syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
لزوم ما لا يلزم... بقلم : محسن عيسى

الأيام سنابل تبعثرت

والسنون رحى

تدور.... وتدور

تحاول جعلي طحينا


غيرت ملامحي

ورسمت بعض التجاعيد

ولكن من يستطع أعادتي كما كنت

ورقة بيضاء جاهزة للكتابة والإملاء

حاولت أن أكون حصان جامح يسابق الريح

يأبى الترويض والركوب

ولكن لهاثي كان سراب وحولوا جري وركضي كما رادو

حصان رهانات يدمونه ليطوقوا رقبته

بشارة نهاية السباق

وبعد تدحرج الأيام تتراكم السنون لتصبح ثور ساقية

تدور ... وتدور ولا تدري نتيجة الدوران

وبعدها تهرم وتنتهي صلاحية الاستعمال

وتتحول بغل حمولات

تلتقط وتحمل كل الكراكيب والخردة وتضعها هنا وهناك

ولا تستخدم منها شي

إلا أن جوابه الدائم كان تلزم .... تلزم

كنت أظنه كباقي المحرمين والفقراء

يحاولون إتخام الأماكن الخاوية بغرفهم المتواضعة

بأثاث تافهة كي يحسوا بروح الامتلاك

فالمساحات الفارغة تشعرهم بالخوف

لذلك يسعون لتكديسها بكل أنواع الكراكيب التي مكانها مكب النفايات

حتى يشعرون بالوجود والامتلاء

لكن هذا المغناطيس الإنساني كان له رأيا آخر

لقد كان يخيفه صدى صوته المرتد خائفا في الأماكن الخاوية

لأنه لم يكن صدى صوته وإنما كلمات لأصوات وأصداء أخرى

لم يكن يطلقها أصلا

لذلك راح يملئ غرفته بالأغراض والأشياء حتى يختنق صوته

ولا يعود له صداه

  

محسن ع عيسى               

2011-01-05
التعليقات