتماعيا وأمنيا .. الخ . وبالرغم من كل ذلك كان حضورهم محل ترحاب ومحبة من الشعب السوري وهذا طبعنا دائما ً .. وما ان استقر الوضع قليلا ً ، قتلوا الحريري ودخلت سورية في نفق آخر مظلم لا نهاية له ..ثم حاربوا لبنان وكانت سورية أهم خطوط الدفاع عن مقاومته الشريفة ودفعنا ثمنا ً باهظا ً أيضا ً ، تمثل في المقاطعة والعقوبات والضغوط حتى من أقرب الناس الينا ! وفي الداخل وجراء ذلك ، لم تعد الظروف مؤاتية لاجراء الاصلاح الناجع ، أو ان ما حدث كان معيقاً على الأقل ، كذلك وجود بعض الضمائر المريضة التي ساهمت في زيادة الطين بلة ولا من يحاسب !! فتأخر الاصلاح وتأزمت الأمور وتشكلت في جدار الوطن نقطة ضعف افتعلها قليلو الضمير ، فما وجدت اسرائيل وأمريكا فرصة أنسب من ذلك وبالتعاون مع من هيأتهم وأعدتهم لهذه اللحظة ، وبدؤوا ما نراه اليوم من نشاط تخريبي ، وأدخلونا مرة أخرى في صراع داخلي بدأنا ندفع ثمنه من أمننا واستقرارنا وحياتنا ،بعد أن كان الأمن والأمان ميزة بلدنا على مستوى العالم أجمع !! ولقد حذرنا و حذر كثيرون من هذه اللحظة ، لكننا غفلنا عما يحدث بين ظهرانينا والنفق الذي ننزلق نحوه وكان للفساد دور مهم في ذلك وللأسف الشديد !


انه مخطط اسرائيلي امريكي بامتياز ، غايته القضاء على نفس قومي حتى لمجرد شبهة مقاومة ضد اسرائيل ووجود اسرائيل ومصالح امريكا والغرب ! فعلى ماذا يحتج هؤلاء ان كان الهدف من كل ذلك خراب سورية ليس الا !!؟ انني كمواطن ، ولست سياسيا ً ولا أحب التعامل في السياسة ، ولكني وكمواطن يعشق تراب هذا البلد اتمنى على الجهات المعنية في بلدي وقد وصلنا الى ما وصلنا اليه أن نحاول وبأي طريقة كانت رسم نهاية لما يجري في بلدنا ذلك أن ما يجري والحال الذي وصلنا اليه لم يعد يبشر بأي انفراج أو نهاية ولو كانت بعيدة ، وحتى ندرك ضرورة ذلك علينا أن نتأكد من أمور عدة :
1 ـــــ اسرائيل ومن يدور في فلكها يدعون أنهم يريدون من السيد الرئيس أن يغادر فتحل المشكلة ولكنهم في الحقيقة لا يريدون ذلك لأنهم يعرفون أن وجود قائد وطني لا يمكن أن يستسلم اويقايض بالمغريات أياً كانت سيطيل أمد الصراع وبالتالي استمرار خراب هذا البلد وهو ما تريده وتحلم به اسرائيل . الا اذا كان البديل هؤلاء القتلة والخونة الذين سيكملون المهمة بالقضاء على ما تبقى واستئصال فكر وطني معادٍ لها . ثم اننا نسأل هؤلاء الأوباش وخاصة من آل يعرب والذين يطالبون بتنحية بشار الأسد ، ها قد تخلصتم من صدام حسين ومعمر القذافي وبالقوة فما الذي تغير في ليبية والعراق ؟ هل صارتا جنة الله على الأرض ؟
2 ــــــ اسرائيل ترى في يقينها أن دعم روسية لسورية لن يحسم الأمور على الرغم من تأكدها بأن روسية دولة عظمى فعلاً ! فعلى الرغم من حرص روسية على مصالح لها في سورية الا أنها ليست على استعداد لأن تعرض وجودها للخطر من احتمال نشوب حرب عالمية ليست متأكدة من أنها المنتصرة فيها ، ولذلك فهي تحاول وتساعد ولكن ليس الى درجة الحسم ! وأنا استغرب في الحقيقة كيف أن روسية بعد كل ماجرى أنها لم ترسل الى بلدنا مثلاً ولو بعهدة عسكرييها اسلحة جد متطورة وصواريخ فعالة جدا ضد طيران وصواريخ أمريكا واسرائيل ! ألن يجنبنا ذلك أي ضرر قد يقع اضافة الى رفع معنويات جيشنا وشعبنا وتصدع معنويات جيش امريكا واسرائيل فيخلق عندهما وعند من يدور في فلكهما حالة رعب وشك ويأس ومن ثم ميل الى الانسحاب من حرب غير مجدية ؟
3 ــ من مضحكات الأمور وجود دولة ضامنة في المعادلة السورية وهي تركية ؟! وتركية من يوم خلقها الله تكره العرب وخاصة سورية ! وهي تقبل حتى لو تكون أجيراً منحطاً ً فقط لالحاق الضرر بسورية خاصة ! فتركية قاعدة جد مهمة للفكر والممارسة الاخوانية التي دبلجتها المخابرات الانكليزية ، وأول أهدافها تدمير العروبة والاسلام الحق ، ومقلهما في سورية . كما انها تستفيد من دعم امريكا واموال بني يعرب لها حتى انها وقد شعرت بعلامات نصر لسورية ، فقامت باحتلال أجزاء من سورية بدعوى القضاء على الأحلام الكردية أملا في ان يكون لعملائها من الجيش الكر كلمة في السياسة السورية القادمة حتى لا تخرج من المولد بلا حمص كما يقال ، وتسرق من خيرات سورية ما يتيسر لها ابان ذلك ، ومستقبلا ً !
4 ـــ اسرائيل متأكدة تماماً من وقوف السعودية ودول الخليج الى جانبها ما دامت تضمن استمرارهم على كراسي الحكم ، وتستفيد من اموالهم المكدسة لأسباب عدة ، منها أن حكام هذه الدول لا كرامة لهم وأن جل اهتمامهم وما يشغلهم هو الكرسي وفرج المرأة وبول البعير ! كما أن مصر ملهية بلقمة عيشها وهي في حالة سبات تاريخي ولن تقوم لها قائمة ما لم تتحرك الحمية العربية في أوصالها وهذا شبه مستحيل لأنها غرزت في عروق حكامها ابر النذالة الأبدية . أما الأردن فملكها مجرد أجير مخلص ولا دور له سوى أن ينقل وييسر مقابل راتب محدد يعتقد من خلاله أنه سيعيش في رغد عيش والى الأبد . أما ايران فاننا نعتقد أن اسرائيل تعرف في خلدها مدى عمق الخلاف بين بني يعرب والفرس تاريخياً ، ومهما جمعتهما المصالح فلن تكون حاسمة لصالح أي منهما ، والدليل بالنسبة اليها أن ما يتم حالياً لا يعدو كونه مجرد مصلحة آنية ليس أكثر ، وهذا ما نخشاه ! اذ لا يعقل ان دولة بحجم ايران وثقلها الاقليمي الهائل لم تستطع ان تتدخل بشكل حاسم حتى الآن لصالح من يعاملها كشقيق وليس كصديق وحسب !


وبناء على ذلك واختباراً للدور الروسي خاصة فإننا نأمل أن تقترح موسكوعلى مجلس الأمن وفي اجتماع عاجل المقترح التالي : ما ذا تريدون من سورية ؟ ضعوا برنامجاً ومنهجاً لاتباعه على ان يكون متماشيا مع شريعة الامم المتحدة وموافقا عليه في كل تفاصيله من قبل شعب سورية فهو صاحب القرار وليس سواه ، هو من ينتخب رئيسه ويوافق على دستوره ويرسم ملامح سياسته في الداخل والخارج وكل ذلك برعاية وضمانات اممية فاعلة وضمن مدة زمنية محددة تشرف على تنفيذها والتقيد بكل ما يتم تحديده هيئة الأمم وبضمانة فعالة من دول تريد ذلك فعلاً ، لا تفرضوا على الشعب السوري أي خيار لا يريده والا فإن روسية ستفرض الحل بأية طريقة تراها مناسبة أياً كان الثمن لأن من واجبها كما يجب على كل دولة عظمى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وانهاء هذه الكارثة الانسانية التي باتت تهدد حتى أمن العالم كله ، وليس كما تفعل أمريكا حيث تفسر كل ما يتعلق بحقوق الانسان بطرائق تفضي في النهاية الى ارساء أمن وأمان اسرائيل واستحلاب بقر الخليج ، افرضوا وقفاً لاطلاق النار بالقوة ، اطلبوا من كل مسلح ألا يكون عائقاً لعودة أي مواطن الى بيته ومكان سكنه وأن الأمن والأمان لكل انسان خط أحمر طالما انه ملتزم بعدم ايذاء الغير وبالقوة عندما يلزم الأمر ، وأفهموا الجميع أن سورية ليست مجرد غنيمة ليقتسمها الغير ..... وخلصونا من هذه الكارثة الانسانية التي لم تعد تحتمل .     
 

2018-05-03
التعليقات
ديبو الفهمان
2018-05-19 05:53:51
سوريتنا الى اين
نعم عزيزي كلنا يعشق هذا البلد و نقدس ترابه و لكن يجب مراعاة أن النقد الذاتي مرغوب و مطلوب لكي يتم تصحيح كثير من الأمور و منها تسلط مختلف الجهات الأمنية على الشعب و تدخلهم في حياته (الأعتقال العشوائي الموافقات الأمنية) السرقات من قبل رجال النظام و مشاركة الشعب في ثرواتهم و قوتهم الضغط المادي على مختلف فئات الشعب من خلال الرواتب الضئيلة و التي لا تناسب أرتفاع مستوى المعيشة حتى تعم ظاهرة الرشاوي و ذلك حتى صار الشعب كأنه موضوعا في طنجرة الضغط على وشك الأنفجار و انفجرت و حدث ما حدث

سوريا