شهقات سمعتها من المشاركين في اجتماع شبكات حديد الشرق الأوسط وهم يرون دمشق من قاسيون في الليل وكثير من الأخوة العرب قالوا لي هذا هو قاسيون الأغنية الشهيرة من قاسيون أطل يا وطني فأرى دمشق تعانق الشهب .
اليوم رأينا قاسيون و رأينا الشهب وقد نزلت لتقبل جبين دمشق , نعم فلقد بدا المنظر ساحرا من الأعلى و أصدقائنا من إيران وتركيا عبروا عن دهشتهم من جمال دمشق وما وهبتها الطبيعة من سحر
قاسيون. هذا الجبل الذي شهدت قمته أجمل الذكريات على امتداد تاريخه الطويل, قمته التي ترنو على دمشق بحنان وسفحه يحتضنها ويهدهد لها, ومن هذه الحكاية قصيدة نسجتها مخيلة الشاعر خليل خوري.
وحملت عنوان ( من قاسيون أطل يا وطني) فخليل خوري حينما وقف على قمة قاسيون يتأمل أشغل بصيرته قبل عينيه, وسرح ببصيرته إلى أبعد من مدى البصر, إلى وطنه العربي الكبير, رأى بقلبه العواصم العربية تعانق دمشق شوقا إلى وحدة عربية منشودة .
وتتخطى بصيرته جبل الشيخ وهضبة الجولان إلى القدس, فيحلم بتحرير فلسطين من الاحتلال, صحيح أنه رأى القدس محررة ولكن القدس رمز لفلسطين كل فلسطين , وليست بديلا عنها.
هذا هو قاسيون دائما ملهم الشعراء والفنانين, وسهيل عرفة الذي يمضي أوقاتً طويلة في حضن قاسيون , سهيل عرفة أوحى له قاسيون أيضا بلحن جميل لقصيدة خليل خوري, فكانت أغنية بديعة صب فيها سهيل عرفة كل العذوبة التي شربها من بردى وكل النقاء الذي استنشقه من هواء قمة قاسيون.
لم يضع سهيل عرفة للأغنية لحنا حماسياً قوامه المارش, بل وضع له لحنا رشيقا رقيقا مثل نسائم قاسيون وشفافية مياه بردى.
وجاء صوت المطربة دلال الشمالي ليكمل اللوحة ويعبر بقوته وجمالياته عن مضمون اللحن والكلمات, فإذا بنا أمام أغنية رائعة, حملت شموخ قاسيون وإباء دمشق, كان ذلك عام 1964 ورغم السنوات الكثيرة ما زالت الأغنية تتردد على الألسنة وعبر وسائل الإعلام.
الطريف في أمر الأغنية أن الشاعر ألف لها لحنا قويا يهدر كما البركان ويقصف كما الرعود, يهز النفوس وأراده سهيل عرفة كنسائم قمة قاسيون رقة,. وكمياه بردى عذوبة وكخمائل الغوطة نعومة, وتخاصم الشاعر مع الملحن واعترض على اللحن.
ولكن عندما سالت الأغنية على ألسنة الناس شهدا, أدرك خليل خوري صوابية سهيل عرفة.
وأدرك أن اللحن سيرفع القصيدة, وسينشرها على ألسنة الناس.. وهكذا كان
من قاسيون أطل يا وطني ..... فأرى دمشق تعانق السحبا
آذار يدرج في مرابعها والبعث ينثر فوقها الشهبا
أوسكرة للمجد في بردى خلتْ على شفة الهوى حببا
أم أن سحراً مسها ويدا ردتْ إليها القلب والعصبا
عجبا كأني الآن أعرفها شمماً كما يرضى العلا وصبا
لأكاد أسمع ألف هاتفة وهران تلثم في العلا حلبا
وصدى البشير يهزني طرباً إنا أعدنا القدس والنقبا
عربية عادت مطهرة تاريخها بدمائها كتبا
المناسبة : انعقاد مؤتمر شبكات حديد الشرق الأوسط في المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي هذه المؤسسة العريقة التي أضافت بعدا آخر على دمشق الساحرة
أيام قليلة قضتها الوفود المشاركة والتي تمنوا أن تطول لكي يستمتعوا بدمشق الخرافية ولكن لابد من موعد للرحيل وكل منهم يمني نفسه بالعودة
على صعيد العمل تم انجاز كامل جدول الأعمال بالاتفاق على كامل بنود جدول الأعمال حتى سرت مقولة إن دمشق حلت بركتها على المشاركين" وكان الاتفاق تاما وبسرور.
غادرت الوفود دمشق وبقيت ذكرياتهم التي دونوها على سجل الزائرين في متاحف القدم السككية التي أنشأتها المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي بمناسبة الذكرى المئوية لإنشاء الخط الحديدي الحجازي ومجموعة من الكتيبات التي حملها المشاركون الى بلدانهم والتي تعرف بتاريخ سوريا الحضارة والإنسان .
على هامش أعمال المؤتمر التقيت إعلامية من فلسطين الحبيبة تعيش في سورية وتعمل لمؤسسة إعلامية خارجية و باحت لي بعشقها لدمشق , عشق يتجاوز حدود الوصف وقالت أرفض فكرة الابتعاد عن دمشق التي احتضنتنا وداوت جراحنا بحنان الأم الرؤوم وهي اليوم تمنحنا كل حقوق المواطن السوري دمشق التي لم نشعر بها بشيء اسمه الغربة.
وتابعت بأنها تحب فلسطين وتنتمي إليها بروحها وترجو عودتها قريبا ولكنها لن تغادر دمشق لأنها تعتبر دمشق وكل المدن العربية كالقدس وهذا ما شعرته بتفاصيل حياتها اليومية وشربته من مياه الفيجة مثلها مثل كل مواطن سوري أو عربي عرف دمشق وخبرها , دمشق التي لا تطلب تأشيرة سفر من أي مواطن عربي دمشق الماضي العريق والحاضر المجيد التي تعايش فيها هذا الموزاييك الرائع من الحضارات والثقافات والديانات والذي لا تجد له مثيل آخر في العالم , دمشق الآمان , المدينة التي لا تنام , مدينة الصبايا الحسان اللواتي يتجملن بكل ما لديهن من ذهب وحلي ويتجولن في دمشق بعد منتصف الليل بدون أدنى شعور بالخوف .
دمشق المدينة التي لا تنام و عشاقها الذين يطيب لهم السهر معها في قاسيون أو في حارات دمشق القديمة أو في ضواحيها العصرية الصالحية والمزة والمالكي , في دمشق تجد كل ما يغريك بالبقاء فلكل مريد ما يريد .
أعشق دمشق عشقي لسوريا وعشقي لوطني العربي الكبير ولكن عندما أسمع شهادات من كل من يعرف دمشق يمتلئ صدري فخرا ونشوة
الكثيرون من المشاركين أثنوا على مواقف سوريا السياسية وقيادتها الحكيمة التي وفرت العيش الكريم لمواطنيها والوافدين إليها مهما اختلفت جنسياتهم مما أثلج صدري وعزز عندي قناعتي بأن سوريا أجمل و أفضل مكان في العالم .
ما سبق شهادات للوفود العربية المشاركة في المؤتمر من لبنان والأردن والعراق الشقيق وقال لي أحدهم كلما جادت سوريا بسخائها المعهود على دول الجوار كلما زادت البركة في هذا البلد فسوريا البلد الوحيد في العالم الذي تستطيع شراء / 5/ كيلوغرام من الخبز بما يعادل دولار أمريكي واحد وهي البلد العربي الوحيد الذي حقق اكتفاء ذاتي من القمح ويقوم بتصدير جزء منه الى دول الجوار وسوريا حققت معدلات مشهودة في مجال التعليم والصحة وسوريا اليوم أصبحت مقصد سياحي رئيسي بسبب انخفاض مستوى الأسعار وما تحويه بين جنباتها من مقومات سياحية لا يوجد لها نظير في العالم .
سوريا التي لا تلتفت الى الصغار, أدوات الطامعين في سوريا وخيرات الوطن العربي, دمشق تبتسم لكل زائريها وتنثر عليهم زهور الياسمين وتمضي في سلم المجد صعودا بقيادة حكيمة من السيد الرئيس بشار الأسد.
وكما قال لي أحد الإعلاميين الذين رافقوا السيد الرئيس في جولاته الأخيرة الى أمريكا اللاتينية وباريس و أوكرانيا قال لي حرفيا " مللنا ولم يمل , كللنا ولم يكل, يصل الليل بالنهار عملا , حركة دائمة ونشاط قل نظيره " من أجل رفعة سوريا وهو ما تحقق ولنا ثقة بأن القادم من الأيام أجمل وسوريا سائرة في طريق المجد .
دمت لنا يا سيادة الرئيس و أمدك بالصحة والقوة والعافية وحمى بلدنا من كل من يضمر لهذا البلد شرا ولن نخشى شيئا ما دمت قائدا لنا وبسمتك تبعث الدفء في قلوبنا وهمتك تبشرنا بأننا الى العلى سائرون
ذكرتني لما كنت مستأجر غرفة بالمخالفات في اعالي ركن الدين كنت كل يوم الصبح اقعد وحط هالعنية واتفرج على سحابة الدخان السميكة التي تعانق دمشق وتحجبها عن العالم .
أقرأ كلامك أصدقك...أقرا أخبار سيريانيوز أستغرب!!!!!!!!!!!! بالنسبة للقمح و الاكتفاء الذاتي ألم تقرأ مقال : هل قمحنا في خطر؟؟ قسماً بالله تعكر مزاجي طول اليوم و عاصصني قلبي من وقت قريته.